بالعربي المشرمح: «جاك الذيب وجاك وليده»!

نشر في 10-01-2020
آخر تحديث 10-01-2020 | 00:08
 محمد الرويحل الكل يعرف أهمية الجنرال الإيراني قاسم سليماني القائد العسكري والميداني لمعظم الفصائل المسلحة في العراق وسورية ولبنان واليمن، والجميع يعرف دوره في تلك الدول، بل إن البعض يعتبره الحاكم العسكري بها، ومقتله أفرح الكثير من الشعوب العربية لما فعله بهم من قتل وتعذيب واعتقال وتشريد، في حين أحزن البعض مما ارتبط معه بمصلحة أو ولاء أو عقيدة.

الغريب في مقتله أن القاتل أميركي والمقتول إيراني وموقع القتل أرض عربية (العراق) التي يعتبرها أهلها أنها أرض مغتصبة ومحتلة من قبل الأميركيين والإيرانيين، ومع ذلك ازداد انقسامهم وشق توحدهم، خاصة في مظاهراتهم الأخيرة التي وحدت صفوفهم، فهناك من حزن على مقتله، وهناك من فرح، حالهم كحال معظم الشعوب العربية دون أن يفكروا ساسةً كانوا أم عوام ماذا بعد مقتل سليماني؟

فأميركا لا تكترث لكائن من كان إلا لمصالحها، وإيران عرف عنهم الدهاء السياسي، وجميعهم يبحثون عن مصالحهم على حساب مصلحة الأمة، وإن اختلفوا في مسألة فسيتفقون في الأخرى، ولن يكون مقتل شخص أو عشرة مهما كانت مناصبهم عائقا لتحقيق مصالح مشتركة بينهم، بل حتى القصف الإيراني لقاعدة عين الأسد الأميركية لن يحول دون جلوسهم للتفاوض حول مصالحهم، فإيران لا تثق بوكلائها العرب، وأميركا أيضاً لا تثق بهم، وجميعم يعلمون أنهم أدوات لتنفيذ أجنداتهم، الأمر الذي سيجعل المنطقة في حالة عدم استقرار لتحقيق المزيد من المكاسب لهم، فإيران من مصلحة نظامها البقاء في السلطة قدر الإمكان، وهو أمر يبعدها عن مواجهة أميركا، وأميركا في ظل رئاسة ترامب تسعى إلى ابتزاز العرب، وخصوصا دول الخليج بواسطة إيران، والخاسر الوحيد من هذه المعادلة هم العرب.

يعني بالعربي المشرمح:

"سياسة جاك الذيب وجاك وليده" أو "باصيلي وأباصيلك" هي ما يحدث بين أميركا وإيران، وكلٌ يسعى إلى مصلحته، ولا حول لنا ولا قوة سوى أن ننتظر انتهاء تلك المصلحة التي أجزم بأنه بمجرد انتهائها ستنتهي اللعبة، ومعها سينتهي النظام الإيراني.

back to top