العراق: استنفار «صدري» وتحذير من تكرار «حفلات القتل»

هجوم بقنبلة على مقر لـ «حزب الله» في البصرة... والخزعلي يدعو إلى «سحب المسلحين»

نشر في 09-12-2019
آخر تحديث 09-12-2019 | 00:05
محتجون في ساحة التحرير وسط بغداد أمس (أ ف ب)
محتجون في ساحة التحرير وسط بغداد أمس (أ ف ب)
وسط تحذيرات من تكرار «حفلات القتل» في العراق، على شاكلة ما جرى الجمعة وسط العاصمة، من قتل للمتظاهرين على يد مجهولين، تواصلت الاحتجاجات مع استنفار التيار الصدري، غداة قصف استهدف منزل زعيمه، بينما حذرت فصائل محسوبة على طهران من فتنة، مشيرة إلى انتشار مسلحين بين المتظاهرين.
استُنفرت صفوف التيار الصدري بالعراق، بعد الطائرة المسيرة التي استهدفت منزل زعيمه مقتدى الصدر في النجف، في حين تعرض مقر لـ «كتائب حزب الله- العراق»، المحسوبة على إيران لهجوم بقنبلة في البصرة جنوب البلاد.

إلى ذلك، حذر الأمين العام لـحركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، من فتنة داخلية، مؤكدا على «ضرورة طاعة المرجعية الدينية، ورفض الصدام المسلح»، وداعيا إلى «انسحاب كل المسلحين وترك المجال للأجهزة الأمنية بملء المكان وفرض سيطرتها على الأوضاع».

ساحات التظاهر

وسادت أجواء حزن وهدوء حذر بأغلب ساحات التظاهر العراقية، أمس، في حين أغلقت مدارس وجامعات ومصالح حكومية بالعاصمة وعدة محافظات وسط وجنوب البلاد، حداداً على أرواح ضحايا «مجزرة السنك» التي قام بها مسلحون مجهولون الجمعة الماضية، وأسفرت عن مقتل 22 متظاهرا و3 من أفراد الأمن وسط بغداد.

وأقام المتظاهرون نقاط تفتيش عدة عند ساحة التحرير وساحة الخلاني وقرب مبنى كراج السنك والمنطقة المحيطة به، التي شهدت المجزرة، لحفظ الأمن، مع توافد طلاب المدارس والجامعات للتضامن مع المحتجين ضد الطبقة السياسية.

إغلاق طرق

وفي كربلاء جنوبي البلاد، أقدمت مجموعة من المحتجين على إغلاق عدد من الطرق الرئيسية بالمحافظة. وأفاد مصدر أمني بإصابة أستاذ في جامعة كربلاء بجروح إثر انفجار عبوة ناسفة زرعت قرب سيارته.

وفي المحافظات الأخرى، ذكر ناشطون أن فاعليات مدنية رافقت الاحتجاجات في واسط والبصرة والمثنى والديوانية وبابل، وأبرزها إقامة أسواق خيرية داخل ساحات الاعتصام لدعم المنتج الوطني العراقي، وتنظيم مسيرات منددة بالعنف وقتل المحتجين.

وفي الناصرية، نظم العشرات من المحتجين عملية تشييع رمزي بتوابيت فارغة وموشحة بالأعلام العراقية، استذكارا لأرواح الضحايا الذين سقطوا في المدينة برصاص القوات الأمنية قبل أكثر من اسبوع، فيما قطع آخرون جسري «الزيتون» و»الحضارات» وسط المدينة الواقعة بمحافظة ذي قار.

في غضون ذلك، أكد رئيس الجمهورية برهم صالح والممثلة الأممية في العراق جينين بلاسخارات، على حق التظاهر السلمي وعدم السماح بالفوضى، وطالبا بتعزيز الإجراءات الأمنية والقبض على منفذي «جريمة السنك».

وقالت رئاسة الجمهورية، في بيان، إن «صالح بحث مع بلاسخارت الحلول الممكنة التي تساعد في حماية أمن واستقرار العراق وتطلعات الشعب إلى الإصلاح».

وأضاف البيان أنه «جرى التأكيد على حق المواطنين بالتظاهر السلمي الحر ومسؤولية أجهزة الدولة المختصة بالعمل على حماية المتظاهرين السلميين وحفظ الأمن العام للدولة وحقوق وأملاك المواطنين، وعدم السماح بالفوضى وبكل ما يمكن أن يشوه الطابع السلمي للتظاهرات».

وتم التأكيد خلال اللقاء على ضرورة تشديد الإجراءات الأمنية لمنع تكرار «الفعل الإجرامي البشع».

وفي الشأن السياسي، أوضح البيان أن «اللقاء تناول الآليات الدستورية والعمل السياسي المطلوب من أجل سرعة إنجاز التشريعات القانونية اللازمة للإصلاح ولإجراء انتخابات نزيهة، وكذلك إجراءات اختيار مرشح مناسب لرئاسة مجلس الوزراء للمرحلة المقبلة»، بعد استقالة عادل عبدالمهدي.

تحقيق واستضافة

وفي حين واصلت وزارة الداخلية التحقيق في ملابسات «مجزرة السنك»، وسط اتهمت من جانب المتظاهرين للسلطات الأمنية بالتواطؤ في الجريمة عبر إفساح المجال للمسلحين بالدخول والهروب، استضاف مجلس النواب عدداً من القادة الأمنيين للاطلاع على تفاصيل الاعتداء الذي استهدف المحتجين في الناصرية.

وأفاد مصدر مطلع بأن لجنة الأمن كان يفترض أن تستضيف قائد عمليات بغداد وقائد شرطتها وغيرهما من قادة الأمن في العاصمة لبحث ملف اقتحام ساحة «الخلاني»، إلا أن الاستضافة أرجئت إلى اليوم.

ولاحقاً، أعلنت السلطات العراقية إعفاء قائد عمليات بغداد الفريق الركن قيس المحمدي وتكليف اللواء عبدالحسين التميمي للقيام بمهامه.

وفي وقت سابق، وصف رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الأطراف التي أطلقت النار على المتظاهرين بالعصابات المجرمة الخارجة عن القانون.

من جهتها، قالت «منظمة العفو الدولية» إن هجوم الخلاني كان منسقاً بشكل واضح، وطالبت السلطات العراقية بإجراء تحقيق عاجل وتقديم الجناة إلى المحاكمة.

إطلاق سراح

في السياق، أعلن مجلس القضاء الأعلى الإفراج عن 2626 موقوفا من المتظاهرين السلميين في عدد من محافظات البلاد.

وأشار إلى أنه لا يزال هناك 181 موقوفاً يجري التحقيق معهم عن التهم المنسوبة لهم.

حفلات القتل

من جهته، حذر رئيس «ائتلاف الوطنية» أياد علاوي، أمس، مما أسماه «حفلات القتل الحرام التي تُقيمها العصابات الإجرامية على حساب أرواح الشباب العراقي الثائر»، مؤكدا أنها «لن تؤدي إلى استقرار البلاد وتحقيق روح الأخوة والتسامح».

وقال علاوي، في بيان، إنه «في ظل المنعطف الحرج والأوضاع الخطيرة التي تمر فيها بلادنا العزيزة، وضرورة الاسراع بترشيح اسمٍ أو اكثر ليكلف برئاسة الحكومة المقبلة، ندعو الأخ برهم صالح رئيس الجمهورية لبدء حوار شاملٍ يضم ممثلين عن بعض القوى السياسية التي لم تشارك بالقمع، والتي ناهضت الدكتاتورية السابقة، ومن المتظاهرين السلميين ومن الاتحادات والنقابات المهنية، وذلك للحوار حول مفوضية وقانون الانتخابات ورئاسة الوزراء ودور ومهام الحكومة المؤقتة ومحاسبة من تسبب بعمليات القتل الجماعي للمتظاهرين، ليكون الحوار خطوةً في طريق إنقاذ البلاد مما هي فيه».

وأكد أن «الاوضاع الحالية تتطلب من رئيس الجمهورية بوصفه يمثل سيادة البلد وراعياً للدستور، إجراءات سريعة للمساهمة بالخروج من المأزق الحالي، الذي تمر فيه البلاد والحفاظ على قراره السيادي ووحدته الوطنية، بتصحيح مسار العملية السياسية ومعالجة الانحرافات التي شهدتها طيلة السنوات الماضية».

نفي كردي

في سياق منفصل، نفى إقليم كردستان، الاتفاق مع رئيس الوزراء المستقيل على تسليم الإقليم 22% من الموازنة العامة للبلاد قبل تقديم استقالته، موضحاً أن ما تم الاتفاق عليه يقضي بتسليم 250 ألف برميل يومياً.

فيديو يتهم «الكتائب» بخطف العشرات

أظهر مقطع فيديو صادم عشرات الشبان العراقيين مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، بعد «مجزرة السنك» التي شهدتها العاصمة بغداد مساء الجمعة الماضي، وسقط فيها 22 متظاهراً، و3 من أفراد الأمن. وتداول ناشطون عراقيون ومواقع إخبارية، الفيديو بشكل واسع، أمس، على مواقع التواصل. وفي تعليق على ما جرى معهم، قال أحد الشبان المكبلين في المقطع: «إن أحد المسلحين ناداه، في إشارة إلى مهاجمة عدد من المسلحين مساء الجمعة المحتجين في ساحة الخلاني والسنك، مهدداً بقتله إن لم يأت، وحين اقترب منه انهمر عليه ضرباً بالبندقية».

وسمع في الفيديو، الذي لا يمكن التأكد من صحته، شخص يطمئن المعتقلين قائلاً: «نحن من قيادة عمليات بغداد، لا تقلقوا سيطلق سراحكم، هؤلاء (الخاطفون) من كتائب حزب الله».

back to top