طهران والرياض منفتحتان على حوار لحل مشاكلهما

● مدير مكتب روحاني: ينبغي ألا تصبح العلاقة مع جارتنا مثل العلاقة مع واشنطن
● بن فرحان: شرطنا أن تتوقف إيران عن تحقيق أجندتها الإقليمية من خلال العنف

نشر في 23-01-2020
آخر تحديث 23-01-2020 | 00:04
ماكرون خلال جولة بالبلدة القديمة في القدس المحتلة أمس (أ ف ب)
ماكرون خلال جولة بالبلدة القديمة في القدس المحتلة أمس (أ ف ب)
دعت طهران الرياض إلى العمل من أجل تجاوز المشكلات وحل الخلافات، ونفت نقل وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أي رسالة لها، في حين اشترط وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أن تتوقف إيران عن «دعم أجندتها من خلال العنف» وأكد أن المملكة منفتحة على أي محادثات.
في حين تشهد العلاقات الإيرانية الغربية توتراً متصاعداً مع احتمال انهيار الاتفاق النووي كلياً وإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران عقب تفعيل الدول الأوروبية آلية فض النزاع المنصوص عليها بالمعاهدة المبرمة عام 2015، دعت إيران السعودية إلى تجاوز المشاكل.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» عن محمود واعظي مدير مكتب الرئيس حسن روحاني قوله أمس: «ينبغي ألا تصبح العلاقات مع جارتنا السعودية مثل العلاقة مع الولايات المتحدة. ينبغي أن تعمل طهران والرياض معاً لحل مشاكلهما».

ولفت واعظي إلى أن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، الذي قام بزيارة إلى طهران، أمس الأول، هي الثانية خلال يناير الجاري، لم يحمل أي رسالة، بل بحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية.

وبشأن الاتفاق النووي الإيراني، قال واعظي إن طهران ستتخذ إجراءات مؤلمة إذا أحيل ملفها إلى مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أنه «إذا خرجت الدول 4+1 عن مسار الاتفاق النووي، فإن طهران ستتبع مساراً وإجراءات أخرى».

في سياق آخر، قال واعظي إن إرسال فرنسا حاملة الطائرات «شارل ديغول» إلى المنطقة لن يجلب الاستقرار إليها، وأضاف أن «على الدول الأوروبية أن تسحب قواتها من مياه الخليج إذا أرادت السلام والاستقرار فيها».

الجدير بالذكر أن «الجريدة» علمت من مصدر إيراني مطلع أن بن علوي حمل رسالة من واشنطن تضمنت عرضاً للدخول في مفاوضات غير مشروطة ومباشرة بين روحاني ونظيره الأميركي دونالد ترامب تستضيفها مسقط.

انفتاح مشروط

في المقابل، قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أمس، إن الرياض منفتحة على المحادثات مع إيران «لكن الأمر يرجع في الحقيقة إلى إيران». وربط الأمير «الانفتاح السياسي» بإقرار إيران بأنه لا يمكنها دعم أجندتها الإقليمية من خلال العنف، كشرط لأي محادثات.

وأعرب فرحان عن سعادته بتجنب أي تصعيد في المنطقة، وقال إن هناك «دولاً كثيرة عرضت الوساطة في محادثات مع طهران».

نفي إيراني

إلى ذلك، سعى الرئيس الإيراني، أمس، إلى الرد على أصوات إيرانية خافتة دعت إلى امتلاك أسلحة ذرية لـ»تحصين النظام» بعد قيام واشنطن بقتل قاسم سليماني واقتراب طهران من الدخول في معركة حربية غير متكافئة معها، وقال إن إيران «لن تسعى مطلقاً إلى امتلاك أسلحة نووية، في وجود «الاتفاق النووي» أو بدونه.

ودعا روحاني القوى الأوروبية إلى تجنب خطأ واشنطن في انتهاك «اتفاق 2015».

وأضاف روحاني أن إيران ما زالت ملتزمة بالاتفاق، الذي أبرم بعهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ويمكن أن تتخلى عن خطواتها بتقليص التزاماتها إذا امتثلت الأطراف الأخرى لالتزاماتها. في إشارة إلى مطالبته الدول الأوروبية بتفعيل آلية للتجارة تتجاوز العقوبات الخانقة التي أعاد ترامب فرضها بعد انسحابه من الاتفاق عام 2018.

وأعلنت دول فرنسا وألمانيا وبريطانيا، أمس الأول، تفعيل آلية تسوية المنازعات بالاتفاق النووي.

وأكدت الدول الأوروبية رفض «الحجج الإيرانية» لخفض الالتزامات، لكنها شددت على أنها ترغب في الحفاظ على الاتفاق النووي ولم تنضم إلى حملة الضغوط القصوى التي يتبناها ترامب ضد طهران.

تشدد فرنسي

في الأثناء، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون من إسرائيل، إن فرنسا لن تكون مرنة بشأن طموح إيران النووي.

وأضاف خلال لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس ريئوفين ريفلين قبيل إحياء «اليوبيل الماسي»، مرور 75 عاماً على تحرير معسكر الاعتقال النازي «أوشفيتز»: «في السياق الراهن فرنسا عازمة على ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً أبداً وكذلك على تجنب أي تصعيد عسكري في المنطقة».

شفرة الأوكرانية

على صعيد آخر، أكد وزير الطرق الإيراني محمد إسلامي أن فك شفرة صندوقي الطائرة الأوكرانية المنكوبة التي أسقطها «الحرس الثوري» بعد إقلاعها من طهران سيجري في إيران.

وقال الوزير: «يجب أن يبقى الصندوق الأسود في إيران، وإذا لم يستطع الخبراء الإيرانيون حل شفرة الصندوق داخل البلاد، فسوف نتخذ إجراءات أخرى في ذلك الوقت».

وأضاف: «العمل جار لإعداد المعدات والبرمجيات اللازمة لهذا الأمر». وأشار إلى زيارته الأخيرة إلى أوكرانيا والتي تم التأكيد خلالها على أن يجري التحقيق بصورة مشتركة.

وجاء ذلك بعد يوم من إعلان طهران أنها طلبت من فرنسا وأميركا معدات حديثة لفك الشفرة وأنها لم تتلق رداً.

وكانت إيران تراجعت عن إعلان سابق بأنه سيتم نقل الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية المنكوبة للخارج لفحصهما، وأكدت أنه لا نية حالياً لإرسالهما لدولة أخرى.

من جهة أخرى، اغتال مسلحون مجهولون قائد «الباسيج» في دارخوين بمنطقة الفلاحية حسين مجدمي أمام منزله بمحافظة خوزستان (الأهواز) جنوب غربي إيران مساء أمس الأول.

وفي أعقاب الحادث، قال صادق مرادي، رئيس المحكمة العليا في خوزستان، التي تسكنها أغلبية عربية، إن القضية ستتم متابعتها بـ«شكل خاص».

من جهة ثانية، أكد محافظ المصرف المركزي الإيراني عبدالناصر همتي، أن إيران تمتلك احتياطيات غير مسبوقة من العملة الأجنبية مقارنة بالعقد الماضي.

وأشار إلى أن بلاده حققت فائضاً في الميزان التجاري بلغ 100 مليون دولار. وقال إن بلاده نجحت في إحباط «مؤامرة الأعداء» بعد ارتفاع سعر الدولار بالسوق السوداء إلى 190 ألف ريال مع بدء سريان العقوبات الأميركية منتصف 2018.

اغتيال قيادي بالباسيج في الأهواز... وماكرون لن يتهاون مع طموح طهران النووي
back to top