العراق: اغتيال ناشط بكربلاء... وصواريخ قُرب مطار بغداد

«الحشد» يتنصل من «عزل الصدريين»... والخزعلي يحذّر من فوضى وقتل في تظاهرات اليوم

نشر في 10-12-2019
آخر تحديث 10-12-2019 | 00:05
مسلحو عشائر كربلاء يطلقون الرصاص خلال مشاركتهم في مسيرة احتجاجية أمس (رويترز)
مسلحو عشائر كربلاء يطلقون الرصاص خلال مشاركتهم في مسيرة احتجاجية أمس (رويترز)
لا يزال التوتر الأمني سيّد الموقف في العراق، وسط مخاوف من تكرار ما حصل في بغداد يوم الجمعة عندما قتل مسلحون مجهولون أكثر من 20 متظاهراً في مجزرة وجهت اتهامات لفصائل مقربة من إيران بالوقوف وراءها.
مع تزايد التوتر في الشارع العراقي، اغتيل ناشط سياسي بارز في كربلاء بينما سقطت صواريخ على قاعدة قرب مطار بغداد، وذلك قبيل تظاهرات مرتقبة دعي اليها اليوم.

واغتيل ناشط عراقي بارز، يدعى فاهم الطائي، 53 عاما، برصاص من مسدس كاتم للصوت في ساعة متأخرة مساء أمس بمدينة كربلاء. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الناشط قتل برصاص مجهولين أمام رفيقين له، أثناء عودته إلى منزله من تظاهرات مناهضة للحكومة.

وروت الوكالة، نقلا عن جار للقتيل، ان الطائي وصل إلى مدخل منزله على دراجة نارية صحبة صديقين، ووصفت المنطقة بأنها "قريبة من المقامات الدينية، ومركز الشرطة، ومجلس المحافظة، وتعتبر آمنة جداً".

وتداول نشطاء على مواقع التواصل تسجيلا مصورا لكاميرا مراقبة، ظهر فيه الطائي وهو يترجل عن الدراجة النارية لتلحق به دراجة نارية أخرى يستقلها شخصان، حيث أطلق راكب فوق هذه الدراجة النار على الطائي مرتين بمسدس كاتم للصوت، ثم أطلق سائق الدراجة هو الآخر النار، وبعد أن سقط الطائي أرضا غادر المهاجمان المكان.

وسجل كذلك تعرض ناشطين في بغداد وأماكن أخرى لتهديدات وعمليات خطف وقتل، وصفت بأنها محاولات لمنعهم من المشاركة في التظاهرات.

في هذه الأثناء، ذكر بيان صادر عن الجيش العراقي أن 4 صواريخ كاتيوشا سقطت على قاعدة عسكرية بالقرب من مطار بغداد الدولي أمس، مما أدى إلى إصابة "6 مقاتلين".

وقال البيان إن قوات الأمن عثرت على راجمة صواريخ وعدة صواريخ خلال تفتيش المنطقة، وأكدت قيادة العمليات المشتركة أن "التنظيمات الإرهابية تقف وراء استهداف المعسكرات".

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي يعد الأحدث في سلسلة هجمات بالصواريخ على منشآت عسكرية تستضيف قوات أميركية بالعاصمة والأنبار خلال الأيام الماضية.

ووسط شواهد تنذر بالمزيد من التعقيدات مع تواصل الاحتجاجات الشعبية الواسعة بموجتها الثانية لليوم الـ46 على التوالي، تنصل "الحشد الشعبي" العراقي، الذي يضم فصائل على صلة وثيقة بإيران، من بيان تضمن إقراره بإطلاق مسلحيه النار ليلة الجمعة في ساحة الخلاني، وسط العاصمة بغداد، ما خلف مجزرة سقط فيها 22 متظاهرا و3 من أفراد الأمن قرب جسر السنك.

وادعى "الحشد" أن موقعه الإلكتروني تعرض للاختراق، ووضع عليه بيان مزيف تضمن إشارات فهم منها التلويح بعزل عناصر "سرايا السلام"، التابعة للتيار الصدري، في حال مشاركتها في التظاهرات، بعد أن نزلت عناصرها، المعروفة بارتداء قبعات زرقاء، إلى ساحات الاحتجاج لحماية المشاركين عقب "مجزرة السنك".

وقال "الحشد"، في بيان أمس، إن "الموقع الرسمي للحشد تعرض للاختراق قبل أن تتم معالجة الأمر من جانب فرق مختصة"، موضحا أن "المخترقين نشروا بيانا حول أحداث ساحة الخلاني المؤسفة، وهو غير صحيح، وتم حذفه".

وأمس الأول، أقر بيان نشر على موقع الحشد الإلكتروني بإطلاق مسلحيه النار ليلة الجمعة في ساحة الخلاني، قرب جسر السنك وسط بغداد، استجابة لاستنجاد متظاهرين تعرضوا للاعتداء من مخربين.

ووقعت "مجزرة السنك" بعد يوم من دخول مسيرة مؤيدة لفصائل "الحشد" إلى ساحة التحرير المركزية للاحتجاجات التي انطلقت مطلع أكتوبر الماضي ضد الطبقة السياسية والفساد، وأسفرت عن سقوط 485 قتيلا وأكثر من 17 ألف جريح.

الخزعلي

وفي تطور لافت، أصدر رئيس حكومة تسيير الأعمال توجيهاً بعدم تدخل "الحشد الشعبي" في قضايا تخص الأمن، في حين حذر زعيم حركة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي من مخطط لفوضى عارمة وسقوط عدد كبير من القتلى في التظاهرات المرتقبة اليوم.

ولاحقاً، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، استدعاء سفراء فرنسا وبريطانيا وكندا والقائم بالأعمال الألماني مجتمعين على خلفية بيان مشترك أصدرته سفارات هذه الدول حول الاحتجاجات، مؤكدة أن "مهمَّة السفراء لدى بغداد هي تعزيز العلاقات، وبناء قاعدة مصالح مُشترَكة من دون التدخُّل في الشؤون الداخليّة".

في غضون ذلك، كشف رئيس كتلة "بيارق الخير" النيابية، النائب محمد الخالدي، أمس، عما شهده اجتماع رئيس الجمهورية برهم صالح مع رؤساء الكتل النيابية، الذي عُقد أمس، بهدف بحث ترشيح خليفة لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي.

وقال الخالدي إن "اجتماع رئيس الجمهورية مع رؤساء الكتل النيابية شهد مناقشة آليات تشكيل الكتلة الأكبر، والمواصفات الواجب توفرها في الشخصية المرشحة لشغل منصب رئيس الوزراء"، مضيفا أنه "سيتم عقد اجتماعات أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة، لفرز الشخصية التي يتم التوافق عليها، وبما يلبي مطالب المتظاهرين".

جاء ذلك في وقت يدور جدل حول أحقية رئيس الجمهورية في تسمية رئيس الحكومة المقبلة، بعد إعلان كتلة "سائرون"، التي يرعاها رجل الدين مقتدى الصدر، تنازلها عن حقها في التكليف بوصفها "الكتلة الأكبر"، وحديث عن مطالبة كتلة "الفتح"، التي ترى أنها الكتلة الأكبر، بحق التكليف.

في موازاة ذلك، رجح النائب عن "الفتح" عباس الزاملي أن يتم تكليف مرشح رئاسة الوزراء نهاية الأسبوع الحالي أو بداية الأسبوع المقبل.

وشدد الزاملي على أن "اختيار المرشح في غاية الصعوبة، نظرا لحساسية حسابات ردود فعل الشارع تجاه المرشح"، لافتا إلى أن القوى السياسية لديها قناعة بعدم ترشيح أي شخصية سياسية سبق لها أن تولت المنصب.

من جهته، تعهد الرئيس العراقي بـ"الالتزام بالتوقيتات الدستورية لاختيار رئيس وزراء لحكومة مؤقتة مرضي عنه من الشعب".

من جانب آخر، أصدرت هيئة المنافذ الحدودية العراقية، أمس، بيانا بشأن تقارير تفيد بوصول 500 آلية عسكرية أميركية إلى قاعدة عين الأسد في الأنبار، قادمة من الأردن.

وقال مدير العلاقات في الهيئة علاء الدين القيسي إن "الأنباء التي أشارت إلى دخول قوات أميركية العراق عبر المنافذ الغربية طريبيل، الوليد، القائم عارية من الصحة".

back to top