إدارة «كورونا» بوابة ثقة المواطنين

نشر في 31-03-2020
آخر تحديث 31-03-2020 | 00:08
 أ. د. فيصل الشريفي بالرغم من التحفظات التي صاحبت الحكومة عند تشكيلها فإنها نجحت وقامت بكل ما يمكن القيام به تجاه مواطنيها في الداخل والخارج في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها العالم بأسره، فقد استطاعت من خلال أدائها المميز أن تكسب ثقة المواطنين وتقدير العالم بسبب التدابير التي اتخذتها لاحتواء تداعيات انتشار وباء كورونا.

لقد تحركت الحكومة في كل اتجاه من خلال وزرائها كل في مجال اختصاصه، خاطبت الشعب بكل شفافية وكشفت عن الإجراءات التي تقوم بها ضمن المعطيات والإمكانات المتاحة بمصداقية ومهنية عالية، منفذة توجيهات سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، أطال الله في عمره، التي وجدت صداها عند الشعب الكويتي الذي يدرك أن هذه الإجراءات تصب في مصلحته.

لا أريد أن أكيل المديح للحكومة والعاملين في الميدان من أبناء الكويت وبناتها رغم استحقاقهم له، لإيماني وإيمان كل مواطن شريف بأن ما يفعلونه ينطلق من حسهم الوطني وحبهم لتراب هذا الوطن الطاهر.

أهمية إدارة الأزمات ترتكز على ثلاث ركائز أساسية (قبل وقوعها وأثناء حدوثها ومرحلة التعافي) لذلك ومن باب الموضوعية سأكتب عما قامت بها حكومة الكويت لإدارة هذه الأزمة وانعكاس قراراتها على كل مرحلة وهي كالتالي:

مرحلة إدارة الأزمة قبل وقوعها لا أظن الكويت قد استعدت بالشكل المطلوب من خلال تقديرها لتداعيات وخطورة تفشي مرض كورونا الصحية، لذلك لم تكن التدابير تتماشى مع درجة الخطورة لهذه المرحلة رغم النجاح الذي حققته في احتوائها للحالات المصابة وللمخالطين بكل مهنية واحتراف.

عند بداية انتشار المرض في الكثير من الدول كان بإمكان الحكومة أخذ المزيد من التدابير الوقائية مثل عدم السماح لمواطنيها بالسفر، خصوصا أن مؤشرات انتشاره لم تكن خافية على أبسط المتابعين ناهيك عن أصحاب الاختصاص، ومع هذا كررت خطأها بالسماح للوافدين بالعودة إلى الكويت دون حصولهم على شهادات صحية معتمدة تثبت خلوهم من المرض، في توقيت حساس جداً، مما ترتب عليه إرهاق للجسم الطبي واستنفار بقية القطاعات لمساعدتهم في التنظيم والسيطرة.

مرحلة إدارة الأزمة أثناء وقوعها في هذه المرحلة استطاعت حكومة الكويت أن تتفوق على نفسها، حتى إنها كانت محل إعجاب العالم لما عملته من إجراءات استثنائية تميزت بالانضباط والتناغم في اتخاذ القرارات، كما أنها نجحت في تجهيز وتمكين الجانب الصحي، وبعثت روح الطمأنينة في نفوس المواطنين والمقيمين من خلال عرضها للمخزون الغذائي وفرض هيبة القانون.

الإجراءات الاستثنائية لم تكن بإغلاق المدارس والجامعات وأماكن التجمعات ودور العبادة فقط، ولا في تعطيل الدوائر الحكومية، ولا بتعليق الطيران، ولا بفرضها حظر التجول، لكن بطريقة التعاطي مع هذه القرارات، وكيفية الثبات عليها والعمل على احترامها وعدم مخالفتها.

إدارة هذه المرحلة مكلفة جداً على المال العام لكنها ضرورية لمرحلة التعافي، فالفكرة التي تقوم عليها إدارة الأزمة قبل وقوعها وأثناءها تدور حول تقليل الخسائر المستقبلية والاستعداد لمرحلة التعافي.

في هذه المرحلة شعرت كمواطن وكمتابع مهتم بإدارة الأزمات أن حكومة الكويت نجحت بدرجة عالية، فمع إطلالة كل يوم أجد قراراً أو أكثر يصب في خانة الوطن ومصلحته ومستقبله، وأن هذه التدابير ستسمح في تعافيه والعودة به إلى أفضل مما كان عليه.

مرحلة التعافي تتطلب الاستعداد والتحضير الجيد لها من خلال تشكيل فريق من المختصين الأكفاء مهمتهم تقييم الخسائر المباشرة وغير المباشرة للمراحل السابقة، بوضع التصورات وآليات التعافي لمعالجة الآثار الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي خلفتها أزمة كورونا (كوفيد-19) وإلى إعادة تنظيم القطاعين الخاص والحكومي والسياسات التعليمية ومخرجات التعليم.

ودمتم سالمين.

back to top