سدانيات: أئمة الصف الخلفي!

نشر في 03-04-2020
آخر تحديث 03-04-2020 | 00:08
 محمد السداني هذه المقالة لا تصلح لأصحاب الحس المرهف الذين يعتبرون أي حديث عنهم أو عما يفعلونه في هذه الأوقات ضربا لمجهوداتهم التي لا أدري أين تصب وما جدواها، إنَّ الأزمة التي تمر بها البلاد عصفت بالعالم شرقا وغربا تاركة وراءها عالما غير مفهوم وعزلا لأكثر من ملياري إنسان على هذا الكوكب الضعيف أمام فيروس لا يرى بالعين المجردة!

إن المجهودات التي تقوم بها الحكومة لا ينكرها إلا جاحد، ولكن الأزمة الحقيقية هي في فوضى البطولة التي يريد أن يتقلدها الكثير من أبناء هذا الوطن الذي لم يشهد مواقف كثيرة ليبرز مواهبه الفذة في البطولة والتميز! ولعل المثير في هذه الأزمة أن الكثير من متصدري منصات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحوا قيمين على الناس في تصرفاتهم وأخلاقهم وسلوكياتهم فيوجهون ويرشدون ويعلمون، وقد يصل الأمر أن يتدخلوا في نوع الأكل الذي سيوضع على طاولة الطعام بعد منتصف الحجر! لا يمكن أن يكون الجميع في الصفوف الأولى، وكأن الذي يجلس في بيته لم يقدم شيئا للوطن والمواطن، وليس من الطبيعي أن يكون التبختر بلباس التطوع وبطاقات عدم التعرض نوعا من الفخفخة التي غابت بغياب الماركات العالمية التي كانت تميز زيدا عن عبيد، إن خدمة الوطن قد تكون أبسط بكثير مما يظن أصحاب السنابات ومنصات الإعلام الذين صدعوا رؤوسنا بمقولة "الصفوف الأولى" مع عدم إنكارنا أن هناك الكثير ممن يضحي بحياته في هذه الأزمة من أجل الكويت، وهذا ما نرفع له القبعة ونرفع أيدينا بالدعاء له– صباح مساء– بأن يحميهم المولى العزيز القدير من كل شر، أما المرفوض فهو أن تقوم الدولة متمثلة بأجهزتها الإعلامية بتوبيخ الناس عبر مذيعيها الذين نعرف بعضهم ونجهل جلهم عن طريق تلفزيونات الدولة، فهذا أمر مرفوض؛ فتمر مجموعة قليلة من الناس لا تستوجب أن تبث هذه الرسائل السلبية التي تزيد– الطين بِلة– وترهق أنفسنا المرهقة من تبعات الفيروس الخفي، فمن لديه رسالة إيجابية فليقدمها للشعب الذي يظهر الكثير من المواقف أنه شعب واعٍ ومحترم، أو فليصمت هؤلاء الذين أصبحوا في ليلة وضحاها أوصياء وأئمة على الناس في زمن الغلفة.
back to top