خاص

الشطي لـ الجريدة•: أسواق النفط بدون بوصلة... و«برنت» بين 15 و20 دولاراً

«الفائض يصل إلى 14 مليون برميل يومياً خلال الربع الثاني»

نشر في 29-03-2020
آخر تحديث 29-03-2020 | 00:02
 الخبير النفطي محمد الشطي
الخبير النفطي محمد الشطي
أجرى العديد من البيوت الاستشارية والبنوك تعديلات كبيرة في تقديراتها للطلب على النفط، خلال الأشهر من مارس حتى يونيو المقبل، وستتراوح بين 11 و19 مليون برميل يوميا.
ذكر الخبير النفطي محمد الشطي أن أسواق النفط تعمل حاليا بدون بوصلة، في الوقت الذي يتفق الجميع على أن المحرك الرئيس للسوق حاليا هو تطورات فيروس كورونا وتأثيراتها على الاقتصاد العالمي والطلب العالمي على النفط، وتأثر حركة النقل والصناعة والتجارة، ومع تنفيذ تدابير العزل على نطاق واسع في أوروبا وأميركا الشمالية وحتى في اقتصادات الأسواق الناشئة، مما أدى إلى تراجع غير مسبوق في الطلب العالمي على النفط.

وقال الشطي، لـ"الجريدة"، إن "العديد من البيوت الاستشارية والبنوك قامت بإجراء تعديلات كبيرة في تقديراتها للطلب على النفط، خلال الأشهر من مارس الجاري حتى يونيو المقبل ستكون كبيرة، وتتراوح بين 11 و19 مليون برميل يوميا، لتصل على أساس سنوي لعام 2020، مقارنة بالطلب على النفط عام 2019 عند تراجع سنوي محقق بين 3 و5 ملايين برميل يوميا، وهو مستوى لم يصل اليه تاريخيا، ويعني بالضرورة أننا مقبلون على ركود اقتصادي".

وبين أنه بافتراض استمرار جهود التسابق في رفع الانتاج، وتضاؤل فرص العودة لجهود تنظيم المعروض وتحقيق التوازن، فإن مسار الطلب الجديد سيؤدي إلى فائض غير مسبوق بين 10 و14 مليون برميل يوميا في الربع الثاني للتخزين.

ولفت الى ان ذلك يعني ضغوطا على الأسعار واغلاقا للإنتاج على نطاق واسع يطال تباطؤ الإنتاج الأميركي من النفط الصخري، وكذلك التقليدي، وأيضا كندا والبرازيل وكولومبيا والأرجنتين وفنزويلا وفي مناطق عديدة في العالم.

وأضاف ان زيادة المخزون في الأسابيع المقبلة ستفوق حتما البنية التحتية المحلية، وربما لن تكون هناك قدرة كافية على مستوى العالم لاستيعاب زيادة المعروض، متوقعا أن يؤدي ارتفاع مخزونات المنتجات البترولية الى خسائر في هوامش عمليات المصافي مع استمرار تأثر أسعار النفط.

وأوضح أن "البعض يعتقد أننا في طريقنا الى أرقام دون العشرة دولارات للبرميل رغم الاتفاق"، مضيفا أن هذا الوضع لا يمكن ان يستمر، وفي الوقت نفسه هو وضع مؤقت لا يوجد ما يبرره على أساس اقتصادي والكل خسران، ولفت إلى أن ذلك يبدو واضحا في تأثر شركات النفط العملاقة وترشيد نفقاتها.

ولفت الى أن قطاع النقل يمثل 60 في المئة من اجمالي الطلب على النفط، كما يمثل النقل الجوي 12 في المئة من إجمالي هذا الطلب، وتبقى الحقيقة أن السوق في أجواء انخفاض في الطلب ولا يمكن تغيير ذلك بانخفاض الأسعار.

واعتبر ان مصدر ذلك التأثير هو فيروس كورونا الذي استلزم عدة إجراءات في العالم سواء منع الرحلات الجوية من والي العديد من الدول، او حظر التجوال في مناطق، وأوجد حالة من الرعب قيدت الحركة وحدت منها، مما يعني اتجاها مستمرا في الانخفاض، ولا يمكن أن يحفزه خفض في الأسعار، وسيكون التأثير على المنتجات البترولية ووقود الطائرات ويليه البنزين، ثم انخفاض الطلب على المنتجات المتوسطة.

وذكر أن هناك اعتقادا بأن أسعار برنت ستبقى على الأرجح بين 15 و20 دولارا للبرميل في الربع الثاني، وهو رهن قدرة الطاقة التخزينية على استيعاب ذلك، ثم يبدأ نطاق التعافي التدريجي الذي ستدور فيه الاسعار حول فلك 25 و30 دولارا للبرميل خلال الربع الثالث والرابع من العام الحالي.

وأكد أن ذلك رهن النجاح في الوصول الى علاج للفيروس، والسيطرة على انتشاره في العالم، مضيفا أن عودة أجواء التفاوض والتواصل لمصلحة توازن السوق، ومنها بدء التواصل الأميركي السعودي الذي من الممكن ان يكون بداية طيبة.

back to top