أولاً وأخيراً: الصفقة المشبوهة

نشر في 14-02-2020
آخر تحديث 14-02-2020 | 00:03
 مشاري ملفي المطرقّة كما كان متوقعاً فشلت صفقة القرن التي صاغها الأميركيون والصهاينة فشلاً ذريعاً شعبياً وحكومياً وعربياً ودولياً لأنها تنصر الباطل على الحق والظالم على المظلوم، وتحول قضية وطنية وقومية تدافع عنها الشعوب على مدار أكثر من نصف قرن إلى صفقة تجارية وعملية بيع وشراء لوطن بثمن بخس، وتمنح الاحتلال الإسرائيلي الشرعية الزائفة والاعتراف والتطبيع ليمارس المزيد من البطش والقتل بحق الأبرياء الفلسطينيين.

وفي حقيقة الأمر فإن صفقة القرن ولدت ميتة، حيث تبين أنها لا تطرح حلولاً عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية التي تشكل جزءاً من وجدان كل مسلم وأولوية للكثير من الدول العربية والإسلامية، وبالتالي لا يمكن القبول بحصر القضية في المشكلة الاقتصادية، وأن مليارات قليلة من الدولارات سيتم توزيعها على عدد من الدول قادرة على نزع فتيل هذه الأزمة الممتدة منذ عقود، والتي تستند إلى مطالب شرعية وحقوق مغتصبة لن يتم التفريط بها مهما طال الزمن.

لقد كان الأمر واضحاً وجلياً أن هذه الصفقة المشبوهة مرفوضة شعبياً وحكومياً وكل المؤشرات تؤكد أنها لن تمر ولن يكتب لها النجاح، ورغم أننا نؤيد أن تكون هناك مظاهر للتعبير عن رفض هذه الصفقة من المواطنين العاديين والقادة والسياسيين العرب والمسلمين فإننا نرفض ردود الأفعال المبالغ فيها والتكسب من وراء هذه القضية العادلة، وإطلاق الشعارات والخطب الرنانة التي شبعنا منها على مدار عقود من الزمن، والتي لا تحل مشاكلنا إنما تظهرنا بشكل أضعف أمام العالم، وأننا لا نملك سوى الكلام والجعجعة بلا طحين، فنحن نحتاج إلى خطوات عملية على أرض الواقع من خلال التكاتف والوحدة على المستوى الفلسطيني أولاً، ثم العربي والإسلامي ثانياً، لمواجهة غطرسة الاحتلال ومن يقف وراءه من الدول الكبرى والصغرى.

وفي الختام أود أن أشير هنا إلى موقف الكويت الداعم والمساند للقضية الفلسطينية والذي لا يقبل المزايدة أو التشكيك فيه، فقد عملت على نصرة الحق الفلسطيني في المحافل الدولية، ورفضت التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب للأرض والعرض، وقدمت ولاتزال وستستمر المعونات والمساعدات الاقتصادية للشعب الفلسطيني القابع تحت ظلم الاحتلال، فالكويت لها أياد بيضاء في هذه القضية القومية، وتتصدر أولوياتها الخارجية، وتسعى جاهدة للعمل مع الدول الشقيقة والصديقة على إيجاد الحل العادل لها وتحقيق السلام الشامل وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ونأمل من المولى عز وجل أن يتحقق ذلك في القريب العاجل.

back to top