سدانيات: الحكومة تكسب!

نشر في 20-03-2020
آخر تحديث 20-03-2020 | 00:07
 محمد السداني لا أصدق عقلي وأنا أستجمع قواي العقلية والفكرية لأبدأ الحديث عن حكومة بلدي التي لم أرَ منها إلا الخيبات والنكبات في معظم السنوات السابقة، ولكن في ظل هذه الأزمة التي تضرب العالم شرقا وغربا على يدي فيروس خفي يدعى "كورونا" لا بد وأنَّ شيئا تغيَّر في الحكومة، فقد رأينا وجها مشرقا من الدولة لم نعهده من قبل، وجدية وشفافية تُحسد عليها وتستحق أن نلقي عليها المعوذات صباح مساء!

لم يُدر مشهد الدولة في ظل هذه الظروف الحالكة بمثل ما أدارته حكومة الشيخ صباح الخالد ولا أعني سمو الرئيس بذاته ولكن بمثلث الإنجاز د. باسل الصباح وخالد الروضان وأنس الصالح، فقد شكلوا فريقا نموذجيا ضبط مشهد انتشار كورونا بحد وضع الكويت من ضمن أفضل الدول سيطرة على الفيروس على مستوى العالم!

كلنا ككويتيين نتمنى أن نرى حكومتنا بهذا الإنجاز في الحرب والسلم والعلن والخفاء، نتمنى أن تتعظ الحكومة من سنوات الإخفاق وتبدأ مرحلة جديدة بلا كورونا وبلا فساد، لتبدأ عهدا جديدا من التقدم والصدارة الحقيقية التي كانت عليها الدولة في ظل طفراتها النفطية السابقة، ولتؤسس اقتصادا حقيقيا ودولة عصرية قائمة على التنوع الاقتصادي والتعليم المتطور والأهم أن تكون قائمة على سواعد أبنائها الذين سيعملون في كل المجالات متى ما توافرت الفرصة الحقيقية لوظيفة ذات أثر فعال ومردود مادي حقيقي!

لا نريد أن تعبر هذه المرحلة وقد امتلأنا شعارات "الكويتي في الشدة أنفع" أو "الكويتي يقدر" دون أن نعرف نقاط ضعفنا ومواطن قوتنا، أناشيد السلام لا تصلح في كل الأحوال كعبارات مواساة إذا "وقعت الفأس في الرأس"، لا قدر الله، قد يكون الفيروس خيرة من الله لكي نعرف أخطاءنا ونعيد ترتيب أفكارنا ونظرتنا نحو البلد الذي مزقه غياب نظام حقيقي في الإدارة وصراع مستمر بين مجلس المصالح وحكومة الدفاع المستمر، إننا نريد دولة قوية في السلم والحرب، دولة مستدامة في كل مجالاتها وأن يكون العمل فيها مؤسسيا منضبطا وفق خطط وإجراءات تكفل ديمومة الحياة فيها برغد ورفاهية يحسدنا عليها العالم أجمع.

أتمنى أن يرحل كورونا عنا، وأن يلتزم الجميع بإرشادات الحكومة حيال مواجهة هذا الوباء، وأتمنى أيضا أن ترحل مع كورونا الكثير من العنصرية والعصبية والطائفية التي اتضح لنا أنها غير مرحب فيها بين أبناء الشعب الذين يعملون جنبا إلى جنب دون تفرقة بين أصولهم ومذاهبهم ودينهم، وأتمنى أيضا أن ترحل طريقة اختيارنا لمن ينوب عنا في مجلس الأمة؛ لكي نعكس صورة المجتمع الحقيقي لا مجتمع العراك والصراع والتنابز والتراشق العنصري والطائفي بين مجموعات لا همَّ لها إلا الشحن الانتخابي والمصالح الضيقة.

خارج النص: - اتضح جليا عجز "التربية" في مواجهة الأزمة وعدم تسلحها بأي وسيلة مجدية، أؤمن أنَّ الوزير حمل تركة ثقيلة عمرها عشرات السنين، ولكن أعتقد أن قرارات جريئة من الممكن أن تعيد رسم خريطة الطريق للتعليم من جديد.

back to top