نجاح قمة الرياض ودور الكويت في رأب الصدع

نشر في 12-12-2019
آخر تحديث 12-12-2019 | 00:09
 أ.د. علي منصور بن سفاع في البداية نهنئ دول مجلس التعاون الخليجي على نجاح قمة الرياض، وقد أثلج صدورنا جميعا ما لمسناه من إشارات المصالحة وعلامات التقارب بين الأشقاء في دول الخليج والتي كانت قد بدأت بشائرها بنجاح دورة كأس الخليج 24 لكرة القدم بالدوحة.

ونحن نعتبر أن نجاح هذه القمة بداية لمسار خليجي واع، تقدم فيه المصلحة القومية على مصلحة أي دولة من دول المجلس، فالجميع يدرك أن هذا العصر هو للتكتلات القوية، وليس للدول المتفرقة التي من السهل النيل منها مهما كانت قوتها.

فالجميع لابد أن يسموا فوق الخلاف، فالمملكة العربية السعودية لا بد أن تؤدي دور الشقيق الأكبر الذي يحتوي الجميع، ويسمو على الخلاف لمصلحة البيت الخليجي، وعلى باقي الأشقاء السعي إلى حل أي خلاف حتى تتحقق القوة المنشودة، وقد رأينا ذلك، فكل من دول المجلس أبدت الرغبة الصادقة في حل الأزمة، وبدا ذلك في الأجواء الإيجابية التي سادت القمة.

ونتوقع أن تغتنم المملكة العربية السعودية فرصة توليها رئاسة مجموعة قمة العشرين للدورة القادمة الى نوفمبر 2020، وذلك من أجل وضع القضايا العربية والخليجية على أجندة القمة، والدفع بملفات القضايا العربية والإسلامية إلى المقدمة، وعلى دول العالم العربي والإسلامي أيضا اغتنام هذه المناسبة لتوحيد كلمتهم والاصطفاف إلى جانب المملكة العربية السعودية، والاتفاق على استراتيجية عربية واحدة تجاه ما سيعرض في هذه القمة وأهمها الثورة الصناعية الرابعة.

وبالعودة الى قمة الرياض فإن نجاح هذه القمة في إنجاز التقارب الخليجي لم يكن ليتم فجأة بل بُذل في إنجاز ذلك الجهد الكبير والكثير من قبل دولة الكويت ممثلة بصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير البلاد.

فمنذ بدء الأزمة وحدوث المقاطعة مع دولة قطر لم تترك دولة الكويت أي فرصة لجمع الأشقاء على طاولة واحدة وبكل الطرق رغبة في إيجاد الحلول التي من شأنها أن تعيد الوئام بين دول مجلس التعاون الذي يحفظ وحدة الخليج في وجه أي مخاطر ممكنة.

وقد حمل صاحب السمو الأمير همّ الأزمة الخليجية في حله وترحاله، ولم يأل جهدا لإعادة اللحمة بين الأشقاء وتجاوز الخلاف الحاصل بينهم، وكانت كلمة صاحب السمو في هذا الشأن بأن "استمرار الخلافات بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي لم يعد مقبولا، خاصة أن المنطقة تشهد تطورات غير مسبوقة بمثابة الإشارة القوية إلى قرب انتهاء الأزمة".

وفي الحقيقة إن دور صاحب السمو وجهوده الحثيثة في إنهاء الأزمة الخليجية غير جديد ولا مستحدث، فصاحب السمو هو عميد الدبلوماسية العالمية، وحكيم العرب، فكم من أزمات سابقة عصفت بمنطقة الخليج ولولا حكمته وتدخله في الوقت المناسب بحسه القومي والعربي لأخذت تلك الأزمات مناحي خطيرة.

فكل الشكر والتقدير لحكيم العرب، وأدام الله عليه الصحة والعافية، ومتعنا بحكمته وحنكته وجهوده الطيبة خدمة لشعوبنا العربية.

* سفير الجمهورية اليمنية لدى دولة الكويت

back to top