عالم جراثيم وبيطري أنقذا العالم من «السل»

نشر في 27-03-2020
آخر تحديث 27-03-2020 | 00:03
No Image Caption
على مدار التاريخ، أدخل السل الرعب في النفوس، وتسبب هذا المرض سنوياً في وفاة عدد كبير من البشر، وقد دفع ذلك كثيرين لتلقيبه بالطاعون الأبيض. وخلال منتصف القرن التاسع عشر، قيل عن السل إنه وراء ربع الوفيات السنوية بكل من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وقد تراوحت أعراض هذا المرض القاتل بين الحمى والسعال الدامي والقشعريرة والتعرق الليلي وفقدان الشهية وفقدان الوزن والتعب وآلام الصدر واحمرار الخدين وتحول لون البشرة للشاحب.

وطوال القرون المنقضية، تسبب مرض السل في وفاة عدد هائل من الشخصيات التاريخية البارزة.

وبداية من عام 1900، باشر الطبيب والمختص في علم الجراثيم والمناعة ألبرت كالميت (Albert Calmette) مع صديقه ومساعده البيطري كميل غيران (Camille Guérin) أبحاثهما بمعهد باستور بمدينة ليل، لإيجاد لقاح لمرض السل.

بادئ الأمر، عمل الرجلان على خلق وسط ملائم لزراعة البكتيريا المسببة للسل ومراقبتها، واتجها عقب نجاحها في ذلك للاستعانة عام 1908 بإحدى سلالات السل البقري، بهدف تضعيفها وخلق لقاح ملائم انطلاقاً منها.

وسنة 1913، حقق الباحثان تقدماً واضحاً، وابتكر هذان العالمان لقاح السل وأطلقا عليه اسم عصية كالميت غيران (Bacillus Calmette–Guérin)، والتي تختصر حالياً بأحرف "بي سي جي" (BCG).

وبفضل لقاح BCG، ساهم كل من كالميت وغيران في إنقاذ عدد هائل من الأرواح البشرية، حيث تراجع عدد الإصابات والوفيات بسبب مرض السل تراجعاً هائلاً، مقارنة بما كان عليه في القرون السابقة.

back to top