الزيان وبن تومي: الكويت صانعة الثقافة و«العربي» تراث عالمي

خلال محاضرة لهما في مكتبة الكويت الوطنية

نشر في 17-01-2020
آخر تحديث 17-01-2020 | 00:02
البغيلي متوسطاً علي الزيان واليامين بن تومي
البغيلي متوسطاً علي الزيان واليامين بن تومي
أوجز الباحث علي الزيان والدكتور اليامين بن تومي التراث العربي، ودور الكويت فيه، من خلال محاضرتهما "التراث الثقافي العربي".
"التراث الثقافي العربي"... عنوان المحاضرة التي أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي، وحاضر فيها من المغرب الباحث علي الزيان، ومن الجزائر د. اليامين بن تومي، وأداره

د. محمد البغيلي، وحضرها الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة د. عيسى الأنصاري، ونخبة من المثقفين والجمهور.

وأعرب بن تومي عن سعادته بحضوره إلى الكويت، وهو الحضور الذي أخرجه من المحلية إلى الهوية العربية، ذاكرا مجلة العربي ودورها الثقافي الذي ألفه منذ الصغر، حينما كان يتصفح أوراق هذه المجلة المهمة، مؤكدا أن توسيع دائرة الأمة هو توسيع الهويات الصغيرة لإنشاء الهويات الكبيرة، ثم طرح سؤاله: ما معنى أن نكتب تاريخا عربيا.

فكرة التاريخ

وعن فكرة التاريخ، تساءل: "هل فكرنا في كلمة تاريخ؟ وهل علينا أن نبدأ من هذا المقصد وما حدث فيه؟ ألم يختلط هذا الحدث هناك في الماضي أي يصبح عماء هنا؟ ألا يمكن أن نقول إن (الهناك) هو المستقبل كذلك؟ هل نحن نقصد الماضي أم التاريخ؟".

وأشار إلى أن "التاريخ معناه العودة إلى الحدث الماضي واسع الزمن، إذن التاريخ ليس الزمن كما أفاد الفيلسوف بول ريكور في ثلاثيته الشهيرة"، موضحا أن التاريخ لا يتعلق بالساعات والشهور والسنوات بل بالإنجازات الكبيرة.

وأوضح أن مشكلة الجزائر في كيفية الخروج من المخيلة الأسطورية لتدخل إلى بناء وعي يؤسس إلى بناء ثقافي، لأن العقد الاجتماعي هو أن يتخلص الإنسان من فكرة الرعية إلى المواطنة، ثم تطرق إلى بناء العقلية القانونية لتكون مسؤولية الإنسان أمام القانون وليس أمام الرواية السردية، وتخليص العقل من الحكايات الماضاوية".

التراث الإنساني

من جهته، تحدث الزيان عن التراث الإنساني الذي تمتلكه كل أمة، والذي يعبر عن أي تجمع بشري، من خلال موروث الأجداد، مؤكدا أن التراث مصطلح فضفاض لا يمكن حصره في زمان ومكان معينين، بل هو سيرورة ونتاج مختلف التعبيرات الإنسانية الممكنة لأمة وشعب ما.

وأردف: "لذا نجد التراث المعماري والبيئي والدبلوماسي والأركيولوجي والثقافي والفني والرياضي، وبصفة عامة التراث المادي واللامادي وأمام عظمة هذا الزخم والإرث الإنساني الكبير المرتبط بالهوية والكينونة الأثنية ارتأت مختلف الشعوب والدول تصنيف وتثمين وتحصين تراثها المادي واللامادي، ومحاولة تسويقه دوليا وتثمينه محليا وإقليميا عبر برامج المنظمات الثقافية الدولية والإقليمية، وكذلك المحلية".

وأشار إلى أن "التراث المغربي العربي مثلا الذي يجمع روافد الإنسانية، يعتبر نموذجا مثاليا في التعامل مع الموروث الثقافي بنظرة استشرافية لمستقبل واعد للأمة المغربية".

صانعة الثقافة

وأفاد الزيان بأن الكويت صانعة الثقافة عبر مجلة العربي، التي يراها تراثا عالميا، ثم عرض على الحضور عددا من المجلة يعود إلى عام 1968، وفيه استطلاع رائد عن مدينة مكناس المغربية، ثم تحدث عن التراث المغربي حسب التوصيف الدولي والتثمين المحلي.

كما تطرق إلى التراث المغربي المادي، مثل المباني والمواقع والأسوار وكل ما هو تاريخي، واللامادي مثل الحرف وخلافه، وكشف عن الدعم الرسمي الكبير الذي يتلقاه التراث المغربي، متطرقا إلى المراحل الحضارية التي مرت بها المغرب منذ العصر الحجري، مرورا بالروماني والإسلامي حتى الآن.

ندوة «الشعر في الكويت... الواقع والتحديات» تتواصل

تتواصل ندوة "الأدب في الكويت"، ضمن المهرجان، حيث جرى تخصيص جلسة من الندوة لملف "الشعر في الكويت: الواقع والتحديات"، وضمَّت الشعراء: الحارث الخراز، عبدالله الفيلكاوي، وسعدية مفرح، وأدارت الجلسة إيمان اليوسف من الإمارات.

وقدَّم الخراز في ورقته (الشعر في الكويت) نماذج من الشعر في الكويت لدى مجموعة من أبرز الشعراء، مثل: عبدالجليل الطبطبائي، الذي اعتبره رائد حركة الاحياء الشعري في الكويت، رغم أن الفترة التي أمضاها بالكويت لم تتجاوز عشر سنوات، وسلَّط الضوء على رحلة الشاعر فهد العسكر ومحمد الفايز.

فيما قدمت مفرح ورقة بعنوان "شراكة في هموم القصيدة"، التي وصفتها بأنها أقرب إلى شهادة شعرية. بينما قدَّم الفيلكاوي في ورقته بعض التحديات التي تواجه الشعر بالكويت، في حين أشارت الكاتبة هديل الحساوي إلى سطوة مواقع التواصل على الشعر، حيث أسدل الستار على ندوة القرين الرئيسة، في أمسية شعرية ضمَّت حسن المطروشي، وعلي الفيلكاوي وسعدية مفرح، التي حلَّت محل الشاعرة السعودية أشجان الهندي، التي تغيبت مع الشاعر المغربي مراد القادري.

back to top