عبدالعزيز الرميح يحتفظ بالعنوان البرقي لهلال المطيري 75 عاماً

نشر في 27-12-2019
آخر تحديث 27-12-2019 | 00:05
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني
توفي العم عبدالعزيز بن إبراهيم الرميح بتاريخ 1 ديسمبر 2019، عن عمر يزيد على أربعة وتسعين عاماً، قضى معظمها في ممارسة العمل التجاري. كنت ألتقيه في ديوان العم بدر ناصر الرميح في منطقة النزهة، وكنت أستمع إلى بعض رواياته التي عاشها في الزمن الماضي وأستمتع بها، وبتاريخ 11 أكتوبر 2013م كتبت في أحد دفاتري نبذة عن العم عبدالعزيز، رحمه الله، من خلال ما سمعته منه، وحفظتها إلى هذا الوقت.

وأجد من المفيد أن أتحدث اليوم عن تاجر من تجار الكويت الطيبين كسب رزقه بالحلال، وبتوفيق من الله تعالى، وعاش محباً للناس، كريماً مع المحتاجين، رحيماً بأهله وذريته. وُلِد العم عبدالعزيز في منتصف فترة العشرينيات من القرن الماضي تقريباً في محلة العتيقي بوسط مدينة الكويت القديمة. وقد اهتم والده إبراهيم بن عبدالعزيز الناصر الرميح بتعليمه، فأرسله إلى الملا عبدالله عبداللطيف العثمان ليدرس في مدرسته الخاصة، وبعدها ألحقه بالمدرسة المباركية التي قضى بها سنوات عديدة، حتى أنهى جميع مراحلها الدراسية وآخرها المرحلة الثانوية.

بدأ بدراسة اللغة الإنكليزية عند المدرس إسرائيل كِدّو في الكويت، وفي نهاية الثلاثينيات، قرر والده أن يرسله إلى الهند، ليستزيد من دراسة اللغة الإنكليزية، فسافر إليها عبدالعزيز مع عمه ناصر(الذي يكبره بثلاث أو أربع سنوات) وأقاما مدة أسبوعين عند التاجر الكويتي المقيم في بومبي حسين بن عيسى القناعي، ثم انتقلا إلى سكن خاص بهما. كانت دراسته في مدينة بونا الهندية مدة ثلاث سنوات استطاع خلالها أن يتمكن من الحديث والقراءة والكتابة باللغة الإنكليزية وأن يتقن ذلك جيدا.

وبعد عودته من الهند، بدأ العمل التجاري على يد والده الذي كان له مكتب تجاري في سوق التجار بجوار مكتب التاجر يوسف الفليج والتاجر فليج العلي الفليج. وتوسع في العمل التجاري بفضل الله تعالى، ثم بفضل أمانته، ودماثة خلقه، وسماحته مع الناس. أخبرني بعدد من القصص الجميلة التي عاشها في حياته، منها قصة واحدة يمكننا أن نتناولها في هذا المقال القصير، وتتعلق بالتاجر المعروف هلال المطيري.

قال لي ذات مرة إنه بعد وفاة هلال بخمس سنوات تقريبا (أي عام 1944)، خطرت على باله فكرة، فاتجه إلى والده يستشيره بالموضوع، وبعد موافقة والده، ذهب إلى أحد أبناء التاجر هلال المطيري وأبلغه أنه يريد أن يستخدم في مراسلاته العنوان البرقي للمرحوم هلال المطيري وهو "هلال" إن لم يكن هناك مانع من ذلك، فأخبره المرحوم مشاري هلال المطيري أنه وجميع إخوته لديهم عناوين برقية وأنهم لا يحتاجون عنوان أبيهم. ومنذ ذلك الوقت، بدأ العم عبدالعزيز الرميح باستخدام العنوان البرقي "هلال" في مراسلاته التجارية، واستمر في ذلك إلى حين وفاته.

سكن في حولي فترة من الزمن ثم استقر في النزهة إلى حين وفاته، وله من الذرية أربع بنات، أسأل الله له المغفرة وأن يسكنه فسيح جناته.

back to top