اكتشاف 83 مقبرة أثرية ونقل 22 مومياء لمتحف الحضارة

مصر تعزز وجودها على الخريطة العالمية لسياحة الآثار

نشر في 17-02-2020
آخر تحديث 17-02-2020 | 00:02
في خطوة مهمة تعزز وجود مصر على خريطة السياحة الآثرية حول العالم، شهدت الأيام القليلة الماضية الإعلان عن اكتشاف 83 مقبرة أثرية تعود إلى عصر «ما قبل الأسرات»، وفي موازاة ذلك يستعد المتحف القومي للحضارة في منطقة الفسطاط جنوبي القاهرة لاستقبال 22 مومياء فرعونية.
تستعيد القاهرة زخمها التاريخي خلال الفترة الأخيرة بالزامن مع اكتشافات أثرية مهمة يجري الإعلان عنها تباعاً منذ نحو عام أو يزيد.

وقبل أيام أعلنت وزارة السياحة والآثار، في بيان لها، أن البعثة المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار العاملة في منطقة "آثار الخلجان" بمحافظة الدقهلية (شمال شرقي القاهرة)، نجحت في الكشف عن 83 مقبرة أثرية أثناء أعمال التنقيب والحفر الأثري.

حضارة بوتو

من جانبه، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، إن 80 مقبرة من الكشف تعود إلى فترة مصر السفلى أو حضارة بوتو (فترة النصف الأول من الألف الرابع قبل الميلاد)، واتخذت المقابر شكل حفر بيضاوية في جزيرة رملية، وداخلها دفنات في وضع القرفصاء، موضحاً أنه جرى العثور على هذه الدفنات ومعها أثاث جنائزي.

وتابع: "هذا الكشف هو الأول من نوعه الذي يضم توابيت فخارية ترجع إلى فترة نقادة الثالثة في مواقع بدلتا مصر، حيث لم يسبق الكشف عن هذه التوابيت إلا في حالة واحدة بواسطة بعثة بولندية قديماً"، لافتاً إلى أهمية الكشف بالنسبة إلى تاريخ المنطقة وعصر نقادة الثالث خلال فترة حضارة بوتو.

أدوات تجميل

في السياق، أشار رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أيمن عشماوي، إلى أن الأثاث الجنائزي الذي عُثر عليه يضم أواني فخارية صغيرة يدوية الصنع، وأن المقابر الثلاث الأخرى تحتوي على تابوتين من الفخار ومجموعة من الأواني الفخارية متنوعة الأشكال والتي كانت تميز ذلك العصر، إلى جانب أدوات تجميل من صلابات صحن الكحل على هيئة سمكة.

وتضمن الكشف الأثري أيضاً مجموعة من القطع الأثرية التي تعود إلى عصر الانتقال الثاني (فترة الهكسوس) تضم بعض الأفران وأربع دفنات مشيدة بالطوب اللبن، بخلاف مجموعة من التمائم والحلي المصنوعة من المعادن والأحجار النفيسة.

ويعد عصر نقادة الثالث، المرحلة الأخيرة من عصر ما قبل التاريخ المصري القديم (3200 - 3000 ق.م)، وهي فترة تشكيل الدولة المصرية.

توابيت ملكية

على صعيد موازٍ، يستعد المتحف القومي للحضارة الواقع في منطقة الفسطاط (جنوبي القاهرة)، لاستقبال 22 مومياء ملكية فرعونية و17 تابوتاً ملكياً من المتحف المصري بوسط القاهرة خلال الأيام المقبلة.

وفي هذا الصدد أعلنت وزارة السياحة والآثار، تفاصيل استعدادات نقل المومياوات والتوابيت الملكية من المتحف المصري في ميدان التحرير إلى متحف الحضارة الذي تقرر أن يصبح مكان العرض الدائم لهذه القطع الأثرية المهمة.

وترجع هذه المومياوات والتوابيت الملكية إلى عصر الأسر الـ17 والـ18 والـ19 والـ20، ومن بينها 18 مومياء لملوك، منها مومياء الملك رمسيس الثاني ومومياء الملك سقنن رع والملك تحتمس الثالث والملك ستي الأول، وأربع مومياوات لملكات، هن الملكة حتشبسوت والملكة ميرت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول والملكة أحمس نفرتاري زوجة الملك أحمس.

ووفق بيان أصدرته وزارة السياحة والآثار، تُجرى حالياً الاستعدادات النهائية لنقل المومياوات في موكب مهيب يليق بقيمة الحضارة المصرية، في حضور ملوك ورؤساء وسفراء عدة دول عربية وأجنبية، حيث ستوضع خطة لتزيين الشوارع والميادين الممتدة على خط طول سير الموكب، بالإضافة إلى أنه تجري حالياً مناقشة شكل وحجم العربات المسؤولة عن نقل المومياوات والتوابيت وكذا الأزياء التي سيرتديها الأفراد والعمّال المصاحبون للموكب وطبيعة الموسيقى التي ستُعزف أثناء تحرك الموكب، الذي سينطلق من المتحف المصري حتى نقطة الوصول النهائية عند المتحف القومي للحضارة.

يشار إلى أن وزارة السياحة والآثار كانت قد عقدت اجتماعاً في ديسمبر الماضي، مع محافظة القاهرة، لمتابعة التجهيزات النهائية التي اتُخذت لتيسير عملية نقل المومياوات والتوابيت إلى موقعها الجديد.

وخضع المتحف القومي للحضارة لعملية ترميم، في أوائل العام 2017، بالتعاون بين الحكومة المصرية ومنظمة اليونسكو لترميم القطع الأثرية ومقتنيات المتحف الذي يعود تاريخ تشييده إلى عهد الملك فاروق في الفترة من 1938 حتى عام 1949.

قطع أثاث جنائزي وأوان فخارية وأدوات تجميل داخل المقابر المكتشفة
back to top