المساعدات الأميركية لمكافحة «كورونا» فرصة لاستئناف المفاوضات مع كوريا الشمالية!

نشر في 02-04-2020
آخر تحديث 02-04-2020 | 00:00
 ذي دبلومات من المتوقع أن تواجه كوريا الشمالية أزمة حادة بسبب انتشار فيروس «كوفيد-19»، إذ تنكر بيونغ يانغ حتى الآن انتشار الوباء فيها، لكن تشير تقديرات وكالة «يونهاب نيوز» المحلية إلى وضع نحو 10 آلاف شخص في الحجر الصحي، وتدّعي وكالة «إن كيو نيوز» وفاة 180 جندياً كورياً شمالياً، لذا كان إيجابياً أن يكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة إلى الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون لعرض المساعدة عليه، فسيكون التعاون بين الطرفين لمواجهة الوباء فرصة مثالية لوقف انتشاره واستئناف المحادثات حول نزع الأسلحة النووية أيضاً.

دعت مفوّضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه إلى تخفيف العقوبات المفروضة لتسهيل وصول الإمدادات الطبية العاجلة إلى البلدان، بما في ذلك كوريا الشمالية، وفي الوقت الراهن يمنع مجلس الأمن والقوانين والتنظيمات الأميركية معظم العمليات التجارية مع بيونغ يانغ. وإذا أرادت أي حكومة أو منظمة غير ربحية إرسال مساعدات إنسانية إليها، فلن يكون الحصول على إذن كوريا الشمالية كافياً، بل لا بد من مراجعة لجنة العقوبات التي نشأت بموجب القرار 1718 في الأمم المتحدة أيضاً.

تغطّي عقوبات مجلس الأمن مجموعة واسعة من السلع والخدمات التي يُمنَع المتاجرة بها نظراً إلى استعمالاتها العسكرية المحتملة، لذا يجب أن يشرح كل من يرغب في إطلاق المبادرات للجنة العقوبات تفاصيل المساعدات التي يريد إرسالها وكميتها ووجهتها وسببها، حتى الآن مُنِحت إعفاءات لبعض المنظمات مثل الصليب الأحمر و»أطباء بلا حدود» ومنظمة الصحة العالمية، كذلك، ترسل بلدان مثل إيطاليا وفرنسا وسويسرا مساعدات مهمة.

لكن للأسف، تحتل كوريا الشمالية المرتبة 193 من أصل 195 بلداً في مؤشر الأمن الصحي العالمي للعام 2019، وهو تصنيف من ابتكار جامعة «جونز هوبكينز» و»مبادرة التهديد النووي» و»وحدة الاستخبارات الاقتصادية»، ونتيجةً لذلك، لا تُعتبر بيونغ يانغ مستعدة لمواجهة تفشي أي وباء، مع أنها سارعت إلى فرض مجموعة تدابير، منها إغلاق المدارس لشهر وتعليق السياحة من الخارج.

خلال هذه الكارثة، قد يزعم كيم جونغ أون على الأرجح أن الوضع طبيعي وأن كل شيء تحت سيطرته، وهذا ما يفعله أصلاً حتى الآن، يعني ذلك تنظيم تدريبات عسكرية إضافية ومتابعة الاختبارات الصاروخية، حتى أنه قد يعتبر هذه الفترة مناسبة لإجراء الاختبارات من دون أي محاسبة ولتحسين صواريخه البالستية العابرة للقارات، لكن يدرك كيم أيضاً أنه سيحتاج إلى المساعدة من الولايات المتحدة للتعامل مع العقوبات.

ستكون أي مساعدة لاحتواء وباء «كوفيد-19» والقضاء عليه، بغض النظر عن مكان انتشاره، مبادرة منطقية لأن الفيروس يطرح تهديداً عالمياً، وعند إطلاق هذه المبادرة لن تجازف الولايات المتحدة بالكثير في حال استئناف المحادثات مع كوريا الشمالية لأن إعادة كيم إلى طاولة المفاوضات قد تسمح بتعديل سلوكه، بعبارة أخرى من المنطقي أن تعرض الولايات المتحدة المساعدة على بيونغ يانغ.

كذلك، تستطيع الولايات المتحدة أن تطلق هذه المبادرة من دون تهديد نظام العقوبات العامة أو إيذاء المصالح الأميركية، حتى أن عرض ترامب يخدم مصالح بلده كونه يمنع خروج الوضع عن السيطرة في شمال شرق آسيا، ويجب أن يهتم صانعو السياسة في واشنطن بمعالجة محنة الكوريين الشماليين الأبرياء، لكن يجب أن يدركوا أيضاً أن فشل كيم في مواجهة الفيروس يعني انتشار الوباء في مكان آخر، مما يطرح مشكلة على الجميع.

أخيراً، إذا سبّب فيروس «كوفيد-19» أضراراً كبرى وحالات وفاة كثيرة في كوريا الشمالية، يرتفع احتمال أن ينهار النظام الفوضوي هناك أو أن يتصرف كيم بطريقة تضمن إلهاء الآخرين عن إخفاقاته.

وحين تبدأ واشنطن بهزم الفيروس محلياً، يجب أن يوجّه ترامب رسالة أخرى إلى كيم، فبعدما تنجح الولايات المتحدة في التعامل مع «كوفيد-19» داخل حدودها ستصبح في موقع يخوّلها تقديم المساعدة في حال وافقت بيونغ يانغ عليها.

* جون ديل غروفر

* «ديبلومات»

back to top