آمال : الوَبْش واللقاح!

نشر في 17-03-2020
آخر تحديث 17-03-2020 | 00:29
 محمد الوشيحي الأخبار التي تتناقلها قوافل الركبان الأشهر في هذا العصر؛ وكالات الأنباء العالمية، تقول إن ترامب عرض على شركة ألمانية تُعنى بالبحوث الطبية وصناعة الأدوية، أن تبيع علاجها، التي هي على وشك اختراعه وإنتاجه، لأميركا حصراً، بمبالغ مالية طائلة "تدفن فقرها"، كما نقول في لهجتنا.

تواصل القوافل نقلها للرواية: رفضت الشركة الألمانية العرض الترامبي، وأعلنت أنها ستجعل دواءها متاحاً للجميع في كل هذا الكوكب، من دون تحديد جنسية أو ديانة. باعتبار أن ترامب كان يريد الدواء للأميركيين فقط.

السؤال الآن: هل يعتبر عرض ترامب لهذه الشركة عرضاً عنصرياً أنانياً مقيتاً، أم أن تصرفه وطني يدل على محبته لشعبه وحرصه على حياتهم التي هي أولوية الأولويات بالنسبة إليه، والتي تم انتخابه على أساسها؟

الإجابة في نظري، ومن زاويتي كمتضرر من تصرفه، في حال نجح في الحصول على الدواء حصراً لشعبه، أرى أنه نذل وقاتل ولا يكترث إلا بمصالحه الشخصية الانتخابية. لكن من وجهة نظر أنصاره، أظن أنهم يرون أنه يستحق عناء التصويت لمصلحته، وهو الذي استطاع انتزاع الدواء السحري من بين أيدي شعوب العالم وإحضاره إلى شعبه.

ترامب بهذا الطرح يذكرني ببعض "ربعنا" عندما يتبجح: نعم أنا عنصري للكويت، أنا عنصري لديرتي، وليغضب من يغضب ويرض من يرضى! هي السفالة ذاتها لكن بسحنات مختلفة، ولغات مختلفة، ومواقع جغرافية مختلفة. تحملها أجساد مجموعة من الأوباش!

وأجزم أن العالم بحاجة مسيسة إلى علاج لهذه الأمراض بمقدار حاجته إلى لقاح لوباء كورونا وغيره من الأوبئة. على أن تبدأ تجارب اللقاح ضد وباء العنصرية بالوبش الأكبر... ترامب.

back to top