نرجوكم أظهروا توثيقكم الشخصي للغزو والتحرير

نشر في 25-02-2020
آخر تحديث 25-02-2020 | 00:10
يملك الكثير من الكويتيين خصوصاً الصامدين صوراً وتسجيلات بالفيديو ووثائق مهمة ومقتنيات من أيام الغزو العراقي للكويت، لكنهم لأسباب مختلفة يبقونها طي الحفظ والتخزين، ويفوتون علينا وعلى الأجيال المتعاقبة فرصة عظيمة جداً لمشاهدة الكويت في أيام الغزو العراقي من الداخل.
 ‏‫وليد عبدالله الغانم انتشر مؤخراً، على اليوتيوب، فيديو قصير ينشر لأول مرة مدته 10 دقائق تقريباً، للأخ الفاضل فواز الغانم يصور فيه "طريق الموت" وهو الشارع الرئيسي الممتد من المطلاع حتى العبدلي قبل حدود العراق، حيث تم حصر وتدمير فلول القوات العراقية الهاربة من الكويت ليلة التحرير في 26 فبراير 1991 .

الفيديو التاريخي والقيّم صور بعد أسبوع من الهروب الكبير في يوم 4 مارس 1991 ، وتظهر فيه الأرتال العراقية منقلبة ومدمرة على جوانب الطريق بكل أنواعها، الآليات العسكرية والمساندة لها من دبابات ومدرعات وشاحنات نقل الأفراد والجيبات وبالطبع مئات السيارات المدنية المسروقة من الكويت والتي نوى جنود الاحتلال الفرار بها لولا وقوعهم في المصيدة الخطيرة بسلوكهم طريقاً واحداً مكشوفاً لطيران التحالف الذي قضى عليهم في ساعات الفجر الأولى.

في هذا الفيديو تظهر لقطات لبعض الجنود الكويتيين والخليجيين والأجانب وكذلك للمدنيين الذين يستكشفون الأوضاع، ويظهر شكل السماء الملوثة بدخان حرائق النفط، وفي أحد تعليقاته العفوية أثناء التسجيل يذكر السيد فواز الغانم ومرافقه عن الرائحة المنتشرة في الجو، كما تبدو بشكل واضح أكوام المسروقات من الكويت التي حملها جنود الاحتلال بما فيها الحقائب والملابس وحتى ألعاب الأطفال.

يملك الكثير من الكويتيين خصوصاً الصامدين صوراً وتسجيلات بالفيديو ووثائق مهمة ومقتنيات من أيام الغزو العراقي للكويت لكنهم لأسباب مختلفة يبقونها طي الحفظ والتخزين، ويفوتون علينا وعلى الأجيال المتعاقبة فرصة عظيمة جداً لمشاهدة الكويت في أيام الغزو العراقي من الداخل، وحياة الناس اليومية والمقاومة المدنية تحت الاحتلال، كيف كانت تمر الأيام، كيف كنا ننتقل بالسيارات والدراجات، كيف نجتمع في المساجد، كيف نشتري ونبيع، وكيف كانت الجمعيات التعاونية واللجان الشعبية تعمل، وكيف انتشر الجنود العراقيون في الشوارع وبين المنازل وفي المدارس، وكيف نصبوا نقاط التفتيش في كل المناطق، إنها حياة عسيرة تنبئ عن شجاعة الكويتيين وتمسكهم بوطنهم وإيمانهم بانتصار الحق على الطغيان.

للأسف تمر السنوات وتظل هذه التسجيلات القيمة والصور التاريخية حبيسة البيوت وأخشى أنها بعد ذلك تضيع بالنسيان والإهمال ونخسر كنوزاً ثمينة تحكي قصة وطن مقاوم وصمود شعب شجاع.

رسالتي الخاصة ورجائي الحار إلى كل من يملك توثيقاً لأيام الغزو والاحتلال والتحرير نرجوك أن تظهره للناس وتمتعنا فيه، وتحفظ حق الأجيال في معرفة هذا التاريخ العظيم، وأناشد مجلس الوزراء الموقر ومركز البحوث والدراسات الكويتية أن ينشئ وحدة مختصة بهذا الشأن، تسعى إلى جمع ونسخ وتوثيق هذه الأعمال الشخصية الوطنية.

والله الموفق.

back to top