مسرحية الجناسي المزورة!

لا ننكر وجود شبهات في ملفات الجنسية، فالفساد في البلد بات سمة بارزة في كل صغيرة وكبيرة، ولكن الترويج لقرابة نصف مليون جنسية مزورة إما ضرب من الخيال أو الوهم أو أنها إثارة متعمدة لخلق فتنة في البلد ومجرد شعار انتخابي لنواب أثبتوا فشلهم في كل شيء، ولم يعودوا يملكون أية ورقة انتخابية سوى اللعب على وتر عواطف الناس والظهور بمظهر البطل الوطني، وما يؤكد هذا الأمر الانتفاضة الشبيهة بصحوة الموت في أواخر عمر المجلس المنبوذ شعبياً على نطاق واسع جداً.فبالله عليكم هل المجلس الحالي الذي تقاعس إلى درجة الإذلال عن دوره في كل ملفات الفساد والفشل والتخلف، يؤتمن على بحث ملفات نصف مليون كويتي؟ وهل يثق الشعب الكويتي بأن هذا المجلس المزوّر أصلاً لإرادة الناس ونقل أصواتهم وشرائها بالمال أو المعاملات أو الفزعة جدير بتحقيق عادل ومنصف وأمين؟ وكم من النواب الذين صوّتوا لصالح تشكيل اللجنة قدموا أسئلة برلمانية أو اقتراحات بقوانين لضمان العدالة والاستحقاق في ملف المواطنة الكويتية؟ الأهم من ذلك، كيف نفسّر امتناع تصويت الحكومة الجديدة والمطالبة بمحاربة الفساد على هذا المقترح المؤيد من عدد كبير من الموالين لها إلا من باب "حط حيلهم بينهم" وترك النواب والناس يأكلون ببعضهم في موضوع جدلي لم ولن يحسم، ويستغل فقط لصب الزيت على نار هذه الفتنة.مصداقية المتحمسين لهذا الملف لا تثبت إلا بالجرأة على تقديم أسئلة برلمانية محددة وواضحة طالما ملفات التزوير بحوزتهم ثم اللجوء إلى استجواب الوزير المختص أو الحكومة مجتمعة تبياناً للحقيقة أمام الشعب الكويتي، وما عدا ذلك فهو مجرد ضحك "مزوّر" على الذقون!