«عزل ترامب» يدخل أسبوعاً حاسماً وسط انقسام الكونغرس

الديمقراطيون واثقون بإدانته «خلال 3 دقائق» والبيت الأبيض يصف تحقيقهم بـ «وصمة عار»

نشر في 10-12-2019
آخر تحديث 10-12-2019 | 00:04
إخراج متظاهر من جلسة الاستماع العلنية للجنة القضائية في مجلس النواب أمس (إي بي ايه)
إخراج متظاهر من جلسة الاستماع العلنية للجنة القضائية في مجلس النواب أمس (إي بي ايه)
دخلت إجراءات عزل الرئيس دونالد ترامب مرحلة جديدة في الكونغرس الأميركي المنقسم هذا الأسبوع، إذ عقدت اللجنة القضائية بمجلس النواب جلسة من المتوقع أن تخرج باتهامات محددة ضد الرئيس.
بعد نحو شهرين من التحقيق في غرفة الكونغرس الأولى، بدأت، أمس، اللجنة القضائية بمجلس النواب الأميركي، التي تعمل لتوجيه اتهامات إلى الرئيس دونالد ترامب، الاستماع إلى ممثلين عن الكتلتين الديمقراطية والجمهورية، المنقسمتين، لتقدم كل منهما استنتاجاتها عن التحقيق، بينما اعتبر النائب الديمقراطي جيري نادلر، رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب، الذي يقوده الديمقراطيون، أن ترامب سيدان "خلال ثلاث دقائق"، لو كان واقفا أمام محكمة.

وغرد ترامب أمس الأول، قائلا إن هذه الجلسة ستكون "زائفة".

نادلر

وعقد نادلر اجتماعا مع اللجنة، أمس، للاستماع إلى الأدلة من المحامين الديمقراطيين والجمهوريين من اللجنتين الاستخباراتية والقضائية.

وأعلن البيت الأبيض أنه لن يسعى للدفاع عن الرئيس أمام اللجنة.

ولم يكشف نادلر لائحة الاتهامات التي ستوجه إلى ترامب، لكنه من المتوقع أن تشمل إساءة استخدام السلطة والفساد وعرقلة سير أعمال الكونغرس والعدالة.

وقال نادلر، لشبكة CNN، "نملك قضية صلبة، ولو عرض هذا الملف على هيئة تحكيم، فإن حكما بالإدانة سيصدر في غضون 3 دقائق".

ورأى أن "التهمة هي أن الرئيس وضع مصالحه فوق مصالح البلاد في عدد من المناسبات، وطلب تدخل قوة خارجية في انتخاباتنا عدة مرات في 2016 وفي انتخابات 2020، وسعى الى التغطية على ذلك، مما يشكل تهديدا حقيقيا لنزاهة الانتخابات" التي ستجرى في نوفمبر المقبل.

وستراجع اللجنة القضائية بشكل رسمي الأدلة التي أوردها المحققون في جلسة استمرت يوما كاملا، وهي خطوة رئيسية قبل تحديد الاتهامات التي يطلق عليها "بنود المساءلة"، والتي يُرجح أن يصوت عليها المجلس بكل هيئته قبل عيد الميلاد.

وأشار نادلر إلى أن اللجنة قد تصوت على إحالة الأمر إلى المجلس خلال هذا الأسبوع، في حين ينصب تركيز المشرعين على تهم بارتكاب مخالفات تتعلق بتعاملات ترامب مع أوكرانيا.

وصرح آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات، والذي يدير التحقيق بشكل عام، بأن "هناك أدلة دامغة على أن الرئيس سعى إلى إجبار أوكرانيا على التدخل في انتخاباتنا"، والأخطر من ذلك أنه "سعى إلى عرقلة التحقيق في ذلك".

وإذا صوت مجلس النواب لمصلحة المساءلة فسيطلق ذلك محاكمة داخل مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، حيث يتطلب عزل ترامب موافقة ثلثي الأعضاء، وتعتبر الإدانة في هذه الحالة مستبعدة.

وأطلق الديمقراطيون، في نهاية سبتمبر، إجراءات العزل بحق الرئيس الأميركي، مستندين إلى الغالبية التي يحوزونها في مجلس النواب. جاء ذلك على خلفية التقارير بأن ترامب طلب من أوكرانيا التحقيق حول جو بايدن، الذي قد يكون منافسا له في الانتخابات الرئاسية.

وقد تشتمل لوائح الاتهام على إساءة استخدام السلطة، وفساد وعرقلة سير أعمال الكونغرس والعدالة.

وبالنظر إلى الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب، فإن ترامب سيكون ثالث رئيس تصدر بحقه لوائح اتهام عن الكونغرس، بعد أندرو جونسون وبيل كلينتون، لكن يتوقع في المقابل أن تتم تبرئته في مجلس الشيوخ الذي تهيمن عليه غالبية جمهورية مؤيدة له.

ويتهم الجمهوريون الديمقراطيين بأنهم تسرعوا، وبأن هدفهم عزل ترامب خشية أن يعجزوا عن هزمه في الانتخابات الرئاسية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام، في مداخلة عبر قناة "فوكس نيوز" أمس الأول، "إنهم يخافون من الانتخابات المقبلة"، معتبرة أن تحقيق الديمقراطيين "وصمة عار".

وأكدت غريشام أنه في حال توجيه لائحة اتهام بحقه في مجلس النواب فسيكون بمقدوره التمتع بـ"إجراء عادل" في مجلس الشيوخ، مشددة على أنه لم يقم "بشيء خاطئ".

دعم جمهوري

ودعم معظم الجمهوريين ترامب أثناء التحقيق لعزله، وقالوا إنه لا يوجد دليل واضح ومباشر على أنه ضغط على أوكرانيا لتحقيق مكاسب سياسية.

وطالب الجمهوريون بأن يشهد كل من هنتر بايدن، وشيف، والشخص الذي تسبب في إطلاق التحقيق من خلال إبلاغه عن الواقعة، لكن نادلر رفض ذلك، وقال إن الثلاثة "غير مهمين" في هذه المرحلة.

وكتب النائب الجمهوري ستيف سكاليس، على "تويتر"، "لا توجد قضية قوية كافية لعزل" الرئيس "الأمر كله سياسي".

أما السيناتور ليندسي غراهام، وهو رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ وحليف بارز لترامب، قال أمس الأول إنه لا ينصح الرئيس باستدعاء شهوده، بغية أن يتم الانتهاء سريعاً من إجراء "يمزق البلاد". وأضاف غراهام: "فور أن يقول 51 عضوا من بيننا أننا سمعنا ما فيه الكفاية، فإن هذا الإجراء سينتهي. الرئيس سيبرأ".

إلى ذلك، أعلن بايدن (77 عاما) أن أفراد أسرته لن يشاركوا في أي أعمال خارج البلاد في حال فوزه ووصوله الى البيت الابيض، معتبرا أن أنشطة أبناء ترامب في الخارج هي المشكلة.

back to top