النفط يرتفع عن أدنى مستوى في 18 عاماً

البرميل الكويتي ينخفض 1.93 دولار ليبلغ 24.33 دولاراً

نشر في 01-04-2020
آخر تحديث 01-04-2020 | 00:05
النفط يرتفع عن أدنى مستوى في 18 عاماً
النفط يرتفع عن أدنى مستوى في 18 عاماً
تعافى النفط أمس بعد أن وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، على إجراء محادثات من أجل تحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة، إذ ارتفع عن أدنى مستوى في 18 عاما، والذي بلغه بسبب خفض توقعات تفشي فيروس كورونا للطلب على الوقود في أنحاء العالم.

وزاد خام القياس العالمي برنت 30 سنتا، أو ما يعادل 1.3 في المئة، مسجلا 23.06 دولارا للبرميل بحلول الساعة 06:35 بتوقيت غرينتش، بعدما سجل عند الإغلاق أمس الأول 22.76 دولارا، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2002.

وارتفع الخام الأميركي 1.21 دولار، أو ما يعادل 6 في المئة، مسجلا 21.30 دولارا للبرميل، بعد أن بلغ في الجلسة السابقة 20.09 دولارا عند التسوية، وهو أدنى مستوى له منذ فبراير 2002.

من جانبه، انخفض سعر برميل النفط الكويتي 1.93 دولار، ليبلغ 24.33 دولارا في تداولات أمس الأول، مقابل 26.26 دولارا في تداولات الجمعة الماضي، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

وواجهت أسواق النفط ضغوطا متزامنة من تفشي الوباء ومن حرب أسعار بين السعودية وروسيا، بعد أن أخفقت "أوبك" ودول أخرى منتجة للنفط في التوافق على خفض أكبر للإنتاج لدعم أسعار الخام في أوائل مارس.

تحقيق الاستقرار

وقال الكرملين أمس الأول إن ترامب وبوتين اتفقا، خلال مكالمة هاتفية، على عقد مسؤولي الطاقة في البلدين مناقشات بشأن تحقيق الاستقرار في أسواق النفط.

وذكر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية ان المملكة تعتزم زيادة صادراتها من النفط إلى 10.6 ملايين برميل يوميا، اعتبارا من مايو، بسبب انخفاض الاستهلاك المحلي.

كما خفضت المصافي النفطية حول العالم معدلات الإنتاج بسبب الانخفاض الحاد في الطلب على الوقود المستخدم في وسائل النقل، وقالت مصادر لـ"رويترز" إن المصافي الأوروبية خفضت الإنتاج بواقع 1.3 مليون برميل يوميا على الأقل.

وأرجع محللان نفطيان كويتيان انخفاض أسعار النفط العالمية في تداولات لأدنى مستوى لها منذ نحو 18 عاما إلى تفشي فيروس كورونا، وما ترتب عليه من تطورات اقتصادية عالمية، وتأثرا بالإجراءات المتخذة لوقف انتشاره.

وأوضح المحللان، في تصريحين منفصلين لـ"كونا"، أمس، أن الانخفاض أتى أيضا بعد أن فرضت بعض الدول حظرا للتجول وقيودا على الحركة، واتخاذها إجراءات العزل العام بغية التصدي للفيروس، وسط تزايد المخاوف من أن هذه الإجراءات قد تستمر أشهرا، وأن الطلب على الوقود سيواصل الانخفاض.

أمر طارئ

وقال الخبير في الشؤون الاقتصادية والنفطية حجاج بوخضور إن الانخفاض الحاد في طلب واستهلاك الوقود الذي يشهده العالم خلال الفترة الحالية "أمر لم يسبق له مثيل"، مبينا أن أسواق النفط تعرضت لضربة مزدوجة، الأولى: فرض الحكومات قيودا على الحركة وإغلاق المصانع بغية احتواء انتشار الفيروس، الأمر الذي ادى بدوره إلى تآكل الطلب.

وذكر أن الضربة الثانية لأسواق النفط تمثلت في فشل اجتماعات "أوبك +" مطلع مارس الجاري (بين منظمة الدول المصدرة للبترول ودول من خارجها) في الوصول إلى تمديد لخفض الإنتاج، وما تبعها من "حرب أسعار".

ورأى أن ما ساهم في زيادة تراجع الأسعار أخيرا صدور تصريحات روسية بأن "سعر النفط عند 25 دولارا للبرميل نبأ ليس كارثة على المنتجين في البلاد".

وبين أن العالم يستهلك 100 مليون برميل من النفط يوميا، لكن وكالة الطاقة الدولية توقعت في تقرير صدر مؤخرا أن ينخفض الاستهلاك بنحو 20 مليونا، لافتا الى ان ذلك يجبر المنتجين في جميع أنحاء العالم على خفض الإنتاج.

وأفاد بأن تماسك أسعار النفط إلى الآن عند مستوى 25 دولارا للبرميل بالنسبة لمزيج برنت ومزيج أوبك رغم جائحة كورونا يعطي أملا بتعافي الاقتصاد العالمي خلال 6 أشهر، واستعادة أسعار النفط عند مستوى 40 دولارا مع نهاية الربع الثاني من العام الحالي.

الحرب الجمركية

من جانبه، ذكر الخبير النفطي أحمد حسن كرم، لـ"كونا"، ان أسعار النفط بدأت الانخفاض مع تصاعد حدة الحرب الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، وصولا إلى فشل اجتماعات "أوبك +" مطلع مارس الجاري في اتفاق تمديد خفض الإنتاج، مما تسبب "في إغراق الأسواق النفطية وطغيان العرض على الطلب".

8% تراجع واردات اليابان من النفط الكويتي

أظهرت بيانات رسمية يابانية أمس تراجع واردات البلاد من النفط الكويتي الخام في فبراير الماضي لأول مرة في ثلاثة أشهر.

وجاء في تقرير أصدرته هيئة الموارد الطبيعية والطاقة اليابانية انخفاض إجمالي واردات اليابان من النفط الكويتي الشهر الماضي بنسبة ثمانية في المئة لتقف عند سبعة ملايين ونصف المليون أو 259 ألف برميل يوميا.

وهذا هو أول تراجع لصادرات النفط الكويتي إلى البلد الآسيوي الذي تعد الكويت رابع أكبر مزود له بالنفط وتمده بتسعة في المئة من وارداته من الخام.

وبشكل عام تراجعت واردات اليابان من النفط للشهر الثاني على التوالي بنسبة 3.8 في المئة على أساس سنوي إلى 2.87 مليون برميل يوميا.

وتزود شحنات النفط من الشرق الأوسط اليابان بنحو 90 في المئة من احتياجاتها النفطية لكن هذه الشحنات تراجعت بنسبة 0.8 في المئة عن العام الماضي.

ومع ذلك أظهرت البيانات ارتفاع واردات اليابان النفطية من الامارات العربية المتحدة وهي أكبر مزود لها بالخام بنسبة 33.3 في المئة عن العام السابق ووصلت إلى 1.02 مليون برميل يوميا تلتها السعودية بـ 962 ألف برميل يوميا لكنها تراجعت بنسبة 13.4 في المئة تليها قطر في المركز الثالث بـ 292 ألف برميل يوميا وروسيا خامسا بـ 87 ألف برميل يوميا على التوالي.

ومن المتوقع أن تتسبب جائحة فيروس كورونا في هبوط ما لا يقل عن 20 في المئة من الطلب على النفط حول العالم مع اتخاذ الحكومات خطوات لتقييد انتشار الفيروس.

وأوضح كرم أن انتشار الفيروس في معظم دول العالم ووضع الحكومات قيودا على الحركة، تمثلت في إقرار حظر للتجول وإغلاق المطارات وإيقاف الطيران التجاري عالميا، عوامل أسهمت في انخفاض حاد للاسعار، حيث وصلت إلى مستويات تلامس 20 دولارا للبرميل.

back to top