«كورونا»... ليس مجرد فيروس قاتل

نشر في 03-03-2020
آخر تحديث 03-03-2020 | 00:29
 د. حمود مبرك العازمي مع تزايد المخاوف من عدم السيطرة على انتشار فيروس كورنا القاتل في الصين، التي بدأ ينتشر منها إلى عدة دول أخرى، أصبحت أولى أولويات الحكومات مكافحة وصول المرض إليها ومحاصرة الإصابات، واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمــــــــة لمواجهــــــة أزمـــــة لا أحد يعلم متى ستنتهي.

ولا شك في أن الجهود في ذلك مشكورة من الجميع، وعلى رأسهم أبناء الكويت المخلصين من الكوادر الطبية، الذين يتحملون العبء الأكبر من المواجهة، ورجال الأمن الذين يقومون بتنفيذ مهام الحجر الصحي، ووزارة التجارة التي تعمل على توفير وسائل الوقاية للمواطنين والمقيمين، وسائر المتطوعين من الشركات والأفراد الذين أعادوا رسم وجه الكويت وأهلها في مواجهة الأزمات الطارئة.

لكن يبقى أمر في غاية الأهمية، هو أن بؤرة هذا الفيروس هي الصين، تنيّن الاقتصاد العالمي، فهي أكبر مصدّر لمختلف السلع في العالم، وثاني أكبر اقتصاد على ظهر الكوكب، فضلا بالطبع عن بقية الدول التي ظهرت فيها إصابات عديدة، ولديها نصيب لا بأس به في سوق تصدير السلع، مثل كوريا وإيطاليا وغيرها.

ومع عدم قدرة الصين على إيجاد علاج حتى الآن، والحديث عن وصول فترة حضانة الفيروس إلى 27 يوما، مما يعنى صعوبة وقف تفشّي العدوى؛ زاد الاحتمال أن يتأثر الاقتصاد العالمي بسبب مأزق بكين الحالي، فهل استعدت الحكومة لدينا بخطة لمواجهة آثار «كورونا» السلبية على الاقتصاد بشكل عام، مع تباطؤ حركة التبادل التجاري المتوقعة؟

وهل هناك تصوّر للتعامل مع القطاعات والشركات التي قد تتضرر من ذلك، وهل تم إيجاد مصادر بديلة لبعض السلع التي تُجلب إلينا من الصين، مع عدم المساس بجيوب المواطنين، نظرا للارتفاع المتوقع في أسعار هذه السلع، لأن الواردات الصينية هي الأرخص على مستوى العالم؟

الصين تتعامل حالياً على أنها في حالة حرب مع الفيروس، ونحن نتمنى لها الانتصار العاجل والسريع في ذلك، فـ «كورونا» ليس مجرد فيروس قاتل للإنسان المصاب به، أو يشكل خطرا على اقتصادات الدول التي ظهر فيها فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى إلحاق الضرر ببلدان أخرى، ترتبط بالصين بشكل مباشر أو غير مباشر.

نسأل الله السلامة لبلادنا، والتوفيق لحكومتنا.

back to top