قلة كفاءة إيران في تعاملها مع فيروس كورونا تهدد الشرق الأوسط والعالم!

نشر في 02-03-2020
آخر تحديث 02-03-2020 | 00:00
 ناشيونال ريفيو أخفت الحكومة الإيرانية حجم تفشي فيروس كورونا الذي بات يهدد اليوم الشرق الأوسط وأدى إلى إغلاق الحدود ودخول حالات كثيرة إلى المستشفيات في خمسة بلدان، في 21 فبراير استخف الرئيس حسن روحاني وغيره من المسؤولين الإيرانيين بالأزمة المتفاقمة في ظل تصاعد عدد الوفيات في إيران من جراء الفيروس.

لقد اتّضح الآن أن النظام الذي هدد المنطقة بالصواريخ البالستية والطائرات بلا طيار والألغام البحرية والميليشيات خلال السنوات القليلة الماضية بات يطرح تهديداً صحياً أيضاً كونه يحضن وباءً محتملاً. انتقل فيروس كورونا على الأرجح من الصين إلى مدينة قم الإيرانية على طول الطريق التي يستعملها الحجاج والحرس الثوري الإيراني للسفر، مما يؤكد استخفاف النظام بسلامة مواطنيه والدول المجاورة له.

بدأت المشكلة الفعلية حين أرادت إيران أن تثبت للعالم أنها سجلت نسبة متزايدة من المشاركة في الانتخابات الأخيرة. دعا عضو البرلمان الإيراني محمود صادقي المسؤولين إلى أخذ فيروس كورونا على محمل الجد خلال الانتخابات، وادعى أن الحكومة كانت تخفي تفشي هذا الفيروس المُعدِي في الأسبوع الماضي، لكن عمد النظام الإيراني إلى إخفاء حجم انتشار الفيروس عن أهم وسائل الإعلام المحلية، ومن ذلك استخفاف نائب وزير الصحة الإيراني عراج حريرشي بهذه المخاوف يوم الإثنين الماضي، ونفيه الشائعات التي تتكلم عن وفاة 50 شخصاً، وبعدها أصيب حريرشي وصادقي بالمرض، وأصبحت حصيلة الوفيات بسبب الفيروس في إيران الأسوأ بعد الصين فقط.

لا ينجم فشل إيران في مواجهة هذه الأزمة الصحية عن استبداد النظام فحسب، فقد حاربت الصين الفيروس عبر فرض الحجر الصحي الإلزامي في «ووهان»، بل تتعلق المشكلة الحقيقية بغطرسة النظام المعروفة منذ وقتٍ طويل، وسلوكه المبني على نظريات المؤامرة، وعقلية الحصار التي أدت إلى تجاهل أزمة ناشئة والسماح للحجاج الشيعة بالسفر إلى مدينة قم من جميع أنحاء العالم لمتابعة الصلاة معاً والتنقل من دون الخضوع لأي فحوصات، فأصبحت إيران بذلك حاضنة للفيروس. نشر العائدون من إيران الفيروس في أنحاء الكويت والبحرين وسلطنة عمان، كما عادوا إلى مدينة النجف المقدسة في العراق، حيث يخضع العشرات للمراقبة في الوقت الراهن.

ما كان يمكن أن تختار إيران توقيتاً أسوأ من ذلك لتبنّي هذا السلوك في الشرق الأوسط، إذ تجتاح الاحتجاجات والاضطرابات بلداناً مثل العراق الذي يفتقر إلى حكومة جديدة وأصبح مهدداً بعودة «داعش».

سخر النظام الإيراني من فيروس كورونا واعتبره مشابهاً للإنفلونزا العادية في أحدث تعليقاته، حتى أنه استعمل هذه المأساة لمهاجمة العقوبات الأميركية، فزعم أن الأزمة الصحية، مثل العقوبات، مبالغ فيها، تستعمل الحكومة الإيرانية الشعب الإيراني كدرع بشري وأصبحت ادعاءاتها التي تنفي أي معاناة بسبب كورونا مجرّد أداة دعائية، لكن قد يطرح هذا الفيروس في نهاية المطاف تهديداً على نظام روحاني أكثر مما يظن، فبعد إصابة مسؤولين رسميين بالمرض وإغلاق المدارس وتعبئة الجيش والشرطة والحرس الثوري الإيراني، قد يدرك النظام أن الحملات الدعائية لن تشفيه من هذه الأزمة. لقد صمد النظام عبر استعمال الوحشية وقتل المحتجين في السنة الماضية، وإسقاط طائرة ركاب هذه السنة، ولوم الآخرين على مشاكله في حين يحاول مهاجمة إسرائيل والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. لكن لم تكن إيران مستعدة للتعامل مع وباء خطير ولن تتمكن ترسانتها العادية من إنقاذها.

من سوء حظ منطقة الخليج والعراق وبلدان أخرى، أصبح انتشار المرض في إيران يطرح تهديداً على العالم اليوم، وعلى الأرجح أدت خطوطها الجوية، على غرار «ماهان إير»، إلى نشر الفيروس في لبنان بعدما جلبته من الصين، فقد نقلت «ماهان إير» وغيرها من الشركات الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني أسلحة وعمالاً إلى جميع أنحاء المنطقة، فجمع النظام خليطه السام من الدين والتشدد والاستبداد بأسوأ طريقة ممكنة وفي أسوأ توقيت على الإطلاق بالنسبة إلى هذه المنطقة الهشة.

* «سيث فرانتزمان »

back to top