العين التي لا تنام

نشر في 20-12-2019
آخر تحديث 20-12-2019 | 00:02
 يوسف أحمد المنديل هرع رجال الإطفاء لنجدة حريق في منطقة جليب الشيوخ وعندما وصلت سيارات الإطفاء دخل الإطفائيون إلى المبنى لإنقاذ من في داخله، فاتضح أن هناك غرفاً مغلقة بالحديد، وطلبوا الإسناد والمعاونة من رجال الداخلية لكسر الأبواب، فوجدوا المفاجأة أكثر من 30 امرأة من الجنسية الآسيوية تم احتجازهن في هذه الغرف، وبعد الإنقاذ والتحقيق اتضح أن سائقي التاكسي يخطفون النساء في الشوارع، وعند ركوبهن يتم رشهن بمادة مخدرة، ويذهبون بهن مباشرةً إلى المجرم الرئيس في العمارة (التاجر).

ويتم احتجازهن خلف هذه الأبواب الحديدية المغلقة، نساء لا يعلم بحالهن إلا الله، ويتاجرون بهن، وكل هذه المشكلة الكبيرة بسبب سائق تاكسي لا يوجد عليه أي مراقبة ولا توجد أي كاميرات داخل السيارة، فتم اكتشاف "المحتجزات" بسبب حريق، ولو كانت وزارة الداخلية تضع شروطاً صارمة لنظام مراقبة التاكسي لوضعت حداً لجميع أنواع الجرائم الخفية! شاهد لا يكذب وعين لا تنام، هكذا قالوا عن كاميرات المراقبة، أيهما أولى مراقبة المكان أو البيت أو الموقع أو غيره من قبل الكاميرات أم تركها بدون أي مراقبة، إشغال أفراد وزارة الداخلية بالتجول على المنشأة أو المجمّع التجاري يأخذ الوقت والجهد والخطط، ويحتاج أفرادا كثيرين حتى تتم السيطرة على المنطقة أو سوق مركزي، لذلك انتشار الكاميرات يغني عن هذا كله ويوفر الوقت والجهد. مثلما نجحت التكنولوجيات في الحروب، وأسقطت خصمها بحرب فضائية من خلف الأجهزة الإلكترونية، كذلك الكاميرات قللت من الحوادث، وعندما وضعت كاميرات المراقبة عند الإشارات الضوئية أوقفت المستهترين ممن يكسرون الإشارة الحمراء.

الآن على وزارة الداخلية أن تلزم جميع السيارات وبدون استثناء الأجرة والخاصة بتركيب كاميرات بمواصفات خاصة داخل السيارة وخارجها من الأمام والخلف لتوفير الوقت والجهد على المحقق ولتسهيل الإجراءات وحل ألغاز الحوادث وفك أسرارها لضبط الجناة.

كاميرات المراقبة هي البطل الحقيقي وراء كل جريمة غامضة، فهي شاهد حي وطرف الخيط الذي يقود رجال المباحث لكشف غموض أي جريمة كبرى وفك طلاسمها، والكاميرات هي العدو الحقيقي لمرتكبي الجرائم.

خاتمة: نتمنى من وزارة الداخلية تطبيق نظام مراقبة ذكي بمواصفات عالية الجودة لكل سيارة تاكسي وخاصة تسير في الطريق، للمراقبة من الداخل والخارج وللحوادث وللنجدة والاستغاثة، وهي شاملة لكل شيء.

back to top