ظريف يتفادى «دافوس» بسبب «الأوكرانية» ويهدد بالانسحاب من «التسلح النووي»

8 دول تدعم «المهمة الأوروبية» بالخليج... وطهران ترفض «الدوريات الكورية»

نشر في 21-01-2020
آخر تحديث 21-01-2020 | 00:02
ظريف مستقبلاً نظيره الفنزويلي جورج اريزا في طهران أمس (إي بي أيه)
ظريف مستقبلاً نظيره الفنزويلي جورج اريزا في طهران أمس (إي بي أيه)
أكد مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية لـ "الجريدة"، أن قرار وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الذي أُعلن أمس فجأة، بعدم المشاركة في مؤتمر "دافوس"، جاء بعد أن أبلغ منظمو الحدث العالمي، الذي يُعقَد في ميونيخ بألمانيا، سفيرَ إيران أنهم لن يستطيعوا تخصيص جلسات نقاش أو ورش عمل لظريف بسبب الجو العام الدولي المشحون ضد طهران على خلفية حادث إسقاط "الحرس الثوري" طائرة مدنية أوكرانية ومماطلتها في الإقرار بالمسؤولية.

وأشار المصدر إلى أنه كان من المقرر أن يشارك ظريف بـ "دافوس" بعد أن تلقى دعوة رسمية خلال مشاركته في مؤتمر الدوحة منذ شهرين تقريباً.

ولفت إلى أن الدعوة الرسمية جاءت في سياق تنسيق وتحرك أوروبي لتهيئة بيئة تسمح بعقد لقاء بين بعض المسؤولين الإيرانيين والأميركيين خلف كواليس "دافوس" وبإشراف وزراء خارجية الجانبين، ظريف ونظيره الأميركي مايك بومبيو، لكن بعد قتل واشنطن قاسم سليماني أكدت طهران أن مندوبيها لن يشاركوا في أي لقاء.

من جانب آخر، أكد مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن المرشد الأعلى علي خامنئي طلب من المجلس إعداد دراسة حول التبعات المحتملة في حال قررت إيران الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية المعروفة بـ"NPT" أو وقف تنفيذ الملحق الإضافي الخاص بها رداً على تهديد الدول الأوروبية بإعادة ملف طهران إلى مجلس الأمن الدولي، وإعادة فرض العقوبات الدولية عليها تحت "البند السابع".

وبين المصدر أن إيران لم توقع رسمياً على الملحق الإضافي، لكنها قررت تنفيذه بشكل طوعي.

وجاء كشف المصدر لطلب المرشد بالتزامن مع تهديد ظريف، أمس، بانسحاب بلاده من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية إذا أُحيل ملف برنامجها النووي إلى مجلس الأمن الدولي بعد تفعيل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا بند فض النزاعات المنصوص عليه في الاتفاق النووي، المبرم بين إيران والقوى الكبرى، بعد تقليص طهران التزاماتها.

ونقل موقع مجلس "الشورى" عن ظريف قوله، إن "الخطوة الأوروبية تفتقد لأي أساس قانوني، وإنه في حال اتّخذت هذه الدول إجراءات إضافية فسيتم النظر في انسحاب إيران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية".

وقال ظريف: "في حال عاد الأوروبيون إلى التزاماتهم، ستتوقف إيران كذلك عن التخلّي عن التزاماتها، لكن إذا واصل الأوروبيون نهجهم فلدينا خيارات مختلفة"، في إشارة إلى مطالبة طهران الدول الأوروبية بتفعيل آلية خاصة للتجارة تتفادى العقوبات الأميركية التي أعاد الرئيس دونالد ترامب فرضها على إيران بعد انسحابه من الاتفاق النووي.

ورغم تهديد ظريف، استبعد المتحدث باسم "الخارجية" عباس موسوي، أن "تقوم الدول الأوروبية بإحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي بسبب الانتهاكات في الاتفاق النووي".

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن بلاده سترد توجه كوريا الجنوبية نحو إرسال بوارج حربية للقيام بدوريات مستقلة في مياه الخليج، مضيفاً أن "طهران أبلغت سيول أن قرار وجودها العسكري بالمنطقة لم يكن مقبولا".

على صعيد منفصل، قال موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن طهران أبلغت كندا أنها تعتبر مزدوجي الجنسية من ضحايا حادث تحطم الطائرة الأوكرانية مواطنين إيرانيين.

في المقابل، أصرّت كندا على أن يتمّ "سريعا" إرسال الصندوقَين الأسودَين العائدين للطائرة المنكوبة، إلى أوكرانيا أو فرنسا لتحليلهما. وجاء ذلك رداً على تصريحات مسؤولين إيرانيين بأن طهران تعتزم تحليل بيانات الصندوقين والاحتفاظ بهما.

في هذه الأثناء، ذكرت الحكومة الفرنسية، أن مهمة بحرية بقيادة أوروبية في مضيق هرمز لاقت دعماً سياسياً من المزيد من الدول.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، إن "المهمة البحرية" صارت تحظى بدعم سياسي من ألمانيا وبلجيكا والدنمارك واليونان وإيطاليا وهولندا والبرتغال، فضلاً عن باريس.

وفضّلت الدول الأوروبية عدم المشاركة في تحالف بقيادة واشنطن لحماية الملاحة بالخليج، باستثناء بريطانيا، تفادياً لتصعيد التوتر مع طهران.

إلى ذلك، دعا خامنئي إلى "الاستفادة من موسم الحج لإيصال صوت الجمهورية الإسلامية الجديد للعالم". وتتعارض تصريحات المرشد مع ما تؤكد عليه السعودية ودول إسلامية أخرى، من ضرورة حظر رفع أي شعارات سياسية في الحج.

back to top