الآثار المصرية تقاوم «كورونا» وتصمد بوجه السيول

إزالة المياه المتراكمة حول هرم خفرع

نشر في 23-03-2020
آخر تحديث 23-03-2020 | 00:02
بعد موجة الطقس السيئ التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية، حيث أدت الأمطار الرعدية إلى إغراق العديد من الشوارع، وتسببت في مصرع 20 شخصاً وإصابة 38 آخرين، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، أخيراً، سلامة المناطق والمواقع الأثرية في محافظة القاهرة، رغم هطول الأمطار بغزارة وسوء الأحوال الجوية على مدار 3 أيام بشكل شبه متواصل.

بيان رسمي

وأكد وزير السياحة والآثار، خالد العناني، سلامة جميع المواقع الأثرية الموجودة في شارع المعز لدين الله الفاطمي في وسط القاهرة، رغم تراكم مياه الأمطار.

وأشار بيان رسمي أصدرته الوزارة، إلى سلامة قصر البارون الواقع في حي مصر الجديدة (شرقي العاصمة)، وعدم تأثره بأي ضرر نتيجة الأحوال الجوية السيئة، نظرا لوجود مصارف أمطار فوق أعلى سطح القصر، مما أسهم في حمايته من مياه الأمطار وتصريفها بشكل يمنع تضرر المبنى.

وأوضح استمرار أعمال رفع مياه الأمطار من المناطق الأثرية في القاهرة، وسلامة المواقع الأثرية في شارع المعز، مثل متحف النسيج المصري ومجموعة السلطان قلاوون، والتي عادت إلى طبيعتها بعد عملية رفع المياه منها.

وفي السياق، تفقّد العناني قصر البارون للوقوف على استعدادات سيناريو العرض للوحات التاريخية التي توثّق تاريخ القصر وحي مصر الجديدة، ومن المتوقع افتتاح هذا الصرح الأثري خلال الفترة المقبلة بعد خضوعه لأعمال ترميم واسعة تكلفت نحو 100 مليون جنيه (نحو 6.35 ملايين دولار).

أهرامات الجيزة

ولم يقتصر الأمر على هذه المناطق، بل امتد ليشمل الاطمئنان على آخر عجائب الدنيا السبع، وهو أهرامات الجيزة، التي صمدت هي الأخرى أمام السيول والأمطار الغزيرة، حيث تمت متابعة حالتها بعد أعمال كسح وشفط مياه الأمطار التي تراكمت في بعض الأماكن بها، وخصوصاً المنطقة الواقعة حول الهرم الثاني (خفرع).

وينتاب المصريين، وتحديداً من يتخصصون في مجال الآثار، حالة من القلق على الآثار والمزارات الأثرية، خشية تعرّضها لأي ضرر، في ضوء أنها مشيدة منذ آلاف السنين، لكنّها تبقى في كل مرة صامدة وشاهدة على التاريخ وعلى قدرة المصري القديم على البناء باحترافية عالية.

معقل الآثار

وكانت مشاعر القلق قد طاولت العاملين في مجال السياحة والآثار، بعد الإعلان عن ظهور فيروس كورونا في الصين، ومن ثم بدء انتشاره على نطاق واسع في دول العالم، خصوصاً أن السياحة الأثرية في مصر كانت قد بدأت تنتعش بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية، وخاصة في مدن جنوبية مثل الأقصر، معقل الآثار الفرعونية في البلاد، والمزار السياحي الشتوي الأبرز، بجانب بعض المناطق الأثرية في حضن القاهرة.

لكنّ آثار مصر تعاطفت مع الدولة الآسيوية، بمجرد أن ضربها فيروس كورونا، وأضاءت بلاد النيل في مطلع مارس الحالي 3 من أشهر معالمها الأثرية باللون الأحمر الذي يميّز علم الصين تضامناً معها في مواجهة "كوفيد-19".

معابد الكرنك

بدوره ، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، إنه تمت إضاءة قلعة صلاح الدين الأيوبي في القاهرة، ومجمع معابد الكرنك في مدينة الأقصر، ومعبد فيلة في أسوان (جنوب)، بألوان علم الدولة الآسيوية.

وتعد هذه المقاصد الأثرية الأهم والأكثر شهرة في مصر، حيث إن قلعة صلاح الدين هي أهم أثر إسلامي في البلاد، ومجمع معابد الكرنك من أكبر المعابد المصرية على الإطلاق، بينما شُيد معبد فيلة في العصر اليوناني/ الروماني.

مشاعر القلق سيطرت على العاملين في مجالي السياحة والآثار

إضاءة قلعة صلاح الدين الأيوبي في القاهرة بألوان علم الصين
back to top