الاقتصادات الناشئة قاطرة النمو العالمي في 2020

نشر في 11-12-2019
آخر تحديث 11-12-2019 | 00:04
No Image Caption
في حين يبدو أن صانعي السياسات في مجلس الاحتياطي الفدرالي والبنك المركزي الأوروبي مستعدون - وربما مضطرون - للإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها، فإن العديد من نظرائهم بالدول النامية لديهم مجال للمزيد من الخفض، وهو ما يجعلهم أكثر تأثيرًا في النمو العالمي المتباطئ.

النمو الاقتصادي العالمي في الوقت الراهن عند أدنى مستوياته في 10 سنوات، لكن السياسة النقدية لبلدان مثل الهند والبرازيل وغيرها، ربما تملك كلمة السر لتعزيز النمو بشكل يتجاوز قدرات البنوك المركزية في الأسواق المتقدمة.

يقول مصرف «كومرتس بنك» في مذكرة حديثة: في معظم الحالات، أصبحت الأسواق الناشئة أكثر قدرة على الحد من الانكماش الاقتصادي عبر التيسير النقدي، ومن المرجح أن يؤدي تخفيف السياسات إلى دعم الاقتصادات النامية، وهو ما سينعكس أيضًا بالإيجاب على نظيرتها المتقدمة.

ملامح تفوّق الأسواق الناشئة على نظيرتها المتقدمة في 2020

مديرو الأصول يعززون رهانهم على الأسواق الناشئة

- قالت «يو بي إس أسيت مانجمنت» لإدارة الأصول إن الأداء الاقتصادي للولايات المتحدة سيهدأ قليلا، ومن المحتمل أن يضعف الدولار الأميركي خلال العام المقبل، في حين ستكون الأسواق الناشئة أوفر حظًا في تحقيق نمو أقوى.

- تعليق «يو بي إس» جاء بعد رفع النظرة المستقبلية للأسواق الناشئة (بما في ذلك الصين ومعظم دول جنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية) من قبل «جيه بي مورغان أسيت مانجمنت» ومصرف «مورغان ستانلي».

- وفقًا لمحللي «يو بي إس»، فإن الائتمان وخاصة السندات الصينية والآسيوية تعد فرصة للمستثمرين بعيدا عن ديون الأسواق المتقدمة باهظة الثمن، خاصة في ظل المبالغة في قيمة الدولار (مرجح هبوطه).

- قال رئيس استراتيجية الأصول لدى «يو بي إس أسيت مانجمنت»، إيفان براون، إن النمو في الولايات المتحدة سيكون على ما يرام، لكنه لن يكون بالقوة التي كان عليها أخيرا.

- لم يفصح براون عن مدى تعرض الوحدة للأصول الناشئة، لكنه قال: سنزيد مخصصات استثمارنا في أسواق الأسهم الناشئة بضع نقاط مئوية أكثر مقارنة بالولايات المتحدة.

تبرير النظرة المتفائلة

- يتوقع اقتصاديو مصرف مورغان ستانلي نمو الاقتصادات الناشئة بنسبة 4.4% خلال العام المقبل، أي أكثر من 3 أضعاف المعدل البالغ 1.3% المتوقع لاقتصادات مجموعة العشرة.

- راقب المصرف 32 بنكا مركزيا خلال 2019، ووجد أن 20 منهم خففوا سياستهم النقدية، ويتوقع المحللون أن يقدم 13 منهم على المزيد من التخفيف في 2020، على أن يكون أغلب هذا التخفيف في الأسواق الناشئة.

- يتوقع المصرف هبوط متوسط معدل الفائدة العالمي إلى أدنى مستوى له في سبع سنوات بحلول مارس المقبل، مضيفا أن الهند والبرازيل وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وتركيا لديها مساحة لفعل ذلك.

- من المرجح أن تدفع الظروف الاقتصادية في الهند صنّاع السياسة إلى استخدام المساحة المتاحة للمزيد من التخفيض في أسعار الفائدة، وفقا لتحليل «بلومبيرغ إيكونوميكس».

- مع وجود إشارات على استقرار النمو، وبالتزامن مع استمرار مفاوضات الولايات المتحدة والصين لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتهدئة حدة الصراع بينهما، يرى مديرو الصناديق أن هناك أسبابا منطقية لضخ أموالهم في الأسواق الناشئة.

هدوء المخاوف المرتبطة بالتضخم

- كانت معدلات التضخم المرتفعة تحد من جاذبية الأسواق الناشئة وقدرتها على التوسع، لكنها أصبحت أكثر استقرارا الآن في عدد من أكبر الاقتصادات، مما يوفر دعمًا إضافيًا لإنفاق المستهلكين.

- في الفلبين على سبيل المثال، تسبب ارتفاع التضخم العام الماضي في حالة من الذعر، إلا أنه تراجع هذا العام، مما شكّل دعمًا للأسر وصناع السياسة النقدية على حد سواء.

- بفضل هذا التراجع، أصبح معدل الفائدة الحقيقي عند 3.2%، مما يمنح البنك المركزي متسعا لخفض إضافي، رغم تصريحات المسؤولين التي قالوا فيها إنهم لن يفعلوا ذلك خلال العام الحالي.

- قال مدير المحافظ لدى «إليانز جلوبال إنفيستورز» كونال غوش: أي تهدئة للتوترات التجارية بين واشنطن وبكين، ستشكل دفعة كبيرة لمعنويات الأسواق الناشئة، وبشكل عام فإن 2020 سيكون عامًا جيدًا لهذه الاقتصادات.

تفوق أسواق الأسهم الناشئة

- قالت كبيرة استراتيجيي الأسواق العالمية لدى «إنفيسكو»، كريستينا هوبر: حتى مع ارتفاع الأسهم الأميركية بأكثر من 20% هذا العام، من المرجح أن تستمر السياسة النقدية الميسرة في دفع الاتجاه الصعودي، ومع ذلك، فإن الدخول إلى الأسواق الناشئة سيكون رهانا أفضل، نظرًا لتضخم التقييمات في السوق الأميركي.

- لا تزال الأسواق الناشئة رخيصة وجذابة، وينبغي أن تستفيد من السياسة النقدية المخففة، وتدفقات رأس المال التي تسبب فيها خفض «الفدرالي» للفائدة هذا العام.

back to top