وقف إطلاق نار هش في ليبيا

● واشنطن تنتقد التدخل العسكري الروسي والتركي
● البرلمان الليبي: قد نطلب تدخلاً عسكرياً مصرياً

نشر في 13-01-2020
آخر تحديث 13-01-2020 | 00:03
السيسي مستقبلا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في القاهرة أمس (رئاسة الجمهورية)
السيسي مستقبلا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في القاهرة أمس (رئاسة الجمهورية)
دخل اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا حيز التنفيذ أمس، بعد أشهر من المعارك عند أبواب طرابلس، وعلى أثر مبادرة من أنقرة وموسكو ومباحثات دبلوماسية مكثفة فرضتها الخشية من تدويل إضافي للنزاع.

وأعلن رجل شرق ليبيا النافذ المشير خليفة حفتر، الذي يسعى منذ أبريل إلى السيطرة على طرابلس، الاتفاق قبل دخوله حيز التنفيذ منتصف ليل السبت - الأحد.

وبعد عدة ساعات، أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج موافقته كذلك على وقف إطلاق النار، لكنه شدد على "الحق المشروع" لقوات حكومته في "الرد على أي هجوم أو عدوان".

ورحبت بعثة الأمم المتحدة بالإعلانين، وحثت الأطراف على "إفساح المجال أمام الجهود السلمية لمعالجة جميع الخلافات عبر حوار ليبي - ليبي".

وبعد منتصف الليل بوقت قصير، سمع دوي مدفعية وسط طرابلس، قبل أن يسود هدوء حذر في الضواحي الجنوبية للعاصمة، حيث تدور مواجهات منذ عدة أشهر بين قوات الحكومة وتلك الموالية لحفتر.

وبينما لم يتم إعلان أي آليات لمراقبة وقف إطلاق النار، فإن سلطات طرابلس دعت "اللجان العسكرية المقترحة من الطرفين إلى إعداد الإجراءات الكفيلة بوقف إطلاق النار تحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة".

ومنذ بدء القوات الموالية لحفتر هجومها باتجاه طرابلس، قتل أكثر من 280 مدنيا، بحسب الأمم المتحدة التي تشير أيضا إلى مقتل أكثر من 2000 مقاتل، ونزوح 146 ألفا بسبب المعارك المستمرة في هذا البلد الغارق في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.

ويأتي دخول الاتفاق حيز التنفيذ بعد سلسلة من التحركات خلال الأسبوع الجاري، قادتها تركيا وروسيا اللتان فرضتا نفسيهما كلاعبين رئيسيين. واتخذ الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين المبادرة الأربعاء، بدعوة طرفي النزاع إلى وقف الأعمال العدائية.

وبينما تخشى أوروبا من تحوّل ليبيا إلى "سورية ثانية"، التقت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل في موسكو أمس الأول الرئيس الروسي. وقال بوتين: "آمل فعلا أن يكف أطراف النزاع الليبي عن إطلاق النار خلال بضع ساعات".

من جانبها، رحبت ميركل بالجهود الروسية - التركية، آملة أن توجه قريبا "الدعوات إلى مؤتمر في برلين ترعاه الأمم المتحدة".

ونشرت تركيا في بداية الشهر الجاري جنودا في ليبيا دعما لحكومة الوفاق الوطني، ومقاتلين سوريين موالين لها لمواجهة قوات حفتر. واتُّهمت موسكو بدورها بإرسال مئات المرتزقة لدعم قوات حفتر الذي يتمتع أيضا بدعم الإمارات ومصر.

ومساء أمس الأول، نددت الولايات المتحدة، التي لا تستسيغ الانخراط الروسي المتنامي في ليبيا، بـ"نشر المرتزقة الروس (...) والمقاتلين السوريين المدعومين من تركيا"، وفق بيان صادر عن سفارتها.

وأشارت السفارة، في بيانها، إلى أن مسؤولين أميركيين رفيعين التقوا الخميس في روما و"بشكل منفصل" المشير خليفة حفتر ووزير الداخلية فتحي باشاغا، الرجل القوي في حكومة الوفاق، بهدف التشجيع على "الحد من الأعمال العسكرية، واستئناف الحوار بين مختلف الأطراف".

وبينما استقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس السراج في إسطنبول، أكدت القاهرة أهمية مؤتمر برلين باعتباره فرصة مهمة لحلحلة الأزمة الليبية، والتوصل إلى توافق بين الأطراف الليبية حول تسوية سياسية للأزمة في هذا البلد، خلال جلسة مشتركة لمجلس النواب المصري، بحضور رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، وعدد من النواب الليبيين في القاهرة.

وقال صالح، في كلمة، إن البرلمان الليبي قد يضطر إلى طلب تدخل القوات المصرية إذا حدث تدخل عسكري أجنبي، في إشارة إلى تركيا.

back to top