عينهم على رواتبنا!

نشر في 17-01-2020
آخر تحديث 17-01-2020 | 00:03
 د. نبيلة شهاب في الوضع الطبيعي الحاصل في جميع العالم أن الدول إذا شعرت بمشكلة أو عجز بالميزانية (مثل ما تقول حكومتنا) تسعى إلى إيجاد سبل وروافد لزيادة الدخل، وقد تسعى إلى التخلص من بعض المصروفات التي تشكل عبئاً على الميزانية دون فائدة ترجى منها، إلا عندنا أول حل يتبادر الى أذهانهم هو استقطاع رواتب الموظفين (الراتب عمل مقابل أجر) فكيف يصح لهم الاستقطاع منه؟ الجانب الآخر أن من المفترض، في ظل الغلاء الفاحش الذي نعيشه والذي لا حل له ولا يريدون حله، زيادة دخل المواطنين زيادة تجعلهم يعيشون براحة وسعادة في وطن غني جدا من مدخول النفط وغيره، لا أن يستقطعوا من رواتبهم!!

لذلك نقول لكم: "لا تحبونا ولكن أنصفونا ولا تظلمونا"، فإذا كان الراتب هو المشكلة في عجز الميزانية، وهو قطعاً وأبداً ليس كذلك، فمن المؤكد أن السبب هو رواتب الوزراء والنواب والمسؤولين وغيرهم ممن يحصلون على أضعاف أضعاف المواطن العادي المساوي لهم في المؤهلات والخبرة، وقد يكون أفضل منهم!! لكن الوضع عندنا يمشي حسب المثل الكويتي: "أبوي ما يقدر إلا على أمي"!! أغلب المواطنين لا يتبقى من رواتبهم إلا ما يسد حاجاتهم الضرورية "وعينكم عليه"؟! حل مشكلة عجز الميزانية إن كان صحيحاً هناك عجز، والحقيقة أبداً لا يوجد، يقع على مسؤولية الحكومة بالكامل بالتعاون مع المجلس، ولا دخل للفرد بها بتاتاً، فابحثوا عن أسباب العجز إن وجد، وهي كثيرة وعديدة، وتعرفها الحكومة بالتفصيل، فانسوا رواتب المواطنين التي لا يتبقى منها إلا الفتات وفكروا بما هو مفيد للبلاد والعباد!
back to top