«النقد الدولي»: «كورونا» أكبر خطر يهدد الاقتصاد العالمي

تفاؤل بتراجع مخاطر الفيروس يصعد بالأسهم العالمية... وإغلاقات قياسية في «وول ستريت»

نشر في 21-02-2020
آخر تحديث 21-02-2020 | 00:02
الصين تخفض سعر الإقراض وسط مصاعب اقتصادية
الصين تخفض سعر الإقراض وسط مصاعب اقتصادية
واصل المؤشر الرئيسي لبورصة فرانكفورت الألمانية حفاظه على مستوى قياسي منذ أسابيع، كما يتجه مؤشر الأرباح والخسائر في بورصات أخرى، مثل مؤشر داو جونز، إلى أعلى؛ بل إن بورصات الصين نفسها عادت للانتعاش، رغم أن فيروس «كوفيد 19» لا يزال يواصل الانتشار.
حذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستينا جورجيفا من أن فيروس «كورونا» المتفشي في الصين بمنزلة حالة عدم اليقين الأكثر إلحاحًا في مواجهة الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن.

وقالت جورجيفا في مذكرة الأربعاء: «حالة الطوارئ الصحية الدولية التي لم نتوقعها في يناير أصبحت تهدد الآن بعرقلة النمو الاقتصادي العالمي الذي كان تحت ضغط في الأساس من الحرب التجارية العالمية والبريكست»، مضيفة: «ما حدث هو بمثابة تهديد ناتج عن الأحداث غير المتوقعة للتعافي الهش من الأساس».

ومع ذلك، أشارت جورجيفا إلى أنه في حالة انتهاء الاضطرابات الناتجة عن الفيروس بشكل سريع، فإن الاقتصاد الصيني سيتعافى قريبًا، وتابعت: «ومع ذلك فمن المتوقع تراجع الناتج المحلي الإجمالي الصيني بشكل حاد في الربع الأول، أما التداعيات على الدول الأخرى فستكون طفيفة نسبيًا وقصيرة الأجل».

وخفضت الصين سعر الإقراض الرئيسي امس، كما كان متوقعاً على نطاق واسع، إذ تتحرك السلطات لخفض تكاليف تمويل الأنشطة التجارية ودعم اقتصاد يهزه التفشي الكبير لفيروس كورونا.

وأضر انتشار الفيروس بسلاسل الإمداد العالمية وسبّب تعطيلا واسعا للأنشطة التجارية والمصانع في الصين، مما دفع السلطات إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات خلال الأسابيع القليلة الماضية لتخفيف الأثر على النمو.

وخفضت الصين سعر الإقراض الرئيسي لأجل عام، وهو سعر الفائدة القياسي الجديد للقروض الذي بدأت العمل به في أغسطس، عشر نقاط أساس إلى 4.05 في المئة من 4.15 في المئة في التعديل الشهري السابق.

وتقرر خفض فائدة أجل خمس سنوات بمقدار خمس نقاط أساس إلى 4.75 في المئة من 4.80 في المئة.

وكان 51 مشاركا في استطلاع لـ «رويترز» أجمعوا على توقف خفض سعر الفائدة الرئيسي، بينهم 38، أو نحو 75 في المئة من المشاركين، رجحوا خفضا قدره عشر نقاط أساس للسعرين.

وتراجع اليوان إلى أدنى مستوى في أكثر من شهرين مقابل الدولار، بعد خفض الفائدة، مدفوعا بضغوط من توقعات لمزيد من التيسير النقدي.

وارتفعت مؤشرات الأسهم الصينية في نهاية تعاملات أمس، بعد قرار البنك المركزي، ووسط أنباء إيجابية بشأن مستجدات فيروس «كورونا».

وأعلنت الصين أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس «كورونا» سجل 394 إصابة في 19 فبراير، وهو أدنى مستوى في نحو شهر، وفيما تجاوز إجمالي الإصابات 74.500 ألف إصابة، أما عدد الوفيات فوصل إلى 2118 شخصًا.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي على نجاح جهود بلاده لاحتواء فيروس «كورونا»، مشيرًا إلى أن تراجع عدد الإصابات الجديدة في الصين يعود إلى «التدابير القسرية» للسلطات لاحتواء الوباء.

وعند الإغلاق، ارتفع مؤشر «شنغهاي المركب» بنسبة 1.8 في المئة عند 3030 نقطة وهي المرة الأولى التي يغلق فيها أعلى من 3000 نقطة منذ جلسة 22 يناير، كما ارتفع «شنتشن المركب» بنسبة 2.2 في المئة عند 1886 نقطة.

أيضاً، ارتفعت مؤشرات الأسهم اليابانية في نهاية التعاملات، مع ضعف الين، وبدعم من أسهم شركات قطاع السيارات، ووسط متابعة آخر تطورات فيروس «كورونا».

وارتفعت أسهم شركتي «هوندا» و«تويوتا موتورز» بنحو 2.2 في المئة و2.8 في المئة على الترتيب، كما صعد سهم «سوفت بنك» بنحو 3.4 في المئة، بعدما أعلنت الشركة أنها تخطط لاقتراض 500 مليار ين (4.5 مليارات دولار) من ست عشرة مؤسسة مالية أجنبية ومحلية.

وعند الإغلاق، ارتفع مؤشر «نيكي» بنحو 0.3 في المئة أو 78 نقطة إلى 23479 نقطة، كما صعد المؤشر الأوسع نطاقًا «توبكس» بنسبة 0.2 في المئة عند 1675 نقطة. وارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات الأربعاء، وحقق «ناسداك» و«S&P 500» مستويات قياسية جديدة بدعم من قطاعي التكنولوجيا والطاقة وعقب محضر اجتماع الفدرالي.

وارتفع «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.4 في المئة أو 116 نقطة إلى 29348 نقطة، كما ارتفع «ناسداك» بنسبة 0.8 في المئة أو 84 نقطة إلى 9817 نقطة، بينما ارتفع «S&P 500» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.5 في المئة أو 16 نقطة إلى 3386 نقطة.

وعلى صعيد التداولات، ارتفع سهم «تسلا» بنسبة 6.9 في المئة إلى 917.4 دولارا، كما ارتفع سهم «آبل» بنسبة 1.4 في المئة إلى 323.6 دولارا.

وفي الأسواق الأوروبية، صعد مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنسبة 0.83 في المئة، أو بنحو أربع نقاط، إلى 434 نقطة، مسجلاً أعلى إغلاق على الإطلاق.

كما سجل «فوتسي» البريطاني ارتفاعًا بنسبة 1 في المئة (+75 نقطة) إلى 7457 نقطة، وارتفع «داكس» الألماني بنحو 0.8 في المئة (+108 نقاط) عند 13789 نقطة، فيما صعد «كاك» الفرنسي 0.90 في المئة (+54 نقطة) إلى 6111 نقطة.

وتباين أداء تلك المؤشرات في مستهل تعاملات أمس، متجاهلة التطورات الإيجابية المتعلقة بفيروس «كورونا»، وقبيل إعلان محضر الاجتماع الأخير في البنك المركزي الأوروبي.

وتراجع مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنحو 0.2 في المئة إلى 433 نقطة ومع ذلك لا يزال عند أعلى مستوى على الإطلاق، وهذا في تمام الساعة 11:05 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، وفيما استقر «كاك» الفرنسي عند 6108 نقاط.

وارتفع «فوتسي 100» البريطاني بنحو 0.1 في المئة عند 7465 نقطة، بينما تراجع «داكس» الألماني بنحو 0.1 في المئة عند 13772 نقطة.

وواصل المؤشر الرئيسي لبورصة فرانكفورت الألمانية حفاظه على مستوى قياسي منذ أسابيع، كما أن مؤشر الأرباح والخسائر في بورصات أخرى، مثل مؤشر داو جونز، يتجه لأعلى. بل إن البورصات في الصين عادت للانتعاش، وذلك رغم أن فيروس «كوفيد 19» لا يزال يواصل الانتشار.

وقال خبراء «مصرف كوميرتس - بنك الألماني» مؤخراً: «تسبب فيروس كورونا في اضطراب الأسواق لفترة قصيرة، ولكن أسعار الأسهم عادت للانتعاش بشكل واضح».

وأوضح الخبراء أنه كانت هناك صورة مشابهة للوضع في الأسواق إبان وباء «سارس»، حيث انتعشت أسعار الأسهم بالفعل في مارس 2003، رغم أن أعداد إصابات العدوى استمرت في الارتفاع حتى يونيو 2003، كما أن أعداد الإصابات بفيروس «كورونا» لا تزال تواصل الارتفاع هي الأخرى في الصين.

ومع ذلك، يبدو أن أصحاب الأسهم قد حسموا موقفهم بهذا الشأن بالفعل، وتغاضوا عن هذه المخاوف، تماماً كما فعلوا مع التوقعات المتشائمة فيما يتعلق بفرص النمو الاقتصادي.

ولا تحصّل البنوك على مستوى العالم، منذ سنوات، فوائد كثيرة على الأموال التي تقرضها، ولا تعطي فائدة بنكية كبيرة على القروض التي تمنحها، وهو ما أدى إلى توفر سيولة في أسواق المال، وجعل البورصات تنتعش هي الأخرى. كما أنه وفي ضوء تدني الفائدة البنكية بشكل هائل، فإن الاستثمارات المربحة أصبحت نادرة، الأمر الذي دفع المستثمرين للرهان بشكل أقوى على الأسهم.

الفيروس يهدد نمواً متواضعاً للاقتصاد العالمي

أفادت مسودة بيان معدة لاجتماع مسؤولين ماليين كبار من دول مجموعة العشرين، التي تضم أكبر عشرين اقتصادا في العالم، يومي 22 و23 فبراير بأنهم يتوقعون صعودا متواضعا للنمو العالمي في العامين الجاري والمقبل، لكنهم يرون في وباء فيروس كورونا خطرا نزوليا.

ويجتمع وزراء مالية دول مجموعة العشرين ومحافظو بنوكها المركزية غدا وبعد غد في الرياض لمناقشة الاقتصاد العالمي، وذلك في الوقت الذي تصارع فيه الصين فيروسا أودى بحياة أكثر من ألفي شخص، وتسبب في فرض قيود صارمة على السفر والتجارة.

... ويضرب القطاع الخاص الصيني

خفض عدد متزايد من الشركات الخاصة الصينية أجور الموظفين، وأجّلوا دفع الرواتب أو توقّفوا عن الدفع تمامًا، بسبب صعوبة تحمّلهم نفقات العمالة بسبب الأثر الاقتصادي لتفشي فيروس كورونا، وفقاً لتقرير نشرته «بلومبرغ». ومع تفشّي الفيروس، حثت الشركات والسلطات الحكومية المواطنين على البقاء في منازلهم، وظلت المتاجر والمطاعم خاوية، وعلى سبيل المثال تم إغلاق الحديقة الترفيهية «لايونزجيت إنترتينمنت وورلد» في تشوهاي، وتم إخطار الموظفين بالحصول على إجازاتهم المدفوعة والاستعداد لإجازة غير مدفوعة الأجر.

أما صانعة السيارات الكهربائية «نيو»، فقد أجّلت أخيرا دفع شيكات الرواتب أسبوعا، مما شجع رئيس مجلس الإدارة وليام لي على قبول الأسهم المقيدة بدلا من المكافآت النقدية. وقال مدير فندق بمدينة فوتشو جنوب شرق البلاد، يدعى روبرت تشانغ، إن جميع الغرف البالغ عددها 100 غرفة شاغرة في أغلب الليالي، باستثناء غرفتين أو ثلاث، وإن ثلثي العاملين في إجازة، وسيحصلون على جزء من رواتبهم وليس كالمعتاد.

back to top