المشاركون في ملتقى «كفو» بمركز جابر الثقافي: الجوائز تساهم في تقدم الأدب وتحفيز الشباب

نشر في 23-01-2020
آخر تحديث 23-01-2020 | 00:05
قال د. الحجرف إن «جائزة الحجرف انطلقت في أعقاب تداعيات الربيع العربي أو حقيقة الخريف العربي، وتزامن ذلك مع ما يعانيه الشباب الكويتيون من ابتعاد عن الهوية الوطنية، وارتباط غير صحي بمواقع التواصل، واستخدامها في تأجيج مظاهر العنصرية والطائفية والقبلية، ما أحدث شرخاً في الجدار الوطني».
أقام مشروع «كفو»، التابع للديوان الأميري، ملتقى «كفو لمجتمع الثقافة والفنون»، مساء أمس الأول، في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، متضمنا جلسة نقاشية حول الجوائز ودورها في تقدم الأدب.

وحاورت مرشدة «كفو» في المجتمع الثقافي، عائشة سعد، المسؤولين عن 3 جوائز أدبية كبرى وهم: الأمين العام لجائزة «فلاح مبارك الحجرف الوطنية» د. سالم فلاح الحجرف، ومؤسس ومدير جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية طالب الرفاعي، ومدير دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع علي المسعودي، لاستعراض دور كل من الجوائز الثلاث في تقدم الأدب ضمن «ملتقى كفو» في المركز.

وبدأت الجلسة بحديث للحجرف حول جائزة الحجرف الأدبية وبداياتها وتأثيرها على الوسط الثقافي والأدبي بالكويت، حيث قال إن «للجائزة دوراً فعالاً في تحفيز وتشجيع الشباب والمبدعين، لإخراج أفضل ما لديهم من أعمال وكتابة إبداعية»، موضحا أنها «انطلقت في 2015، بعد وفاة الوالد البرلماني السابق المرحوم فلاح مبارك الحجرف، وجاءت فكرتها نوعاً من تخليد ذكرى الوالد الذي كان عاشقا للتراب الوطني وكل ما ينهض بالمجتمع على كل الصعد».

وأضاف أن «جائزة الحجرف انطلقت في وقت حرج جداً في أعقاب تداعيات الربيع العربي أو ما يعد حقيقة «خريفاً عربياً»، لما كان له من أثر سيئ على المنطقة من تشريد وسفك دماء، وانهيار مجتمعات لاتزال تعاني حتى اليوم، وتزامن ذلك مع ما يعانيه الشباب الكويتيون مؤخرا من ابتعاد عن الهوية الوطنية، وارتباط غير صحي بمواقع التواصل الاجتماعي، واستخدامها في تأجيج مظاهر العنصرية والطائفية والقبلية، ما أحدث شرخاً في الجدار الوطني الذي تطلب تضافر كل الجهود، ولاسيما الفنية والثقافية، لرأب الصدع والارتفاع بالمستوى الثقافي والفني لدى الشباب فكانت جائزة الحجرف».

جهد أهلي

واستطرد: «حاولنا من خلال الجائزة كجهد أهلي مخلص، توحيد الصف، من خلال 4 أقسام وهي: الشعر العربي الفصيح، والقصة القصيرة، وإخراج الفيلم القصير، والرسم والتصوير»، مضيفا أن «الدورة الحالية للجائزة تلقت أكثر من 300 متنوعة بين القصة القصيرة والفيلم القصير، والشعر، والتصوير الفوتوغرافي، على أن يحصل الفائز الأول على 3 آلاف دينار، والثاني 2000 دينار، والثالث 1000 دينار، كما خصصنا جائزة تشجيعية لطلبة المدارس من الصف الأول الابتدائي حتى الثالث الثانوي قدرها 200 دينار لـ10 أعمال فائزة».

القصة القصيرة

من جانبه، تحدث الرفاعي في كلمته حول دور جائزة الملتقى في دعم الوسط الأدبي، قائلا: إن «أبرز ما يميز جائزة الملتقى هو أنها تجمع المبدعين العرب من كل أنحاء العالم كما تخصص في مجال القصة القصيرة التي لا تحظى بالدعم الكامل فنيا أو جماهيريا، رغم كونها من أصعب صنوف الكتابة الإبداعية، ومن هنا جاءت فكرة جائزة الملتقى التي تبنتها فيما بعد جامعة الشرق الأوسط الأميركية بالكويت ووفرت لها الدعمين الأدبي والمادي».

وطالب الرفاعي بالتوسع في الجوائز الأدبية وتبني الدولة هذا الاتجاه بما أنعم الله عليها من خيرات، إلى جانب المؤسسات التجارية الكبرى، بإعتبار أن مشروع الجائزة هو أيضا مشروع خير على كل الصعد، فهو خير للوسط الثقافي كله، الذي ينعم بحراك في ظل تلك الجوائز، وخير للكاتب الذي يحتاج للتقدير المادي والمعنوي، وخير للجنس الأدبي في حد ذاته، وخير للناشر الأدبي، وخير للقارئ الذي يحظى بكل هذا القدر من الفنون المطروحة للاطلاع.

وأكد أن للجائزة دورا كبيرا في دعم الوسط الثقافي، حيث ملأت فراغا كبيرا فيما يتعلق بجوائز القصة القصيرة على المستوى العربي، باعتبارها أول جائزة عربية مخصصة لهذا الصنف الأدبي، لذلك حققت اقبالا كبيرا منذ اقبالها حتى الآن، لنتلقى في الدورة الأخيرة ديسمبر الماضي أكثر من 200 عمل على مستوى عال من الدقة والإبداع.

تنوع الجوائز

من جانبه، تحدث المسعودي عن دور الجائزة في تقدم الأدب قائلا: «الجائزة توجه وترشد وتشجع المواهب الجديدة، وكان لجائزة سعاد الصباح السبق في فتح الطريق أمام العديد من الموهوبين منذ عشرات السنوات، حيث انطلقت منذ منتصف الثمانينيات.

وشدد المسعودي على ضرورة تكريم الأعمال الجديدة لما في ذلك من تشجيع لحرية الإبداع والمبدعين من كل التوجهات، حيث توجد جائزة في المجال العلمي إلى جانب الإعلام والجوائز الأدبية المختلفة، فضلا عن الجوائز المخصصة للإبداع الفلسطيني منذ عام 1989 والموجهة لأطفال فلسطين في الفنون، والأناشيد والقصة القصيرة.

العيسى وقصة مكتبة «تكوين»

لاقت جلسة «كفو» الحوارية مع الروائية بثينة العيسى استحسان العديد من الحضور في الحديث عن قصة تأسيسها لمكتبة «تكوين للكتابة الإبداعية»، كما سلطت الدور على مشوارها الأدبي.

وأشارت العيسى إلى أن المكتبة جاءت انطلاقا من الإيمان بأهمية العمل الثقافي في تطوير المجتمع لتنطلق التجربة محققة نجاحا كبيرا وحضورا واضحا بالوسط الثقافي، لتعتبر كائنا حيا، رسم ملامحه ذاتيا، وقرر أن يتحول إلى منصة للأفكار، وإلى مختبر دائم للكتابة، ومشروع للتعليم البديل، ومصنع للأسئلة.

واختتم الملتقى مع مجاهد الدمخي صاحب المبادرة في المجتمع الثقافي بإعلان فرصة تعاون لتوثيق الخبرة العملية لتطوير دليل العمل الهندسي في المؤسسات الحكومية.

حاولنا من خلال الجائزة رأب الصدع في الجدار الوطني الحجرف
back to top