ترامب يتراجع عن «حجر» نيويورك بعد انتقادات... وبريطانيا تتوقع الأسوأ وإغلاقاً أطول

• «قفزة نوعية» بضحايا «كورونا» في الولايات المتحدة... وبكين تتخوف من «موجة ثانية»
• قتلى إيطاليا يتخطون الـ 10 آلاف وإسبانيا تقترب منها بالإصابات وتطالب أوروبا بـ«اقتصاد حرب»
• روحاني: تخطينا الذروة في بعض المحافظات والفيروس قد يظل عاماً أو عامين
• العراق يبحث عن 600 مصاب غير مسجلين لأسباب اجتماعية... ويعزل مناطق

نشر في 30-03-2020
آخر تحديث 30-03-2020 | 00:06
واصل فيروس كورونا تفشيه في أوروبا، حيث تعزز الدول الأكثر تضررا كفاحها ضد الوباء العالمي الذي تسبب حتى الآن في أكثر من 30 ألف وفاة بالعالم، بينما تخلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إصدار أمر بإغلاق نيويورك.
في غياب أي لقاح أو علاج مثبت ضد فيروس كورونا، وبينما لزم أكثر من 3 مليارات نسمة منازلهم أمس في جميع القارات، طوعا أو قسرا، شهدت الولايات المتحدة تسارعا كبيرا في انتقال العدوى، مع إحصاء نحو 124 ألف إصابة، نصفها في ولاية نيويورك ومدينتها الكبرى، بينما حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أن بلاده ستتجه نحو الأسوأ.

ترامب

وتخلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فكرة فرض حجر صحي على ولايات نيويورك ونيوجيرسي وكونيتيكت وإغلاقها بالكامل، بعدما تطرق في وقت سابق إلى هذه الفرضية في إطار مواجهة الفيروس.

وقال إنه طلب من مراكز مكافحة الأمراض، وهي الهيئة الصحية الوطنية، إصدار بيان "حازم" يمنع حركة الدخول إلى هذه الولايات أو الخروج منها، دون أن يعني ذلك إغلاقاً لحدودها. وكتب على "تويتر": "الحجر الصحي لن يكون ضروريا".

وجاء إعلان الرئيس في الوقت الذي تجاوز فيه عدد الوفيات في الولايات المتحدة بسبب الفيروس 2100، وهو أكبر من ضعفي العدد قبل يومين، و122 ألف إصابة، وهو أكبر عدد من الإصابات في بلد واحد.

وكان ترامب قال إنه قد يحظر السفر من أو إلى نيويورك وأجزاء من نيوجيرسي وكونيتيكت، وهي منطقة تشكل مركز تفشي الفيروس في الولايات المتحدة، بهدف حماية الولايات الأخرى التي لم تتأثر بشدة بالمرض.

وقوبلت الخطة بانتقادات على الفور بوصفها "غير عملية" ومن شأنها أن تسبب الفوضى في منطقة تعد المحرك الاقتصادي لشرق الولايات المتحدة، وتضم 10 في المئة من السكان، وتدر 12 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وقال حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو إنه يرفض اقتراح ترامب، مضيفا للصحافيين: "الحجر الصحي الإلزامي هو تصور مخيف".

وفاة رضيع

وفي حالة نادرة جدا، توفي رضيع أميركي جراء إصابته بالفيروس في ولاية الينوي.

وقال حاكم الولاية جاي بي بريتزكر، في مؤتمر صحافي، إن "وفاة الرضيع مرتبطة بالوفيات الناجمة عن كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية".

بريطانيا

ومع تخطي حصيلة الوفيات عتبة الألف بعد تسجيل 260 وفاة في يوم واحد، حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أن بلاده ستتجه نحو الأسوأ بالنسبة الى انتشار الفيروس، قبل أن تبدأ مرحلة الانفراج.

وأطلق الزعيم المحافظ، الذي أصيب بالفيروس الأسبوع الماضي، التحذير في منشور وزع على كل المنازل في بريطانيا، لحض السكان على البقاء في بيوتهم، والمساعدة في الحد من انتشار الفيروس من خلال اتباعهم الإرشادات.

وكتب جونسون: "نحن نعلم أن الأمور ستتجه إلى الأسوأ، قبل أن تبدأ بالتحسن"، متابعا: "من المهم بالنسبة لي أن أكون صريحا معكم، نحن نعلم أن الأمور ستزداد سوءا قبل أن تتحسن"، ونبه إلى أنه "يجب احترام هذه القواعد. وإذا خالف الناس القواعد فستفرض الشرطة غرامات وتفرق التجمعات".

من ناحيته، قال وزير شؤون مجلس الوزراء مايكل جوف، لهيئة الإذاعة البريطانية، أمس، إن "على البريطانيين أن يستعدوا لفترة طويلة من الإغلاق. على كل شخص الاستعداد لفترة كبيرة ستظل فيها تلك الإجراءات قائمة".

ووفق الحصيلة الرسمية، التي تشير إلى تسارع واضح في تفشي الوباء، بلغ عدد الوفيات 1019 والإصابات 17089.

وفي وقت سابق، أوضح ستيفن باويس، مدير هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، أن بلاده ستكون قد أبلت بلاء حسنا إذا عبرت الأزمة بأقل من 20 ألف حالة وفاة.

وأضاف باويس، في مؤتمر صحافي بمقر الحكومة "10 داونينغ ستريت"، أن وحدات العناية المركزة في لندن لم تمتلئ بعد، لافتا إلى أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تجهز غرف العمليات والإنعاش لاستقبال الحالات الحرجة.

إيطاليا

وفي إيطاليا، تجاوز عدد المتوفين 10 آلاف شخص، مما يجعل من المؤكد تقريبا تمديد الإغلاق الساري في البلاد. وارتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 92472.

وقال المسؤولون إن الأعداد ستكون أسوا ما لم يطبق إغلاق على المستوى الوطني.

فرنسا

وبينما تسابق حكومته الزمن لزيادة عدد الأسرة في أقسام العناية المركزة وجلب معدات الوقاية، حذر رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب من أن الأسبوعين المقبلين سيكونان الأصعب حتى الآن في الحرب على الفيروس الذي تفشى في شرق فرنسا أول الأمر، ولم تعد المستشفيات قادرة على استيعاب حالات الإصابة ثم انتشر في غرب البلاد.

وقال فيليب، في مؤتمر صحافي، "نخوض معركة ستستغرق وقتا، وسيكون أول أسبوعين في أبريل أصعب من الأسبوعين اللذين انتهيا للتو"، مضيفا أن "فرنسا تواجه أزمة غير مسبوقة خلال القرن الأخير"، ولفت الى أن "قرابة نصف العالم يلزمون بيوتهم في الوقت الراهن، وهذا الوضع يحدث للمرة الأولى".

وأشار إلى أن الفيروس ينتشر بشكل سريع في فرنسا، مبينا أن عدد الإصابات في البلاد يتضاعف كل 3 أيام، وأن فرنسا تلحق بركب إيطاليا وإسبانيا في أعداد الوفيات والإصابات.

من ناحيته، أعلن وزير الصحة أوليفييه فيران أن بلاده ستزيد وحدات الرعاية المركزة لديها بمقدار 3 أمثال، الموجود حاليا تقريبا، لتتمكن من التعامل مع الوباء.

وأضاف فيران، خلال المؤتمر الصحافي، برفقة فيليب وخبراء في مجال الصحة، ان الحكومة قدمت طلبية لشراء أكثر من مليار كمامة معظمها من الصين لزيادة الإمدادات، حيث تستهلك البلاد نحو 40 مليون كمامة أسبوعيا في ظل الأزمة.

وحتى لحظة انعقاد المؤتمر الصحافي، سجلت فرنسا 37575 إصابة مؤكدة، كما ارتفع عدد الوفيات إلى 2314.

إسبانيا

وفي مدريد، أعلن رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز ان "اوروبا تواجه تحديا مختلفا، وتخوض حربا ضد عدو مشترك يقضي على صحة مواطنيها"، داعيا في هذا السياق الاتحاد الأوروبي الى اتخاذ "قرارات شجاعة للتصدي لحالة الطوارئ الصحية التي لا تعرف الحدود ولا تميز بين الجنسيات والافراد".

وفي خطاب تلفزيوني موجه إلى الأمة، شدد سانشيز على أن أوروبا "يجب أن تطبق خطة مارشال أوروبية لمواجهة الجائحة، وتقيم نوعا من اقتصاد حرب وتعزيز المقاومة ثم إعادة البناء ودعم الاقتصاد"، لافتا الى أن حماية المواطنين الأوروبيين لا يمكن أن يقع على عاتق بلد اوروبي واحد.

واعتبر أن "الفيروس الذي لم يولد في اوروبا، يختبر اليوم مشروع الاتحاد الاوروبي الذي يجب يقدم استجابة ترتقي الى المستوى المطلوب ولا تخيب امل مواطنيه، لأن الفيروس يضرب بلا رحمة ويذكرنا بهشاشة حضارتنا وحياة الإنسان".

في سياق متصل، قال إن "اسبانيا تعيش اليوم اصعب ساعاتها بعد تسجيل 5690 حالة وفاة، وارتفاع العدد الاجمالي للإصابات الى 72.248 الف حالة".

ولمحاولة تخفيف العبء على النظام الصحي الاسباني بعد تجاوز عدد كبير من المستشفيات قدراتها الاستيعابية، قال سانشيز إن مجلس الوزراء سيوافق في اجتماع استثنائي على تعليق جميع الانشطة غير الحيوية بإسبانيا في الفترة بين 30 مارس و9 ابريل المقبل.

وسجلت إسبانيا أمس حصيلة يومية قياسية قدرها 838 وفاة ليصل العدد الاجمالي إلى 6528 والإصابات 78797.

وبينما ارتفع عدد الوفيات في سويسرا إلى 257 والإصابات إلى 14336، أعلنت السلطات الصحية في بلجيكا امس، تسجيل 78 حالة وفاة، ليرتفع بذلك إجمالي الوفيات إلى 431 والإصابات الى 10836.

وأعلنت السلطات الروسية أمس ارتفاع عدد الاصابات الى 1534 والوفيات إلى 8.

أستراليا

وفي ملبورن، قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون امس، إن التجمعات العامة يجب ألا تتجاوز شخصين، وإن على الأستراليين الخروج عند الضرورة وعلى الذين تزيد أعمارهم على 70 عاما عزل أنفسهم خشية إصابتهم.

آسيا

وفي بكين، ذكر الناطق باسم اللجنة الوطنية للصحة مي فنغ، أمس، ان تزايد عدد الإصابات في البلاد أثار احتمال تعرضها لموجة تفشي ثانية، متابعا: "الصين لديها بالفعل 693 حالة من الخارج، مما يعني أن إمكان حدوث موجة تفشي جديدة لا تزال كبيرة نسبيا".

وسجلت الصين 45 إصابة جديدة أمس الأول، جميعها لأفراد قادمين من خارج البلاد باستثناء حالة واحدة، وبلغ إجمالي عدد الوفيات في البر الرئيسي الصيني 3300 إجمالا، بينما بلغ عدد الإصابات 81439.

وبينما أعلنت سنغافورة تسجيل ثالث وفاة بعد يوم من تخطي عدد الإصابات 800 شخص، قال رئيس وزراء كوريا الجنوبية تشونغ سي كيون، في اجتماع حكومي، أمس، إن كل شخص يصل إلى البلاد من الخارج سيخضع للحجر الصحي لأسبوعين لمنع تفشي الفيروس الذي ارتفع عدد إصاباته إلى 9583، في حين تم تأكيد 152 حالة وفاة.

الخليج

إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية السعودية، أمس، تقديم موعد منع التجول في محافظة جدة ليكون ابتداء من الثالثة مساء أمس، وتعليق الدخول والخروج منها.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، أنه "تنفيذا للإجراءات الاحترازية الإضافية للحد من انتشار الفيروس، تقرر تقديم موعد منع التجول في محافظة جدة ليكون ابتداء من الثالثة مساء الأحد 29 مارس، وللمدة المقررة في الأمر الملكي الصادر الاحد الماضي".

ومددت السعودية العمل بتعليق الحضور لمقرات العمل في جميع الجهات الحكومية والقطاع الخاص وتعليق الرحلات الجوية الدولية والداخلية ونشاط الحافلات وسيارات الأجرة والقطارات حتى إشعار آخر.

الإمارات

إلى ذلك، مددت الإمارات حظر التجول الليلي حتى 5 أبريل.

وبدأت الإمارات حملة التعقيم، التي تنفذ بين الثامنة مساء والسادسة صباحا يوميا، في 26 مارس، وكان من المقرر أن تنهيها صباح 29 مارس.

وسجلت الإمارات حالتي وفاة و468 إصابة. وأعلنت دبي مزيدا من الحوافز لحماية اقتصادها، ومن بين الإجراءات التي أعلنها مجلس المناطق الحرة بدبي، تأجيل دفع الإيجارات مدة 6 أشهر، وإلغاء الغرامات والسماح بعقود التوظيف المؤقتة حتى نهاية العام، لدعم جهود التوظيف حسبما افادت وكالة أنباء الإمارات.

إلى ذلك، أصبحت قطر أول دولة خليجية تعلن أول حالة وفاة بسبب "كورونا"، وهي لمقيم من بنغلادش.

العراق

وفي بغداد، صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع العميد يحيي رسول بأن وزارتي الدفاع والداخلية تعتزمان القيام بعملية أمنية لعزل المناطق الموبوءة بالفيروس للحد من انتشاره في البلاد.

من ناحيته، صرح ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، أدهم إسماعيل، بأن "هناك نحو 600 إصابة غير مكتشفة وغير مسجلة لأسباب اجتماعية يتم البحث عنها في القرى والمناطق، ولم يتم العثور عليها وغير مكتشفة حاليا ونسعى للوصول اليها".

وكانت وزارة الصحة أعلنت في وقت سابق أن إجمالي عدد الإصابات بلغ 547، بينما بلغ عدد الوفيات 42.

روحاني

وفي طهران، صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني امس، بأنه تم تخطي مرحلة الذروة في انتشار الفيروس في بعض محافظات البلاد.

وأردف روحاني: "اجتمعت أمس (السبت) مع بعض المتخصصين، واستنادا إلى أقوالهم فإننا تخطينا مرحلة الذروة في انتشار الفيروس في بعض المحافظات وبدأنا مسارا تنازليا، إلا أنه في محافظات أخرى لا يمكننا تأكيد ذلك حاليا، وعلينا أن ننتظر حتى الجمعة المقبلة لتحديد الوضع بدقة".

وحذر روحاني في الوقت نفسه من أن الفيروس قد يظل موجودا لعام أو عامين.

إلى ذلك، وصل الفيروس إلى محمد رضا خاتمي، النائب السابق وشقيق الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي. ومن الحجر الصحي في أحد المستشفيات، وجه خاتمي رسالة انتقاد للحكومة.

وأعلن رئيس المركز الاعلامي بوزارة الصحة الايرانية كيانوش جهانبور، في مؤتمره الصحافي اليومي، أمس، تسجيل 123 وفاة جديدة وإصابة نحو 2900 آخرين، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 2640 والإصابات إلى 38309.

back to top