3 خبراء دستوريين: مخالفات ترامب تستدعي عزله

الرئيس الأميركي: ضغطت بنجاح على قادة «الناتو» وجعلتهم يدفعون 130 مليار دولار

نشر في 06-12-2019
آخر تحديث 06-12-2019 | 00:04
أميركيان يستخدمان منظارين لمتابعة جلسة الاستماع في الكابيتول هيل مقر الكونغرس بواشنطن أمس الأول      (أ ف ب)
أميركيان يستخدمان منظارين لمتابعة جلسة الاستماع في الكابيتول هيل مقر الكونغرس بواشنطن أمس الأول (أ ف ب)
قال 3 خبراء دستوريين إن الرئيس دونالد ترامب ارتكب مخالفات تستدعي عزله من أصل 4 استمعت إليهم لجنة الشؤون القانونية في مجلس النواب الأميركي في أولى جلسات الاستماع العلنية، في إطار التحقيق في الاتهامات الموجهة إلى ترامب بالضغط على أوكرانيا، لفتح تحقيق يضرّ بنائب الرئيس السابق جو بايدن أحد منافسيه السياسيين.
في جلسة استماع علنية وصاخبة للجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي، المكلّفة إعداد القرار الاتّهامي بحق الرئيس دونالد ترامب، استمع النواب إلى إفادات أربعة خبراء دستوريين، اعتبر 3 منهم أن ترامب ارتكب مخالفات تستدعي العزل، بينما عارض الرابع بشدة هذا الموقف، قائلاً إن "الأدلة غير كافية على الإطلاق" لاتهام الرئيس بارتكاب جرائم كبرى أو جنح تستدعي العزل.

وتأتي المرحلة الثانية والجديدة من التحقيق غداة صدور التقرير النهائي للجنة الاستخبارات الذي يتألف من 300 صفحة، والذي خلص إلى أن ترامب "وضع مصلحته الشخصية فوق المصالح القومية للولايات المتحدة، وسعى إلى تقويض نزاهة الانتخابات الرئاسية الأميركية، وعرّض الأمن القومي الأميركي للخطر"، ما يؤكد ضرورة عزله من منصبه لاستغلاله سلطاته من أجل الضغط على أوكرانيا لتشويه سمعة منافسه الديمقراطي.

وأعلن رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب الديمقراطي جيري نادلر، أن ترامب "كان على استعداد لتعريض أمننا ومنصب الرئاسة للخطر من أجل مكاسب شخصية وسياسية، بالتماسه الصريح والمباشر تدخلا خارجيا في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وأيضا انتخابات 2020".

من ناحيته، قال بروفيسور الفقه القانوني في "جامعة كارولاينا الشمالية" مايكل غيرهارت: "نحن الثلاثة آراؤنا متطابقة"، في إشارة إلى باميلا كارلان، بروفيسورة كلية الحقوق في "جامعة ستانفورد"، ونوا فيلدمان بروفيسور كلية الحقوق في "جامعة هارفرد".

وأضاف أن ترامب ارتكب واحدة من أخطر التجاوزات السياسية في تاريخ الولايات المتحدة. وتابع أن "سوء السلوك الخطير للرئيس والذي يتضمن الرشوة، وطلب خدمة شخصية من رئيس أجنبي مقابل استخدامه نفوذه، وإعاقته سير العدالة وعرقلة عمل الكونغرس يتخطى سوء سلوك أي رئيس سابق".

بدوره، قال فيلدمان: "بناء على الإفادات والأدلة التي تجمّعت لدى المجلس، لقد ارتكب الرئيس ترامب جرائم كبرى ومخالفات تستدعي العزل بسبب استغلاله منصب الرئاسة".

أما الخبير الرابع جوناثان تارلي، وهو بروفيسور في كلية الحقوق في جامعة جورج واشنطن، وهو الوحيد الذي اختاره الجمهوريون، فقد كان موقفه مخالفاً تماماً.

وقال تارلي الذي أدلى بإفادته في عملية إطلاق إجراءات العزل بحق الرئيس السابق بيل كلينتون عام 1998، إنه "لا يوجد أي دليل على أن الرئيس تصرّف بنيّة فاسدة".

وكشف تارلي أنه لم ينتخب ترامب عام 2016، لكنّه اعتبر أن معارضة الرئيس "لا علاقة لها" بالمسائل الدستورية المطروحة أمام الكونغرس.

وتابع: "يمكن لأحدهم أن يعارض سياسات الرئيس ترامب أو أفعاله، ورغم ذلك أن يستخلص أن قضية العزل الحالية ليست فقط ذات أدلة غير كافية لا بل من بعض النواحي خطيرة". وأضاف أن "عمليات العزل يجب ان تُبنى على الأدلة لا الفرضيات"، مشيرا إلى أن الديمقراطيين يدفعون باتّجاه تسريع عملية العزل ولا يستمعون للمعنيين الأساسيين بالقضية في أوكرانيا.

وردّاً على تلميح داغ كولينز، كبير الجمهوريين في اللجنة، إلى أن الخبراء لم يطّلعوا على كل تفاصيل عملية العزل، أجابت كارلان بعنف "شعرت بالإهانة من جراء التلميح إلى أن بروفيسورا في القانون لا يهتم بتلك الوقائع". وأكدت أن سعي ترامب لحجب مساعدة عسكرية لأوكرانيا واشتراطه فتح كييف تحقيقا بحق بايدن يشكلان أساسا صالحا للعزل، رغم أن المساعدة سلّمت لاحقا. وقالت إن "الالتماس بحد ذاته يشكل مخالفة تستدعي العزل".

البيت الأبيض

في المقابل، أعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام، ان أولى جلسات الاستماع كانت "جيدة" بالنسبة لترامب و"سيئة بالنسبة للديمقراطيين".

وقالت: "الشيء الوحيد الذي أظهره الخبراء الدستوريون الثلاثة، تحيّزهم السياسي ضد الرئيس".

أما زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل، فرأى أنه "لا يمكن لبلدنا أن يتحمل الديمقراطيين وهم مهووسون بشأن المساءلة ويعرقلون كل ما سواها".

ومن لشبونة، رفض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، التقرير واصفاً إياه بأنه "مغلوط تماما".

على صعيد آخر، اعتبر الرئيس الأميركي أنه قام برحلة ناجحة إلى لندن لحضور قمة قادة دول "الناتو"، لكنه اتهم "وسائل الإعلام المزيفة ببذل كل ما بوسعها للتقليل من شأن رحلتي الناجحة". وأشارت وسائل إعلام الى ان ترامب ألغى مؤتمرا صحافيا في ختام القمة بعد تسريب فيديو لزعماء فرنسا وبريطانيا وكندا وهم يسخرون من مؤتمره الصحافي الذي استمر أكثر من 50 دقيقة. وأضاف ترامب في تغريدة امس: "لقد ضغطت بنجاح فائق على قادة دول الناتو، حتى جعلتهم يدفعون 130 مليار دولار سنويا و400 مليار دولار إضافية مدة 3 سنوات. لا توجد زيادة بالنسبة للولايات المتحدة، فقط الاحترام العميق".

back to top