مصر: البيان الأثيوبي حول سد النهضة «تضليل متعمد»

نشر في 10-01-2020 | 23:40
آخر تحديث 10-01-2020 | 23:40
سد النهضة
سد النهضة
انتقدت مصر بشدة اليوم الجمعة بيانا أصدرته وزارة الخارجية الأثيوبية بشأن الاجتماع الوزاري حول «سد النهضة» الاثيوبي الذي عقد في «أديس أبابا» خلال اليومين الماضيين واصفة إياه بأنه "تضمن العديد من المغالطات المرفوضة جملة وتفصيلا".

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن البيان الأثيوبي "انطوى على تضليل متعمد وتشويه للحقائق وقدم صورة منافية تماما لمسار المفاوضات ولمواقف مصر وأطروحاتها الفنية ولواقع ما دار في هذا الاجتماع وفي الاجتماعات الوزارية الثلاثة التي سبقته والتي عقدت على مدار الشهرين الماضيين لمناقشة قواعد ملء وتشغيل سد النهضة".

وأشارت الوزارة الى أن "الاجتماعات الوزارية الأربعة لم تفض الى تحقيق تقدم ملموس بسبب تعنت أثيوبيا وتبنيها لمواقف مغالى فيها تكشف عن نيتها في فرض الأمر الواقع وبسط سيطرتها على النيل الأزرق وملء وتشغيل سد النهضة دون أدنى مراعاة للمصالح المائية لدول المصب وبالأخص مصر بوصفها دولة المصب الأخيرة".

وشددت على أن ذلك "يخالف التزامات اثيوبيا القانونية وفق المعاهدات والأعراف الدولية وفي مقدمتها اتفاق اعلان المبادئ المبرم عام 2015 وكذلك اتفاقية 1902 التي أبرمتها اثيوبيا بارادتها الحرة كدولة مستقلة الى جانب اتفاقية 1993 التي تعهدت فيها بعدم احداث ضرر لمصالح مصر المائية".

وقالت مصر ان "اثيوبيا تسعى للتحكم في النيل الأزرق كما تفعل في انهار دولية مشتركة اخرى تتشاطر فيها مع دول شقيقة".

وأكدت أن هذا المنحى الأثيوبي "المؤسف" قد تجلى في مواقفها الفنية ومقترحاتها التي قدمتها خلال الاجتماعات الوزارية والتي تعكس "نية أثيوبيا ملء خزان سد النهضة دون قيد أو شرط ودون تطبيق أية قواعد توفر ضمانات حقيقة لدول المصب وتحميها من الأضرار المحتملة لعملية الملء".

وذكر البيان أن مصر انخرطت في هذه المفاوضات "بحسن نية وبروح ايجابية" تعكس رغبتها الصادقة في التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحقق المصالح المشتركة لمصر ولأثيوبيا وقد انعكس هذا في الأفكار والنماذج الفنية التي قدمتها خلال الاجتماعات والتي اتسمت بالمرونة والانفتاح.

وتابع " فبعكس ما ورد في بيان وزارة الخارجية الأثيوبية الذي زعم أن مصر طلبت ملء سد النهضة في فترة تمتد من 12 الى 21 سنة فإن مصر لم تحدد عدد من السنوات لملء سد النهضة بل أن واقع الأمر هو أن الدول الثلاث اتفقت منذ أكثر من عام على ملء السد على مراحل تعتمد سرعة تنفيذها على الإيراد السنوي للنيل الأزرق".

وأضاف أن الطرح المصري يقود الى ملء سد النهضة في ست أو سبع سنوات اذا كان ايراد النهر متوسط أو فوق المتوسط خلال فترة الملء أما في حالة حدوث جفاف فإن الطرح المصري يمكن سد النهضة من توليد 80 في المائة من قدرته الانتاجية من الكهرباء بما يعني تحمل الجانب الأثيوبي أعباء الجفاف بنسبة ضئيلة.

وأشار الى أن مصر اقترحت وضع آليات وقواعد للتكيف مع التغيرات الهيدرولوجية في النيل الأزرق وللتعامل مع سنوات الجفاف التي قد تتزامن مع عملية ملء سد النهضة بما في ذلك الابطاء من سرعة الملء واخراج كميات من المياه المخزنة في سد النهضة للحد من الآثار السلبية لعملية الملء أثناء الجفاف.

وأكدت مصر أنها ستشارك في الاجتماع المقرر أن يعقده وزير الخزانة الأمريكي مع وزراء الخارجية والمياه لمصر والسودان وأثيوبيا في واشنطن يومي 13 و14 يناير المقبلين "من منطلق التزامها بالعمل الأمين من أجل التوصل الى اتفاق عادل ومتوازن وفى اطار سعيها للحفاظ على مصالح الشعب المصري التي لا تقبل التهاون فيها".

وكانت وزارة الري والموارد المائية المصرية أعلنت أمس الخميس عدم تمكن الدول الثلاث «مصر واثيوبيا والسودان» من الوصول الى توافق حول التصرفات المائية التي يجب امرارها من سد النهضة في الظروف الهيدرولوجية المختلفة للنيل الأزرق.

وفي المقابل قال وزير الري الاثيوبي سليشي بقلي في مؤتمر صحفي عقب انتهاء جولة المفاوضات إن "المفاوضات انتهت دون التوصل الى توافقات مع الجانب المصري الذي تقدم بمقترح لأول مرة حول عملية ملء البحيرة لفترة تتراوح بين 12 إلى 21 عاما" مشيرا إلى ان واشنطن ستستضيف جولة جديدة من المفاوضات الاثنين المقبل.

من جهتها أعلنت وزارة الري والموارد المائية السودانية في بيان ان المباحثات ناقشت مقترحات الدول الثلاث في القضايا الاساسية الخاصة بالملء والتشغيل وشهدت بعض التقارب الا انه تقرر ان تخضع المقترحات لمزيد من النقاش في واشنطن الاثنين المقبل فيما سيتم تقييم المباحثات التي تمت خلال الاجتماعات الأربعة الماضية.

وكانت هذه هي الجولة الرابعة الأخيرة لسلسلة مفاوضات «سد النهضة» التي عقدت في واشنطن والقاهرة والخرطوم واديس ابابا والتي أقرها وزراء المياه والخارجية في واشنطن في نوفمبر الماضي وشارك فيها ممثلون عن الولايات المتحدة والبنك الدولي بصفقة مراقبين.

وتتخوف مصر من تأثير «سد النهضة» على حصتها السنوية من مياه النيل التي تبلغ 5ر55 مليار متر مكعب فيما ترى اثيوبيا أن السد لن يضر السودان أو مصر.

back to top