واشنطن: لا عقوبات ولا انسحاب من العراق بل إعادة تموضع

• مطار لـ «بي 52» في الأنبار
• «النجباء»: اجتماع مرتقب لـ «المقاومة الدولية»
• بومبيو: متى ستحمي الحكومة العراقية مواطنيها من بلطجية «حزب الله»؟

نشر في 08-01-2020
آخر تحديث 08-01-2020 | 00:03
عراقيون يشاركون في جنازة المهندس في البصرة أمس (رويترز)
عراقيون يشاركون في جنازة المهندس في البصرة أمس (رويترز)
مع تشييع العراق لنائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبومهدي المهندس، الذي قتل الجمعة الماضي بطائرة مسيّرة أميركية في بغداد، تسببت الولايات المتحدة في رسالة نقلت خطأ إلى العراقيين، ونفتها لاحقاً، بشأن الاستعداد للانسحاب من العراق، بحال إرباك تضاف إلى التوتّر السائد منذ الاغتيال، مؤكدة أنها "بصدد عملية إعادة تموضع".

ونفى وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر فحوى الرسالة، وقال: "ليس هناك أيّ قرار على الإطلاق بمغادرة العراق، ونقطة على السطر"، وشدّد على أنّ القوات الأميركية بصدد عملية إعادة تموضع لا غير".

ونشرت الرسالة غداة تصويت البرلمان العراقي على تفويض الحكومة إنهاء وجود القوات الأجنبية في أعقاب اغتيال سليماني والمهندس.

لكنّ التفويض الذي أقرّه البرلمان برفع الأيدي بإجماع النواب الحاضرين وعددهم 168 نائباً فقط من أصل 329 ليس قراراً ملزماً، ولم تتّخذ الحكومة حتى الآن أيّ إجراء تنفيذي بناء عليه.

وأمس الأول، شكّك إسبر في شرعية التصويت. وقال إنّ جلسة التصويت "لم يشارك فيها أيّ نائب كردي، ولم يشارك فيها السواد الأعظم من النواب السنّة، والكثير من النوّاب الشيعة شاركوا تحت التهديد".

رسالة سيلي

وتعلن الرسالة التي كتبت باسم قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال وليام اتش سيلي، للمسؤولين العراقيين أن واشنطن تقوم بعملية "إعادة تموضع" لقوة المهام المشتركة في "عملية العزم الصلب"، بهدف "إعادة تمركز القوات خلال الأيام والأسابيع القادمة والانسحاب بصورة آمنة وفعّالة".

ويقول سيلي في الرسالة: "نحترم قراركم السيادي الذي يأمر برحيلنا".

وكانت تقارير أفادت بأن "القوات الأميركية أخلت مواقع غير حصينة شمال العاصمة العراقية، ونقلت جنوداً ومعدات إلى قواعد عسكرية شمال بغداد وغربها"، في خطوة اعتبر مراقبون أنها تؤكد نية الولايات المتحدة استمرار العمل مع السنة والأكراد في العراق، بعدما تعقدت علاقتها مع الشيعة.

مطار لـ«بي 52»

وكشف مصدر أمني في محافظة الأنبار، عن نية القوات الأميركية انشاء مطار لطائرات "بي 52" القاذفة العملاقة داخل مبنى قاعدة عين الاسد الجوية غرب المحافظة.

وقال المصدر لـ "السومرية نيوز"، إن "القوات الأميركية المتمركزة داخل القاعدة بدأت عمليات توسيع لبنى المطار من ناحية كبيسة لغرض إنشاء مدرج لطائرات بي 52".

في المقابل، أعلن الجيش الألماني أمس، سحب جزء من جنوده المنتشرين في العراق لمهمات تدريب، ويبلغ عددهم 35 عسكرياً، ونقلهم إلى الأردن والكويت.

ونقل العسكريون الألمان الثلاثة الذين كانوا في بغداد إلى الكويت، فيما جرى نقل 32 عسكرياً ألمانياً كانوا في التاجي إلى قاعدة عسكرية ألمانية في الأزرق بالأردن خلال الليل.

لا عقوبات

وفي السياق، نفت وزارة الخارجية الأميركية، وجود مناقشات لفرض عقوبات على العراق.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية مورغان أورتاغوس، إن "العراق حليف الولايات المتحدة والخيارات الدبلوماسية مازالت مطروحة معه". وأضافت أن "المشاكل تحدث بين الحلفاء، والخيار الدبلوماسي هو الافضل لحل الازمات والمشاكل بينهم".

وكانت صحيفة "واشنطن بوست"، ذكرت أن مسؤولين بارزين بإدارة الرئيس ترامب بدأوا صياغة العقوبات التي هدّد الرئيس الأميركي بفرضها الاثنين، إذا ما مضى العراق في توجهه لطرد القوات الأميركية.

وأشارت الصحيفة إلى أن العقوبات ستكون اقتصادية يمكن أن يستخدمها البيت الأبيض لمحاولة عزل ومعاقبة أي شخص أو كيان أو حكومة.

بومبيو

وأمس، أعاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على "تويتر"، نشر خبر لقناة "العربية" منذ يومين عن اصابة عائلة عراقية بقصف صاروخي استهدف المنطقة الخضراء.

وكتب بومبيو: "أشعر بغضب شديد لإصابة عائلة عراقية كانت مجتمعة داخل منزلها، عندما سقط عليها صاروخ كاتيوشا أطلقته كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران والتي تهدّد أمن المدنيين"، وأضاف: "متى ستبدأ الحكومة العراقية بحماية مواطنيها من هؤلاء البلطجية"؟

من ناحية أخرى، وبينما شارك عشرات الآلاف في تشييع المهندس في عبدان، والذي دفن لاحقاً في البصرة وسط رفع العشائر هناك لافتات تدعو الى الثأر، نقلت وكالة "سبوتنيك" عن القوات المسلحة العراقية أن "أي بقاء لقوات التحالف بعد طلب العراق إنهاء المساعدة يعتبر غير شرعي"، في حين أكد النائب عن "تيار الحكمة" حسن فدعم أن قرار مجلس النواب إخراج القوات الأجنبية ملزم لأنه جاء بطلب من الحكومة وتم التصويت عليه داخل البرلمان.

«المقاومة الدولية»

إلى ذلك، أعلن الناطق باسم حركة "النجباء" العراقية نصر الشمري، عن اجتماع ستعقده الفصائل المسلحة خلال ساعات للإعلان عن "المقاومة الدولية". وأضاف أن "معظم الفصائل العراقية وافقت على الانضمام إلى هذه الجبهة".

الصدر

من ناحيته، ردّ زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، على تهديدات ترامب بفرض عقوبات، ووصفه في تغريدة على "تويتر" مساء أمس الأول، بأنه "ابن الملاهي وصالات القمار والنوادي الليلية".

وكتب الصدر: "نحن طلاب سلام إن استسلمتم، ونحن طلاب حرب إن حاربتم وقد خبرتمونا".

وتابع: "يا ترامب إن تجرأت على بلد المقدسات فأنا لك، ولو أردت نصيحتي فلا تكن كسلفك وإلا ستندم. إن سلاحك أضعف من وخزة البعوض، والله ستجد جندا لا قبل لك بهم وجحافل متصلات أولها في البصرة وآخرها في دهوك"، متوعداً ترامب بفيتنام جديدة ووحل آخر.

الولائي

كما اعتبر الامين العام لـ"كتائب سيد الشهداء" ابو الاء الولائي، أمس، تراجع أميركا عن فرض العقوبات بأنه "نكوص وهروب"، وخاطب ترامب بالقول: "عاقب ان استطعت".

«حزب الله»

أما الناطق باسم "كتائب حزب الله" في العراق محمد محيي، فاعتبر أن "المواجهة مع الجانب الأميركي إذا ما بدأت فإنها ستغير وجه الشرق الأوسط، وتغير معادلات الصراع مع محور الشر".

وقال محيي، في تصريح لموقع "النشرة" اللبناني، إن "الكتائب بانتظار الردّ الايراني الذي قد يستدعي حماقة أميركا، وعندها سنحدّد طبيعة الردّ من قبلنا وسقفه".

ورأى أن الخطاب الأخير لأمين عام "حزب الله" اللبناني حسن نصرالله "لم يَكن خطاب تعزية، إنما خطاب رسم صورة واضحة للمواجهة التي ستكون مختلفة عن سابقاتها بكل تأكيد".

عبدالمهدي

وبينما قال رئيس "ائتلاف دولة القانون" النيابية رئيس الوزراء السابق نوري المالكي عقب استقباله السفير البريطاني في بغداد ستيفن هيكي، إن "العراق يرفض التعرّض لأراضيه ولا يمكن التساهل باتجاه أي ممارسة تؤدي إلى انتهاك سيادته وأنه يسعى إلى إقامة علاقات مع الجميع"؛ أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرغ، في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة العراقية المستقيل عادل عبدالمهدي، أمس، ان الحلف ما زال ملتزماً "بقوة" بمهمته في العراق، وأن وقف التدريب هو إجراء مؤقت.

back to top