انتخابات إيران: ترقُّب للمشاركة وتبرير لـ «الإقصاءات»

• بومبيو في السعودية لمواصلة الضغط على طهران
• ترامب ينتقد لقاء ظريف ومورفي

نشر في 20-02-2020
آخر تحديث 20-02-2020 | 00:05
السفيرة السعودية بواشنطن الأميرة ريما بنت بندر في استقبال بومبيو بالرياض أمس (أ ف ب)
السفيرة السعودية بواشنطن الأميرة ريما بنت بندر في استقبال بومبيو بالرياض أمس (أ ف ب)
يسود ترقب لنسبة المشاركة في الانتخابات الإيرانية العامة المقررة غداً، وسط تضارب بين دعوات المقاطعة التي تطلقها المعارضة وجهود النظام للحشد، في حين جدد وزير الخارجية الأميركي تأكيد بلاده الاستعداد للدخول في أي مفاوضات إذا أجرت تغييرات جوهرية على سياستها، مع استمرار حملة الضغوط القصوى عليها.
عشية الانتخابات الإيرانية العامة المقررة غداً، تترقب الأوساط المعارضة الداعية إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية والتكميلية لمجلس «خبراء النظام»، كما النظام الباحث عن تعزيز شرعيته بعد أشهر من التظاهرات، ما ستكون عليه نسبة المشاركة خلال الاستحقاق.

وينتقد العديد من المعارضين، لاسيما في الخارج، غياب التعددية في الانتخابات بعد إقصاء مجلس «صيانة الدستور»، الذي يهيمن عليه المحافظون المتشددون، 7 آلاف مرشح ينبثق معظمهم من التيار المعتدل والإصلاحي.

ومن السجون الإيرانية حتى الخارج، تتوالى دعوات مقاطعة الانتخابات، التي يتوقع أن تسفر عن خسارة التحالف الحكومي المنفتح نسبياً على الغرب بقيادة رئيس الجمهورية حسن روحاني أمام المتشددين.

ومن زنزانتها، حيث تقضي عقوبة بالسجن 10 سنوات، لاتهامها بـ«تشكيل وقيادة مجموعة مخالفة للقانون»، كتبت الناشطة في حقوق الإنسان نرجس محمدي «علينا أن ننتفض، ونطلق حملة مقاطعة كبيرة ضد السياسة القمعية للحكومة».

وخارج إيران، يتخذ ناشطون معارضون للنظام مواقف مماثلة، فبالنسبة لهم المشاركة في التصويت مرادفة لإضفاء شرعية على النظام.

وتتبنى هذا الموقف الصحافية السابقة مسيح علي نجاد، التي تكافح من المهجر، خصوصاً ضد الارتداء الإلزامي للحجاب.

وفي مقطع فيديو تم تناقله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو نجاد إلى مقاطعة الانتخابات، وتعتبر أن التصويت بمنزلة غض الطرف عن قتلى القمع الدامي لاحتجاجات انطلقت ضد رفع أسعار البنزين.

تبرير الإقصاء

في هذه الأثناء، دافع «صيانة الدستور» عن قراره إقصاء نحو نصف عدد من تقدم للترشح، مشيراً إلى أن القرار يتوافق مع القانون.

وأعلن المجلس، الذي يتولى مهمة التحقق من طلبات المرشحين للانتخابات، أنه يتوقع أن تبلغ نسبة المشاركة في الانتخابات نحو 50 في المئة من الناخبين المسجلين.

وقال المتحدّث باسم المجلس عباس علي كدخدائي، إن الجهاز يلتزم «الحياد إزاء الأطراف السياسية».

وأكد كدخدائي: «لم يتبنَ المجلس قط موقفاً سياسياً. هو يتعامل مع كل التيارات السياسية بعيون مغلقة».

بومبيو وترامب

إلى ذلك، أبدى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، استعداد واشنطن لبدء التفاوض مع إيران فوراً، لكن بشرط.

وقال بومبيو، قبل مغادرته العاصمة الإثيوبية أديس أبابا إلى السعودية، أمس، إن الولايات المتحدة مستعدة لإطلاق التفاوض مع طهران «في أي وقت»، لكن ذلك سيتطلب من الجمهورية الإسلامية «تغيير سلوكها بشكل جوهري».

وشدد على أن إدارة ترامب لا تنوي على أي حال تخفيف إجراءاتها العقابية المتخذة ضد إيران، قائلا: «لا نستعجل، وحملة الضغط ستستمر. الحديث لا يدور فقط عن عقوبات اقتصادية بل عن عزلها إيران دبلوماسيا أيضا».

ولاحقاً، وصل بومبيو إلى الرياض للقاء الملك سلمان، وولي عهد الأمير محمد بن سلمان في زيارة تستغرق 3 أيام، يبحث خلالها عدة ملفات في مقدمتها تكثيف الضغوط على طهران.

في السياق، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن لقاء السيناتور كريس مورفي مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي جرى بألمانيا أخيرا، وكشف عنه أمس الأول، قد يرقى إلى «انتهاك للقانون الأميركي».

ودعا إلى ضرورة أن تستوضح الجهات الأميركية المعنية الأمر.

أحمق

في المقابل، وصف وزير الخارجية الإيراني، بومبيو بـ«الأحمق»، مؤكداً في الوقت ذاته أنه أجرى لقاء سرياً مع السيناتور مورفي على هامش مؤتمر ميونيخ.

وقال ظريف إن «توهمات بومبيو حول سقوط النظام الإيراني أمام الضغوط خاطئة، ونحن على ثقة بأن الشعب الإيراني يقف إلى جانبنا»، مؤكداً أن «إيران لن تجري مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة إنما في إطار الدول (5+ 1) وبعد رفع إجراءات العقوبات». واعتبر ظريف أن ما وصفه بـ»انزعاج» ترامب من لقاء مورفي نابع من خشيته لـ»استماع سيناتور أميركي للحقائق من وزير الخارجية الإيراني بعد محاولة إسكاته عن طريق وضعه على قائمة العقوبات».

من جهته، أقر روحاني بأن العقوبات الأميركية أثرت بقوة على اقتصاد البلاد، لكنه أكد أنه يمكن كسرها، معتبراً أنها «عقوبات جائرة وغير قانونية وغير مسبوقة تؤثر عليناً، ولا نستطيع الهروب منها».

ورأى روحاني أن «من ينكر تأثير العقوبات على البلاد كاذب كمن يبرئ ويدعم أميركا».

تبدل روحاني

من جهة ثانية، ورغم أن روحاني كان يقوم بتصريحات منتقدة جداً لـ«صيانة الدستور» خلال الأسابيع الماضية، فإنه فاجأ الجميع بتصريحات داعمة للانتخابات قبل ساعات من الدخول في مرحلة الصمت.

وأكد أحد المقربين من الرئيس لـ«الجريدة» أن روحاني استطاع، منذ يومين، أن يحصل على توافق خلف الكواليس مع المجلس، لإفساح المجال أمام عدد من المقربين له، بينهم صهره والنائب الفعلي لمجلس الشورى علي مطهري، لخوض المعترك الانتخابي. واستطاع الموالون لروحاني، إضافة إلى عدد من الإصلاحيين، أن يشكلوا لائحة انتخابية لمدينة طهران.

وحسب المصدر، فإنه، في أحسن الأحوال، لن يستطيع أنصار الحكومة سوى الحصول على 40 في المئة من مقاعد البرلمان المكون من 290 مقعداً.

ويتوقع محللون أن يؤثر إحباط الناخبين سلباً على نسبة المشاركة، وسط ترجيحات بأن تمثل الانتخابات بداية النهاية لسياسات روحاني، وأن يحصل التيار المتشدد على أغلبية برلمانية.

اتهام وزيارة

وفي شأن منفصل، اتهم قائد القوة البریة لـ«الحرس الثوري»، العمید محمد باکبور دولة عربية إقليمية كبيرة بتزويد عناصر «جیش العدل» المتمرد بثلاث طائرات من السلاح والعتاد.

في غضون ذلك، يزور وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك طهران لإجراء محادثات مع نظيره الإيراني، تتركز حول العلاقات الثنائية، والتطورات الإقليمية، والقضايا الدولية.

روحاني: عقوبات أميركا أثرت بقوة ومن ينكر ذلك يدعمها
back to top