تفضل هدية بسيطة!

نشر في 02-02-2020
آخر تحديث 02-02-2020 | 00:07
 مظفّر عبدالله أول العمود: شيء جيد معارضة صفقة القرن "الانتخابية"، لكن الأهم أن يعرف أطفالنا كيف احتُلت فلسطين.

* يتعرض كثير من موظفي القطاع العام والخاص لمسألة مهمة تحمل مخاطر جمة وهي قبول الهدايا والمنافع المادية بصور مختلفة أثناء وجودهم في الوظيفة، وهي تأخذ صورتين: أن يقدمها العميل أو يطلبها الموظف. ومن خلال خبرتي في العمل في القطاع العام لمست عدداً من توجهات الموظفين في هذا المجال، الأول في تهوين مخاطر قبول الهدايا من أصحاب المصالح المتعاملين مع المؤسسة تحت شعار "يا أخي النبي قبل الهدية"! والثاني في الجهل بالمخاطر وقبول الهدية بحسن نية ودون وعي، والثالث في التعامل بمهنية مع هذه المسألة، وهي رفض أي نوع من المجاملة بهدية مهما كانت.

بالطبع تنتشر في أجواء العمل الوظيفي العديد من أشكال الرشا والتودد بهدايا وخدمات مختلفة منها تذاكر طيران وحضور دورات خارجية مدفوعة، ومبالغ نقدية وبطاقات دفع وخصومات وعلاجات صحية وغيرها، ولا شك أن عدم توعية الموظفين في بداية تعيينهم يشجع على تقبُل مثل هذه الأمور لتتطور مع الوقت وتصبح "تقليدا وظيفيا" متعارفا عليه! لقد نجح ديوان المحاسبة في إصدار دليل قواعد سلوك يتعلق بموظفيه، ونص صراحة وبشيء من التفصيل على موضوع تلقي الهدايا، وهو ما يتطلب تعميم هذه المدونة على كل الوظائف في الدولة وتوعية الموظف العام بهذه المسألة الخطيرة.

نتذكر هنا أن شركة إريكسون السويدية للهواتف النقالة اعترفت بتقديم رشا بين أعوام 2000 و2016 بقيمة مليار دولار لموظفين في دول مثل الكويت وجيبوتي والصين وغيرها من أجل تأمين عملها في أسواق تلك الدول، ونتذكر موظف الجمارك الذي كان يخرج الحاويات من ميناء الشويخ مقابل رشا، وموظف وزارة الشؤون الاجتماعية الذي يفرض مبلغا له مقابل تسيير عمل الشركات لجلب عمالة.

الخلاصة، يجب الحذر من هذه الجملة الملغومة وأنت جالس في مكتبك: "وهذي هدية بسيطة من جهتنا، واعتبرها هدية شخصية لا علاقة لها بموضوع ترسية المناقصة".

back to top