واشنطن هدّدت أوروبا بالجمارك للتخلي عن «نووي إيران»

روحاني: أعمل يومياً على منع مواجهة عسكرية... والحوار صعب لكنه ممكن

نشر في 17-01-2020
آخر تحديث 17-01-2020 | 00:04
جانب من تشييع إحدى ضحايا الطائرة الأوكرانية في سنندج أمس	(ايسنا)
جانب من تشييع إحدى ضحايا الطائرة الأوكرانية في سنندج أمس (ايسنا)
ذكرت ألمانيا أن الولايات المتحدة لوّحت بزيادة رسوم جمركية كبيرة على صادرات السيارات الأوروبية، لدفع الدول الأوروبية باتجاه التخلي عن الاتفاق النووي، في حين انتقدت طهران الإذعان لـ «التلميذ المتنمر ترامب»، وقالت إن تخصيبها لليورانيوم حالياً أعلى مما كان عليه قبل توقيع المعاهدة التي يرغب في التفاوض على بديل لها.
بعد يومين من تفعيل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا آلية فض المنازعات المنصوص عليها بـ«الاتفاق النووي» الإيراني، في خطوة قد تمهد لإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران، أكدت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارينباور، نبأً صحافياً مفاده أن الولايات المتحدة تهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على صادرات السيارات الأوروبية لها إذا استمر الأوروبيون في دعم «الاتفاق النووي»، الذي انسحب منه الرئيس دونالد ترامب مايو 2018.

وقالت كارينباور، في مؤتمر صحافي خلال زيارة إلى لندن بعد تقرير لصحيفة «واشنطن بوست»: «هذا التعبير، أو التهديد، كما تشاؤون، موجود».

إذعان للتنمر

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الدول الأوروبية انصاعت لتهديدات «التلميذ المتنمر ترامب» عندما قامت بتفعيل آلية تسوية المنازعات، التي قد تقود في نهاية الأمر إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران التي ردت على انسحاب ترامب من المعاهدة المبرمة عام 2015 بتقليص التزاماتها والتخلي عن قيود تخصيب اليورانيوم.

وكتب ظريف على «تويتر»: «تأكد الاسترضاء. الدول الأوروبية الثلاث أسلمت ما تبقى من الاتفاق لتحاشي رسوم ترامب الجديدة. لن يفلح ذلك يا أصدقائي. فأنتم تفتحون شهيته فحسب. أتذكرون التلميذ المتنمر في مدرستكم الثانوية؟».

في موازاة ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في تصريحات أمس: «نخصب اليورانيوم أكثر مما كنا نخصبه قبل التوصل للاتفاق. الضغط زاد على إيران لكننا نواصل التقدم».

وأضاف: «لو كنا انسحبنا من الاتفاق النووي بعد انسحاب ترامب، لكان الملف النووي أحيل إلى مجلس الأمن الدولي»، متهماً الرئيس الأميركي بإثارة المشاكل مع الجميع بخروجه من الاتفاق الذي أبرمه سلفه باراك أوباما وإعادته فرض عقوبات اقتصادية خانقة على الاقتصاد الإيراني.

لكن الرئيس الإيراني الذي يواجه اضطرابات داخلية أججها إسقاط قوات «الحرس الثوري» طائرة مدنية أوكرانية ومقتل ركابها الـ176، وأغلبهم من الإيرانيين والكنديين من أصل إيراني، أكد أن «الحكومة تعمل يومياً على منع مواجهة عسكرية أو حرب»، مضيفاً «بالنسبة إلي إنه انشغال يومي».

وشدد على أن الرد الايراني، على قتل واشنطن لقاسم سليماني، والذي تسبب بأضرار مادية لكن ليس بوقوع ضحايا بحسب الجيش الأميركي، عزّز قوة الردع الإيرانية في مواجهة تهديدات ترامب.

ودافع الرئيس عن سياسة الانفتاح مع العالم التي بدأها منذ انتخابه أول مرة في عام 2013، في حين يواجه انتقادات من المحافظين المتشددين. وقال إن الحوار بين إيران والعالم صعب «لكنه ممكن».

تهديد وتقويض

وأكد دبلوماسيان أوروبيان أن واشنطن هددت بالتعريفات الجمركية، لكنهما قالا إن «الدول الثلاث كانت قد قررت بالفعل تفعيل الآلية قبل ذلك».

آلية ومواقف

وتبدأ آلية فض النزاع بعملية دبلوماسية معقدة قد تفضي في النهاية إلى إعادة فرض العقوبات تحت البند السابع، لكن الدول الأوروبية قالت إن التفعيل يهدف إلى إعادة طهران للامتثال لبنود الاتفاق.

وتأتي تلك التطورات بعد إعلان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنه إذا ألغي الاتفاق النووي الحالي «فلنستبدله باتفاق ترامب»، واعتبار باريس أن «السبيل الوحيد لتسوية الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران هو أن تقبل طهران بإجراء تفاوض موسع وأن تقبل واشنطن بتقليص العقوبات».

ورفضت طهران أمس الأول اقتراح جونسون، بينما رحب الرئيس الأمركي به.

محادثات صريحة

في السياق، ذكر «الاتحاد الأوروبي»، في بيان، أن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد خوسيب بوريل عقد محادثات «مباشرة صريحة» مع وزير الخارجية الإيراني في نيودلهي أمس، تضمنت حض إيران على الحفاظ على الاتفاق النووي والتراجع عن التقصير في التزاماتها تجاهه.

أزمة الأوكرانية

إلى ذلك، توقع تقرير أعدته وكالة «إيلنا» أن تتكبد إيران 350 مليون دولار من الخسائر بسبب امتناع شركات الطيران الأجنبية عن المرور بأجواء إيران بعد حادث إسقاط «الحرس الثوري» الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ.

في شأن قريب، اعتبر رئيس مجلس خبراء القيادة، آية الله أحمد جنتي، مشاركة السفير البريطاني في الاحتجاجات الأخيرة ضد تعامل السلطات الإيرانية مع كارثة سقوط الطائرة «وقاحة»، داعياً إلى طرده من البلاد.

وغادر ماكير طهران، أمس الأول، بعد توقيفه فترة وجيزة خلال وجوده بمحيط فاعلية أقيمت لتأبين ضحايا الطائرة بجامعة طهران، وتحولت إلى تظاهرة مناهضة للسلطات التي أنكرت إسقاط الطائرة، قبل أن تقر بارتكاب الحادث عن طريق الخطأ، في خطوة أعقبها اندلاع احتجاجات شعبية ضد «الحرس» وروحاني والمرشد الأعلى علي خامنئي.

من جهة أخرى، طردت وزارة خارجية ألبانيا دبلوماسيَّين إيرانيَّين من بلادها، بسبب نشاطهما المتعارض مع وضعهما الدبلوماسي.

وكانت ألبانيا طردت في ديسمبر 2018، سفير إيران ودبلوماسياً آخر؛ لـ»الإضرار بالأمن القومي». وقالت طهران في ذلك الوقت، إن ألبانيا تصرفت تحت ضغط من إسرائيل والولايات المتحدة.

نزع علم إيران عن نعش أحد الضحايا

أظهر شريط مصور قيام أهالي أحد ضحايا الطائرة الأوكرانية، وهم ينتزعون العلم الإيراني عن النعش خلال مراسم التشييع التي جرت في إيران. وقامت السلطات بلف النعوش بالأعلام وطبع صور الضحايا على أنهم شهداء، وصدرت تعليمات لعناصر وضباط الحرس الثوري للمشاركة في التشييع. ويعتبر إيرانيون أن العلم الإيراني الحالي، الذي فرضته الثورة، ليس العلم الوطني، ويرون انه مرتبط بنظام الجمهورية الإسلامية.

350 مليون دولار خسارة متوقعة لطهران بسبب إلغاء مرور الطيران
back to top