مناظرة نيفادا: خسارة لبلومبرغ وهزيمة لـ «الوسطيين»

الملياردير الديمقراطي يتلقى اللكمات من جميع منافسيه... وترامب ينشر فيديو يسخر من قصره

نشر في 21-02-2020
آخر تحديث 21-02-2020 | 00:04
المرشحون الديمقراطيون الستة خلال مناظرة نيفادا مساء أمس الأول (ا ف ب)
المرشحون الديمقراطيون الستة خلال مناظرة نيفادا مساء أمس الأول (ا ف ب)
خسر المرشح الديمقراطي المحتمل للرئاسة مايك بلومبرغ في نيفادا أول مناظرة يخوضها بعد تعرضه للكمات من كل منافسيه، لكن الخاسر الأكبر كان التيار الوسطي في الحزب بعد أداء متواضع لجو بايدن، وبيت بوتيجيدج، وإيمي كلوبشار أمام الاشتراكي بيرني ساندرز، والتقدمية إليزابيث وارن التي عادت إلى الواجهة بعد تراجع كبير.
شهدت مدينة نيفادا مناظرة بين عدد من المتنافسين ضمن الحزب الديمقراطي، لنيل ترشيحه من أجل خوض الانتخابات الرئاسيّة المزمع إجراؤها في نوفمبر المقبل، وجمعت المناظرة، التي وصفتها شبكة CNN الإخبارية بأنها تحولت إلى "حلبة مصارعة"، جو بايدن، ومايك بلومبرغ، وبيرني ساندرر، وإليزابيت وارن، وبيت بوتيجيدج، وايمي كلوبشار.

وبدت "مناظرة نيفادا"، أشبه بـ "حلبة مصارعة اتفق فيها الجميع على توجيه اللكمات للاعب واحد"، هو الملياردير مايكل بلومبرغ، المرشح الرئاسي الذي يتعرض لانتقادات لامتلاكه ثروة كبيرة وقد دُعي بإلحاح إلى تفسير فترات محرجة من ماضيه، وواجه صعوبات في الردّ على وابل من الهجمات العنيفة أثناء المناظرة الحامية.

فمع منافسين يقومون بكل ما يمكن للبقاء في السباق الرئاسي، شهدت المناظرة التي شارك فيها 6 مرشحين، وهي الأولى التي يخوضها بلومبرغ، حدة نادرة في لاس فيغاس بولاية نيفادا، حيث سيُجرى التصويت الثالث غداً في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

وارن

وقالت السيناتورة التقدمية إليزابيت وارن: "أودّ التحدث عن خصمنا. هو ملياردير ينعت النساء بالبدينات والمثليات. كلا أنا لا أتحدث عن ترامب. أتحدث عن مايكل بلومبرغ".

واتهمته أيضاً بأنه "يدعم سياسات عنصرية" في إشارة خصوصاً إلى الاستجوابات وعمليات التفتيش التعسفية التي تعتبر خلف تفشي التنميط العنصري في نيويورك.

كما انتقلت وارن، التي فقدت زخمها أيضاً، إلى الهجوم فانتقدت ليس فقط الملياردير لكن أيضاً مرشحين اثنين معتدلين يهددان ترشيحها بعد أن حققا تقدماً مفاجئاً هما رئيس بلدية ساوث بند السابق، المثلي بيت بوتيجيدج والسيناتورة الوسطية إيمي كلوبشار.

بلومبرغ

وفي مواجهة اتهامات بالتحيّز الجنسي وجّهتها إليه موظفات سابقات وكررها مرشحون آخرون، سعى بلومبرغ (78 عاماً) إلى تقديم نفسه على أنه الديمقراطي الأكثر قدرةً على الفوز بالانتخابات الرئاسية.

وقال: "من يمكن أن يهزم دونالد ترامب؟ ومن يمكنه أن يقوم بالعمل في البيت الأبيض؟ أقول إنني المرشح القادر على القيام بهذين الأمرين".

فردّت وارن (70 عاماً): "الديمقراطيون يجازفون كثيراً، إذاً نقوم فقط باستبدال ملياردير مغرور بآخر".

ساندرز

وكان للسيناتور الاشتراكي المستقل بيرني ساندرز، الأوفر حظاً في استطلاعات الرأي لمنافسة ترامب في نوفمبر، حصّته من الانتقادات.

وقال ساندرز (78 عاماً): "مايكل بلومبرغ يملك ثروة كبيرة توازي ما يملكه 125 مليون أميركي هم الأكثر فقرا"، معتبراً أنه "أمر غير أخلاقي".

فردّ بلومبرغ: "جنيت الكثير من المال، وسأعطي كل شيء لتحسين هذا البلد".

اشتراكي بـ 3 منازل

وانتقد بلومبرغ ساندرز الذي يصفه البعض بـ "السيناتور الأحمر"، قائلاً إن "الاشتراكي الأكثر شهرة في أميركا هو حقيقة مليونير يملك 3 منازل"، الأمر الذي دفع ساندرز للرد بانفعال، قائلاً: "المنزل الأول هو للعمل في واشطن، والثاني هو منزلي في برلنغتون حيث أعيش وكآلاف الآخرين لدي منزل صيفي".

إنها الشيوعية

وهاجم بلومبرغ الاجندة الاشتراكية لساندرز، وقال: "ليس هناك طريقة أفضل لتسهيل اعادة انتخاب ترامب من الاستماع لخطاب ساندرز"، مضيفاً: "هذا سخيف لن نتخلى عن الرأسمالية، لقد جرّبنا نحن ذلك، وجربته دول أخرى. انها الشيوعية وببساطة لم تعمل جيداً".

واعتمد بلومبرغ، الذي تصنفه مجلة "فوربز" بأنه تاسع أغنى رجل في العالم مع ثروة تُقدّر بنحو 60 مليار دولار، استراتيجية قلما استخدمت في تاريخ الانتخابات التمهيدية في الولايات المتحدة، بقراره عدم خوض الانتخابات في الولايات الأربع التي تصوت في فبراير (أيوا ونيوهامشر ونيفادا وكارولاينا الجنوبية). وسيدخل السباق في الثالث من مارس حين ستجري الانتخابات في 14 ولايةً.

وقبل خوضه أي انتخابات تمهيدية، حلّ بلومبرغ في المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني، الأمر الذي دفع خصومه لاتهامه بأنه "اشترى" مكانه في الحملة الرئاسية.

وأزاح ساندرز، الذي حقق نتائج ممتازة في أول ولايتين جرت فيهما انتخابات حتى الآن (أيوا ونيوهامشر)، نائب الرئيس السابق المعتدل جو بايدن من المركز الأول في استطلاعات الرأي للحزب الديمقراطي.

ويُتوقع أن يحقق نتيجة جيدة أيضاً في انتخابات السبت في ولاية نيفادا للبقاء في السباق.

الأكثر استقطاباً

من ناحيته، وبعد فوزه في أيوا ونيوهامشر، حاول بوتيجيدج أن يقدّم نفسه في سنّ الـ 38، على أنه بديل لشخصيتين تثيران الانقسام: ساندرز وبلومبرغ.

وقال بوتيجيدج: "قد نصحو بعد 3 أسابيع، عشية الثلاثاء الكبير، والمرشحان الوحيدان المتبقيان هما ساندرز وبلومبرغ المرشحان الأكثر استقطاباً"، مضيفا: "لنقدم شخصاً ديمقراطيا فعلياً. ليس علينا ان نختار بين مرشح يريد إحراق هذا الحزب وآخر يريد شراءه".

من الفائز؟

ورغم أدائه المعقول، أجمعت وسائل الاعلام على اعتبار بلومبرغ الخاسر الأكبر، خصوصا انه تلقى الانتقادات من الجميع من دون استثناء. ومن شأن هذا جعل بلومبرغ أكثر استقطاباً خصوصا مع التراجع الكبير لبايدن.

واعتبرت شبكة CNN الليبرالية التي تظهر حتى الآن ميولاً مؤيدة لبايدن ومناهضة لكل من ساندرز وبلومبرغ، ان المناظرة الأولى لرئيس بلدية نيويورك السابق "كانت كارثية"، واصفة ما جرى بأنه "حلبة مصارعة اتفق فيها الجميع على توجيه اللكمات للاعب واحد". ورأت CNN، أن وارن كانت أكبر فائزة يليها ساندرز ثم يتساوى بايدن وبوتيجيدج في الأداء.

أما شبكة "فوكس"، فرأت ان التيار الوسطي كان الخاسر الأكبر في المناظرة، بعد أداء ضعيف لبايدن وبوتيجيدج وكلوبشار.

الخطاب الشعبوي

كما حاول بلومبرغ استخدام الخطاب الشعبوي نفسه الذي استخدمه ترامب لدى مهاجمته المؤسسة السياسية في واشنطن، وساوى بين خصومه جميعا باعتبارهم سياسيين محترفين.

وكتب بعد انتهاء المناظرة، على "تويتر": "اليوم وقفت على المنصة بمواجهة مجموعة من السياسيين. لقد تكلموا لأن هذا ما يبرعون فيه، وقدا استمروا بالحديث عن ماذا يمكن ويجب القيام به"، مضيفا: "انا بنيت. لقد خلقت تغييراً فعلياً وأتممت المهمة، وهذا ما سأقوم به من أجل أميركا".

ترامب

ويراقب ترامب الانتخابات التمهيدية الديمقراطية بشكل منتظم ويسخر منها، ويلقب بلومبرغ بـ "ميني مايكل" أو "مايكل الصغير" للسخرية من قامته التي تبلغ 170 سم.

وقال الرئيس الجمهوري أمام الآلاف من مناصريه في ولاية أريزونا: "سمعت أنه سيحطّم نفسه هذا المساء". وأضاف: "لا تهمّنا معرفة من سيفوز في انتخابات الحزب الديمقراطي لأننا نحن من سيفوز في الانتخابات الرئاسية". ونشر ترامب على حسابه الرسمي في انستغرام وهو أقل متابعة بأشواط من حسابه على تويتر فيديو ساخر يظهر بلومبرغ وهو يخطب على منصة ويبدو أقصر من أن يظهر وجهه بينما تتساقط عليها كمية من الرمال قبل أن تهرسه قدم عملاقة.

back to top