العراق: مزيد من القتلى... وإطلاق نار على الأمن

• العشائر تنحر الجِمال للمحتجين
• مستشار صالح: محمد علاوي ليس مرشحاً لرئاسة الحكومة

نشر في 22-01-2020
آخر تحديث 22-01-2020 | 00:05
محتجون عراقيون يشيعون أمس زميلهم الذي سقط برصاص الأمن في كربلاء	(رويترز)
محتجون عراقيون يشيعون أمس زميلهم الذي سقط برصاص الأمن في كربلاء (رويترز)
واصل المحتجون العراقيون التصعيد للخروج من حالة الشلل السياسي مع عجز الكتل عن التوافق على رئيس جديد للحكومة. وسقط قتلى لليوم الثاني على التوالي بينما قالت قوات الأمن إنها تعرضت لإطلاق نار.
عادت مشاهد القتل الى العراق لليوم الثاني على التوالي، فغداة مقتل 6 محتجين خلال أكبر تصعيد من نوعه منذ أسابيع، قتل شخصان على الأقل أمس، خلال مواجهات عنيفة مع قوات الأمن العراقية التي اتهمت المتظاهرين الذين يطالبون بإصلاح النظام السياسي باستخدام السلاح ضدها.

وتجددت أعمال قطع الطرق في بغداد وعدد من محافظات الوسط والجنوب أمس، الأمر الذي تسبب لليوم الثاني على التوالي في شل حركة المركبات. وذكرت وكالة الأنباء العراقية ان المحتجين عادوا لقطع طريق سريع وسط بغداد، إضافة إلى إغلاق طرق وأنفاق وأضرموا النيران باستخدام الإطارات بمحافظة النجف.

وفي محافظة ذي قار، أكدت الوكالة استمرار قطع الطريق الدولي الرابط بين الناصرية وبغداد، مشيرة إلى أن المحتجين لا يسمحون بمرور المركبات إلا للأسر والمركبات الصغيرة وشاحنات نقل المواد الغذائية والخضار، في حين منعوا مرور الشاحنات الكبيرة، وخصوصا شاحنات نقل المنتجات النفطية.

وأضافت ان محافظة المثنى شهدت هي الأخرى أعمال قطع للطرق والجسور والتقاطعات العامة بالإطارات المحترقة، مما تسبب في اختناقات مرورية وزحام شديد.

وفي محافظة ميسان استمر إغلاق الدوائر الحكومية وتعطيل الدوام في الكليات والمدارس، باستثناء دوائر الصحة والشرطة، فضلا عن قطع عدد من الطرق الخارجية في المحافظة.

كما تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لمحتجين وهم يقطعون الطريق الدولي الذي يربط محافظة كربلاء بالنجف المتجاورتين، وأخرى لقطع طريق الكوت في بغداد مستخدمين الإطارات المحترقة. وتسببت عمليات قطع الطرق بشلّ الحركة العامة بين مناطق المحافظة وعزلت بشكل شبه تام العاصمة بغداد عن الأجزاء الوسطى والجنوبية من البلاد.

وقالت مصادر طبية إن محتجا قُتل في بغداد، في حين توفي آخر متأثرا بإصابته برصاصة في مدينة بعقوبة. وأضافت المصادر أن ما لا يقل عن 50 متظاهرا أصيبوا كذلك.

واندلعت اشتباكات عنيفة لليوم الثالث على التوالي في ساحة الطيران وعلى جسر محمد القاسم الحيوي في بغداد وعدد من المدن بجنوب البلاد، منها البصرة وكربلاء والنجف، حيث ألقى المحتجون الحجارة والقنابل الحارقة على الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

نحر جمال

وأفاد مصدر محلي في ذي قار، أمس، باستمرار قطع الطريق الدولي السريع في المحافظة. وقال المصدر إن «الطريق الدولي السريع الذي يربط ذي قار ببقية المحافظات مازال مقطوعا أمام حركة سير العجلات من قبل المتظاهرين». وأضاف أن «قبيلة البدور نحروا الجمال لإعداد الطعام للمتظاهرين».

مسلحون

وكشفت قيادة عمليات بغداد، أمس، عما وصفته بـ«تطور خطير»، وهو وجود مسلحين يستخدمون أسلحة كاتمة للصوت من بين صفوف المتظاهرين في ساحة قربطة وسط العاصمة، مشيرة الى إصابة عدد من عناصر القوات الأمنية لليوم الثاني على التوالي.

وجددت عمليات بغداد تأكيدها، في بيان، أن «القوات الأمنية تمارس ضبطا عاليا للنفس، وملتزمة بقواعد للاشتباك في حماية المتظاهرين وتأمين منطقة التظاهر»، داعية «جميع المتظاهرين السلميين إلى الانتباه لذلك، والتعاون مع قواتنا الأمنية في كشف المسلحين داخل التظاهرات وإلقاء القبض عليهم، حفاظا على سلمية التظاهر وسلامة القوات الأمنية والمتظاهرين».

«كاتوشيا» على السفارة

الى ذلك، أعلنت قيادة عمليات بغداد، أمس، العثور على المنصة التي أطلقت منها صواريخ كاتيوشا باتجاه السفارة الأميركية أمس الأول. وقالت القيادة، في بيان، إنه «تم العثور على منصات إطلاق الصواريخ في منطقة الزعفرانية مع منصة جديدة أخرى بكامل صواريخها، وتجري عملية تحرٍ للوصول إلى الجهات التي ارتكبت هذا العمل الإرهابي».

وكانت مصادر بالشرطة العراقية أفادت بأن ثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، والتي تضم أبنية حكومية وبعثات أجنبية.

تكليف

وذكرت وسائل إعلام حكومية عراقية أنه من المتوقع أن يعيّن الرئيس برهم صالح هذا الأسبوع رئيسا جديدا للوزراء خلفا لعادل عبدالمهدي الذي اضطُر إلى الاستقالة في مواجهة الاحتجاجات.

ولفت التلفزيون العراقي الى أن صالح يفاضل حاليا بين ثلاثة ساسة لاختيار من يقود حكومة انتقالية تعمل على تهدئة الغضب الشعبي.

وقال النائب محمد الخالدي إن صالح سيجتمع بعدد من نواب الكتل السياسية لمناقشة تكليف رئيس الوزراء الجديد. وأوضح أن صالح يريد ضمان التصويت على المرشح الذي سيكلفه بالمنصب داخل البرلمان، مع ضمان قبول المحتجين به، مبينا أن محمد علاوي هو الأقرب للمنصب من المرشحين الآخرين علي شكري ومصطفى الكاظمي.

لكن مستشار رئاسة الجمهورية، أمير الكناني، نفى نفياً قاطعا وجود أي مباحثات مع محمد توفيق علاوي، واصفا تلك الأنباء بأنها من «قصص ألف ليلة وليلة».

back to top