ذكرى الاستقلال والتحرير والجنود المجهولون

نشر في 12-01-2020
آخر تحديث 12-01-2020 | 00:10
 محمد أحمد المجرن الرومي سنحتفل الشهر القادم بإذن الله بذكرى الاستقلال والتحرير، وهي ذكرى عزيزة علينا جميعا، نستذكر فيها كفاح أبناء الشعب الكويتي وتضحيتهم من رجال ونساء، في سبيل الحفاظ على بلدنا العزيز، نستذكر شهداءنا الأبرار الذين دافعوا وقاوموا المحتل الغادر، وتمسكوا بأرضهم الطاهرة، وكذلك كل من عاش تحت الاحتلال طيلة الأشهر السبعة التي انتهت بالنصر المؤزر والحمد لله.

في هاتين المناسبتين العزيزتين ستقام الاحتفالات على المستوى الرسمي والشعبي، وستقوم أجهزة الإعلام الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الخاص بإبراز مناقب من قاموا بالدفاع عن أرض الكويت والإشادة بهم، وخاصة الشهداء من الرجال والنساء، وهذا واجب وطني.

فتعرض القنوات الرسمية والخاصة برامج أرشيفية عن الاستقلال والتحرير، وكذلك المقابلات مع أبطال المقاومة، وذلك مع الذين مكثوا في الكويت حتى تم التحرير بعون الله، ولكن يلاحظ أن هذه المقابلات لم تشمل بعض فئات المجتمع الكويتي التي أدت دورا مهما أثناء فترة الاحتلال، منهم بعض رجال القوات المسلحة الذين عملوا في الوزارات ومنشآت الدولة، وبعض المواطنين الذين كانت لهم إسهامات وكانوا بعيدين عن الأضواء، قاموا بأدوار بطولية مثل تشغيل مرافق الدولة والعمل الجماعي التطوعي.

هذا بالنسبة إلى الداخل أما خارج الكويت فهناك فئات من الكويتيين أدوا دوراً مهما في الدفاع عن قضيتهم العادلة والذين كانوا يعملون في السفارات والقنصليات والمندوبيات الكويتية، وفي الخارج كان للدبلوماسيين الكويتيين دور كبير في الدفاع عن الكويت وقضيتها العادلة في المحافل الدولية، كالمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظماتها، والجامعة العربية، وفي مجلس التعاون وغيرها من المنظمات، كما أن إبراز دور وزارة الخارجية في مقرها المؤقت في الرياض وما قامت به البعثات الدبلوماسية الكويتية، والدبلوماسيين الكويتيين، كانت تغطيتها إعلاميا ضئيلة باستثناء نشاط أعضاء الوفد الدائم في نيويورك وواشنطن الذين أبلوا بلاء حسناً في الدفاع عن القضية الكويتية، فلهم التقدير والاحترام.

هناك دبلوماسيون كانوا أثناء فترة الغزو يعملون في العراق، وبعض الدول التي كان موقفها مناهضاً للحق الكويتي عملوا تحت ظروف صعبة للغاية، وتحملوا الضغط النفسي والتهديدات بسبب دفاعهم عن الكويت وقضيتها العادلة، هؤلاء يجب أن يُلقَى الضوء على دورهم البطولي، ولا شك أن الدبلوماسية الكويتية والدبلوماسيين الكويتيين أدوا دورا مشرفا للدفاع عن قضية الكويت العادلة، وهذا الدور الذي أدته البعثات الكويتية يشمل الملحقيات الكويتية منها العسكرية والثقافية والإعلامية والصحية، ويشمل لجان التطوع الكويتية من نساء ورجال ممن يسهرون على راحة المواطنين الكويتيين في الخارج والذين قاموا بعملهم بجد وإخلاص، وخدموا المواطنين الكويتيين وخففوا عنهم معاناة آثار الغزو من تسهيل السكن لهم، أو صرف الإعاشة ومساعدتهم حتى تم التحرير بإذن الله، ومساعدة الأشقاء والأصدقاء.

ولتكريم هؤلاء الجنود المخلصين على وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الإعلام إعداد برامج تلفزيونية وإذاعية تبرز الدور الكبير الذي قام به الدبلوماسيون الكويتيون في الخارج في سبيل الدفاع عن وطنهم وقضيتهم العادلة دبلوماسيا وإعلاميا. بما أن الحديث عن الدبلوماسيين الكويتيين فإنني أتذكر بكل تقدير واحترام أخوين عزيزين عملا في وزارة الخارجية وغادرا دنيانا الفانية، فواجب علينا أن نتذكر مناقبهما الحميدة لأنهما خدما بلدهما في المجال الدبلوماسي، وكانا خير من مثل بلده الحبيب الكويت، ففي الأسبوع الماضي فقدنا أخانا العزيز الدبلوماسي نزار البغلي الذي أعرفه عن قرب كدبلوماسي خلوق ونشيط في عمله في الخارج والداخل، والأخ الثاني الذي فقدناه هو الدبلوماسي السابق الأخ العزيز عصام عبدالله الرومي ذو الشخصية المحببة وصاحب الابتسامة الذي خدم وطنه بكل إخلاص، أسأل العلي القدير أن برحم الفقيدين بواسع رحمته ويسكنهما جنات النعيم، ويلهم أهلهما الصبر والسلوان.

back to top