«هجوم بنساكولا» يثير سجالاً حول «التبادل العسكري» مع الرياض

نشر في 10-12-2019
آخر تحديث 10-12-2019 | 00:00
No Image Caption
بات برنامج تدريب العسكريين السعوديين في الولايات المتحدة على المحك، بعد يومين من إقدام السعودي محمد سعيد الشمراني، الذي يتلقى تدريباً، على قتل ثلاثة أشخاص في قاعدة بنساكولا الجوية التابعة لسلاح البحرية في فلوريدا.

والأمر النادر في هذه المرحلة في الولايات المتحدة المنقسمة سياسيا بشدة هو توافق نواب من الجمهوريين والديمقراطيين على نقطة بعد يومين من إطلاق النار: وجوب التدقيق من كثب في برامج التبادل العسكري بين واشنطن والرياض.

وقال حاكم فلوريدا رون ديسانتس في مؤتمر صحافي، إنه على ثقة أن ما قام به المسلح هو "هجوم إرهابي"، وتساءل إن كان من الممكن منع وقوعه من خلال تدقيق أفضل في خلفيات العسكريين الأجانب الذين يأتون لتلقي تدريب في الولايات المتحدة.

بدوره، أعلن السناتور الجمهوري ليندسي غراهام المقرب من الرئيس دونالد ترامب أن البرنامج "يجب تعليقه حتى يتم بشكل كامل كشف ملابسات ما حدث".

كما دعا النائب الجمهوري عن فلوريدا مات غايتس إلى "وقف البرنامج"، وقال: "ينبغي ألا نرحب بالطلاب الجدد حتى تكون لدينا ثقة تامة بعملية التدقيق لدينا"، مشددا على ضرورة "مراقبة أنشطتهم للتأكد من عدم وجود تطرف".

أما وزير الدفاع مارك إسبر، فطلب "مراجعة إجراءات المراقبة الخاصة بالرعايا الأجانب القادمين لتلقي التدريب في الولايات المتحدة"، الا انه دافع عن جدوى هذا النوع من البرامج. وأضاف: "لدينا شيء لا يملكه أعداؤنا المحتملون مثل روسيا والصين. أي ان هناك نظاماً محدداً للتحالفات والشراكات".

لكن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبراين قال: "يبدو الامر كأنه إرهاب". وأضاف: "سيكون من الضروري أن نرى ما سيظهره تحقيق FBI".

كما وجهت الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطي المحتمل للرئاسة الأميركية جو بايدن انتقادات جديدة لترامب، ودعت إلى إعادة تقييم العلاقات الأميركية السعودية.

وأطلق الشمراني (21 عاما)، وهو ضابط برتبة ملازم أول في سلاح الجو السعودي، النار بواسطة مسدس في إحدى قاعات التدريب في بنساكولا، الجمعة، ما أدى الى سقوط ثلاثة قتلى وثمانية جرحى، قبل ان ترديه الشرطة.

ولا يزال المحققون يحاولون تحديد دوافع المهاجم الذي كان نشر على "تويتر" قبل إطلاقه النار رسائل معادية للولايات المتحدة، كما يبحثون عما إذا كان تصرَّف بمفرده.

وقالت رايتشل روخاس، المشرفة على التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفدرالي FBI، في مؤتمر صحافي أمس الأول، "نعمل كما هي الحال في معظم التحقيقات حول إطلاق النار، مع افتراض أنه قد يكون عملا إرهابيا".

وأضافت روخاس أن زملاءه من السعوديين المشاركين في التدريب يتحدثون مباشرة مع المحققين الأميركيين وأن خروجهم من القاعدة محظور بأمر من الجيش السعودي.

وتابعت: "أشكر المملكة على تعهدها بالتعاون الكامل والتام".

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصل بالرئيس دونالد ترامب وقدّم له التعازي بضحايا الهجوم، وأكد "أن السلطات السعودية لن تألو جهدا في تعاونها المطلق مع الولايات المتحدة وستزودها بكل المعلومات التي تساعد في التحقيقات".

back to top