شوشرة: واجهتنا تفشل

نشر في 07-02-2020
آخر تحديث 07-02-2020 | 00:09
 د. مبارك العبدالهادي المطار الدولي واجهتنا للقادمين من الخارج مأساة ومهزلة، وفوضى في الإجازات سواء عطلة منتصف العام أو الإجازة الصيفية وغيرها من العطلات الطويلة، والناس حالهم التذمر والانتقاد دون أن يلتفت لهم أحد، خصوصاً أن بعض العاملين من "الجهابذة" يشعر وكأنه يتولى مسؤولية دولة بسبب الغرور، وهو يسير بين المسافرين لاستعراض عضلاته، والأمر لا يقف عندهم فقط بل موصول ببعض المبدعين من رجال الجمارك الذين لديهم نظرات "صقر" طبعا "خرطي" وهم يراقبون ويتابعون القادمين، رغم أنه من السهل تمرير ما تريد وهم "ما يدرون وين الله غاطهم".

كل ذلك بسبب سوء التخطيط والإدارة لواجهة بلدٍ يفترض أن تكون نموذجا للعقليات المتميزة لدينا، والتي وراء تراجعنا وتخلفنا في ظل التطور الذي يشهده العالم من مختلف نواحيه، بما فيها الدول النامية التي قفزت ووصلت الى مراحل أكثر تطورا، في حين لا نزال نحن ننتظر المخططين والمستشارين ولجنة المناقصات وصراع الشركات وغيرها من الحروب لأخذ اللقمة من فم الآخر.

الكويت التي يفترض أن تكون أكثر تطورًا أصبحت أكثر تراجعا، لا سيما عندما تسمع همس الزوار وهم يتساءلون عند رؤيتهم لمشهد الازدحام والفوضى وأكشاك ختم الجوازات، هل يعقل أن يكون هذا مطار الكويت الدولي؟

المتضررون الأكثر من كل ذلك والذين لا يحسدون على الموقف هم رجال وزارة الداخلية الذين يعملون بكل إخلاص من أجل خدمة المسافرين وتسهيل أمورهم وختم جوازات الدخول بسرعة للقضاء على الطوابير التي تعيد بك الذاكرة الى الدول في بداية افتتاحها لمطاراتها في عصر التخلف، فضلا عن مفتشي المطار الذين سُلبت حقوقهم رغم حساسية تعاملهم مع المسافرين.

أين قيادات الطيران المدني التي تفاخرت في معرض الطيران قبل أيام من المشاهد المأساوية في مطارهم الدولي؟ وأين الخطط التطويرية التي نسمع عنها منذ سنوات ولا نراها على أرض الواقع؟ وأين ذلك المطار الذي نشرت صوره وكأنه أحد قصور الأثرياء؟

على القياديين أصحاب العقول النيرة الالتفات قليلا إلى تنميتنا المتراجعة بعد أن نغسل أيدينا "بماء وبنزين" من مجلسنا الموقر، لأن عقليات بعض نوابنا فاقت القدرات، وبالتالي لا تتناسب مع تطوير المطار لأنه بالنسبة إليهم لا يتوافق مع نظرتهم المستقبلية للأمور لأنها وصلت إلى تطور يحسدنا العالم عليه.

كما نتمنى أن يطبق بعض رجال الجمارك المفاهيم الدراسية في المواد التي درسوها على أرض الواقع في كيفية التعامل مع القادمين خاصة الوافدين لكي يصبحوا مثالا يحتذى به وينقلوا صورة حسنة عن التعامل في بلد الإنسانية، لأن الجلوس على الكراسي والمتابعة خلف الشاشات لا تعني أنهم من أصحاب القدرات.

وعلى رجال الطيران المدني أن "يهزوا طولهم" وينتشروا قليلا في المطار لمتابعة الواقع المر في مطارنا المرموق، والمضحك والمبكي أن الدول التي نقدم لها المساعدات أو القروض فاقتنا في مطاراتها، فهل ننتظر الإعانات لإعادة صناعة مطار متميز؟

back to top