الحسد المقلوب

نشر في 09-02-2020
آخر تحديث 09-02-2020 | 00:20
 محمد الوشيحي خذ عندك أحدث ما تفتقت عنه الذهنية الأكاديمية لاثنين من أساتذة الجامعة؛ بدلاً من زيادة الإعانة الشهرية للطلبة الجامعيين، خصوصاً المتزوج منهم، طرَحا وقف الإعانة، ومنحها للمحتاجين منهم، بعد دراسة حالاتهم الاجتماعية!

صحيح أن هذا الأمر لن يتم، لأن الموضوع ليس في يد الجامعة ولا أساتذتها، بل هو قانون دولة. وصحيح أن كثيراً من الأساتذة لا يوافق على هذا الطرح، بل على العكس قرأنا لهم آراء مخالفة، لذلك لا يستطيع أحد القول إن هذا الطرح جاء من الأساتذة المختصين، لكنك مثلي تعرف أن الأمور، في هذا الزمن، تبدأ بهذه الصورة ثم تصل إلى ما يغضب الشعب، كالعادة.

الأستاذان بطرحهما المقيت يجران الطلبة إلى الاستعانة بنواب الخدمات والواسطات، والتذلل لهم وانتظارهم أياماً أمام مكاتبهم، ليفوزوا بشرف توقيعهم على عريضة الحاجة "لا مانع. من طرفنا"، كي تمشي المعاملة. وهكذا.

هي محاولة، من ضمن محاولات متكررة، لسحق الطبقة الوسطى في المجتمع، كما ذكر كثير من الناس، ليصبح المجتمع عبارة عن طبقتين؛ أثرياء وبسطاء، وتكون الفجوة بينهما كبيرة. وهي كذلك تندرج تحت "الحسد المقلوب" الذي يرزح تحته الكويتيون، فالشعب هنا يعاني حسد القوي للضعيف، والثري للفقير، وذي المنصب للعاطل، وهكذا. لذلك يحسد الأستاذ الجامعي ذو الراتب الذي يتجاوز الأربعة آلاف دينار طالباً على مئتي دينار، هي أقل من حاجته.

المثير للغثيان أن طرحاً كهذا يُستخدم، أحياناً، للفت الأنظار إلى أصحابه، وبالتالي منحهم المناصب. هكذا تعودنا، وهكذا علمتنا الأحداث والتجارب.

back to top