بماذا خرجت من 2019 ؟

نشر في 03-01-2020
آخر تحديث 03-01-2020 | 00:01
 عبدالرحيم ثابت المازني أفضل ما يمكن أن أكون خرجت به من 2019 هو لطف الله ورحمته وستره وسكينته، وهذا أجمل عطاء من الممكن أن يمنحه الله لعبده، وغير ذلك ما هو إلا عطاء يزيد البعض فيه أو ينقص، وقليل اليوم يصبح كثيراً الغد والعكس صحيح، وهذا هو الطبيعي مع كل البشر وفِي أي زمان ومكان.

التجربة الصعبة في الحياة هي تجربة الفقد، لكن العزاء الوحيد أن رسول الله قد مات، والجميع سيموتون، لكنها أيام تمر فنستقبل مولودا أو نودع مفقودا، والله نسأل أن نلتقي بهم في الفردوس الأعلى، فـ»اللهم ارحم أمي وعمتي وأمواتنا جميعا».

وإن الأعمار ليست بطولها بل بحسن العمل والعطاء والقدرة على النجاح والتغيير والقدرة على تجاوز مراحل الانكسار والحزن والفشل، والجميع سيمرون بهذه اللحظات، لكن الأفضل من يستطيع أن يتجاوزها بأقل الخسائر وفِي أقصر وقت.

علمتني (2019 ) أنني مازلت أكتشف البشر من حولي، فمنهم من يهرب من أول حدث، ومنهم من هو ثابت في حديثه وموقفه كالجبال الرواسي، ومنهم من أسأل الله له صلاح الحال.

كما علمتني أن من لا يسمع صوته في الأزمة والشدة لا قيمة له في أوقات أخرى، وأن عِوَض الله وعطائه وتدبيره أعظم وأجمل من عوض أي شخص وعطائه، وأن الله كاف عبده وبه أكتفي والحمد لله رب العالمين.

ولكل من يرى أن الحياة صعبة أقول له: غير نظرتك إليها، وبأقل الأشياء تستطيع أن تكون أفضل ومختلفا، وكما قال رشيد سليم الخوري:

مَتِّـعْ شبابَـكَ إنَّ العُمـرَ أطـوارُ

وكلُّ طَـورٍ له في العيشِ أوطارُ

إنْ أنتَ لم تَجْنِ من رَوْضِ الصِّبا زَهَراً

فليس في دِمْـنةِ الأيّامِ أزهـارُ

back to top