«خوف»... ترامب في البيت الأبيض (الحلقة 5)

الرئيس المنتخب يواجه ملفات اليمن و«داعش» و«الناتو» وعلاقة الروس بانتخابه

نشر في 05-12-2019
آخر تحديث 05-12-2019 | 00:05
يتحدث كتاب «خوف»... ترامب في البيت الأبيض عن تاريخ ترامب منذ 2010 حتى تاريخ صدور الكتاب 2018، وعن تجاهل مساعدي الرئيس لأوامره في أحيان كثيرة، أو سعيهم لمنع إصدارها، ويوضح أن ترامب كان يمارس ضغوطاً «هستيرية» على موظفيه، لتنفيذ أوامر يمكن أن تؤدي إلى أزمات كبرى، ولا يترك أمامهم خياراً سوى تجاهل أوامره.

ويقدِّم الكاتب بوب وودورد في كتابه، الذي قسَّمه إلى 42 فصلاً، أمثلة عن الفوضى وانعدام الانضباط والنظام داخل البيت الأبيض خلال عهد ترامب، ويذكر وصف عدد كبير من مقربي ومساعدي الرئيس له بالأحمق والكذاب، وأن من هؤلاء المساعدين السابقين والحاليين مَن كان يُخفي وثائق مهمة عنه، لمنعه من التوقيع عليها، أو العمل خلاف أوامره، وكأن الوضع أشبه بانقلاب إداري. والكتاب أُعد استنادا إلى مقابلات مع وزراء ومسؤولين في الإدارة الأميركية، فقدم صورة مروعة لترامب الذي يواصل حربه المفتوحة على المسؤولين، كطلبه من وزير الدفاع ماتيس اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد بعد الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون عام 2017، ورد ماتيس على ترامب بالموافقة على طلبه، لكن بعد انتهاء المقابلة مع ترامب أكد ماتيس لأحد مساعديه أنه لن ينفذ شيئاً مما طلبه ترامب.

وذكر الكاتب عن ماتيس وصفه مدى إلمام ترامب بالقضايا الخارجية، بأنه يعادل معرفة طالب في الصف الخامس أو السادس الابتدائي، وجاء أيضاً فيه أن المستشار الاقتصادي لترامب غاري كوهين، وسكرتير البيت الأبيض روب بورتر، أخفيا بعض الأوراق عن طاولة ترامب، لمنعه من التوقيع عليها، وأنها تتعلق بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية التجارة الحُرة لأميركا الشمالية، المعروفة باسم «نافتا»، والانسحاب من اتفاقية التجارة مع كوريا الجنوبية.

ويذكر الكاتب أن ترامب شبَّه رئيس موظفي البيت الأبيض السابق رينس بريبوس بـ«جرذ لا يتوقف عن الجري»، وقال لوزير التجارة الأميركي ويلبر روس إنه لا يثق فيه، بقوله: «لا أريد منك أن تقود أي مفاوضات بعد الآن، لقد أضعت فرصتك».

ويورد كذلك أن علاقة وزير الخارجية السابق ريكس تليرسون مع الرئيس لم تعد إلى طبيعتها، بعد أن انتشرت تقارير جاء فيها أن تليرسون وصف ترامب بأنه أرعن. وفيما يلي تفاصيل الحلقة الخامسة:

بعد خمسة أيام على أداء القَسم في يناير 2017، دعا الرئيس ترامب كبار مستشاريه وفرق الأمن القومي إلى البيت الأبيض لتناول العشاء. تقدَّم ماتيس، وزير الدفاع الجديد، من ترامب بخطط عن عملية وضعتها «مجموعة القوات الخاصة في البحرية الأميركية» ضد أحد كبار معاوني تنظيم القاعدة في اليمن.

وصف كيف سيشن عشرات رجال الكومندوس هجوما، آملين الاستيلاء على المعلومات الاستخبارية والهواتف والحواسيب المحمولة، وقتل المتعاون، وهو أحد قادة تنظيم القاعدة القلائل الذين لا يزالون على قيد الحياة.

ستكون العملية الأولى في اليمن بعد مرور عامين، وقد نظر فيها سابقا، لكن الرئيس أوباما أجَّلها، فالعسكريون يريدون ليلة غير مقمرة لشن الهجمات، وإحداها قريبة.

وقع ترامب الأمر، وشنت الغارة قبل فجر الأحد 29 يناير. وقعت أخطاء كثيرة خلال قتال استمر 50 دقيقة. قتل أحد أفراد القوات الخاصة، وأُصيب ثلاثة، وقُتل مدنيون، بمن فيهم أطفال. لم تتمكن مروحية تابعة لسلاح البحرية من طراز أوسبري، تكلفتها 75 مليون دولار، من الإقلاع مجددا بعد هبوطها. كان يجب تدميرها عمدا، لئلا تقع في يد العدو.

كان الجندي في القوات الخاصة وليام راين أوينز (36 عاما)، من بيوريا الينوي، الضحية الأميركية الأولى التي تسقط في قتال بعد تولي الرئيس ترامب الحُكم. قرر ترامب الذهاب إلى دوفر في ولاية ديلاوير، للإشراف على مراسيم وصول جثته، وقد رافقته إيفانكا.

دعا ترامب كارين أوينز، أرملة راين، والأم لثلاثة أطفال، إلى الجلوس في الشرفة يوم الخطاب بالجلسة المشتركة للكونغرس في 28 فبراير، حيث جلست قرب إيفانكا، وقال ترامب أمام مجلسي الشيوخ والنواب و47 مليون مشاهد على شاشات التلفزة: «إننا محظوظون بانضمام كارين أوينز إلينا. استشهد راين كما عاش محاربا وبطلا يكافح الإرهاب ويحمي أمتنا».

ولأن العملية تعرضت للانتقاد، أضاف ترامب: «لقد تحدثت للتو مع الجنرال ماتيس، الذي أعاد التأكيد أن راين كان جزءاً من غارة ناجحة جدا أثمرت كمية كبيرة من المعلومات الاستخبارية المهمة التي ستؤدي إلى مزيد من الانتصارات في المستقبل على أعدائنا، وإرث راين مخلد إلى الأبد»، والتفت الرئيس إلى أرملة أوينز على الشرفة، قائلا: «شكرا لك».

اختبار دولي

جرى اختبار للنظام الدولي: هل كان له موطئ قدم في إدارة ترامب الجديدة في الشهر الأول؟ خلال الحملة انتقد ترامب منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التحالف الذي يعود إلى 68 عاما مع أوروبا. اعتُبر الناتو غالبا أنجح الجهود لمواجهة الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، وأساسا للوحدة الغربية، وتعهد الأعضاء الدفاع الجماعي، مما يعني أن الهجوم على أحدهم سيعد هجوما على الجميع.

خطاب ماتيس

كان على وزير الدفع ماتيس أن يُلقي خطابا في ميونيخ بألمانيا منتصف فبراير، وكان عليه تسوية سياسة الإدارة إزاء الناتو قبل ذلك الحين، هل كان ترامب مؤيدا أم معارضا؟

رتب بريبوس عشاء مساء الأربعاء 8 فبراير في الغرفة الحمراء بالبيت الأبيض، كي يسمع ترامب حجج ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، ومن كثر آخرين، وحين جلسوا لتناول العشاء أراد ترامب الثرثرة عن أخبار اليوم، فالسيناتور جون ماكين، الذي عرض رأيا مستقلا عن مجموعته، انتقد علنا الغارة العسكرية الأميركية على اليمن.

اندفع ترامب مهاجما، مشيرا إلى أن ماكين سلك طريقا جبانا للخروج من فيتنام كأسير حرب، وقال إن ماكين كطيار في البحرية أثناء حرب فيتنام كان والده الأدميرال جون ماكين قائد منطقة المحيط الهادي تلقى عرضا بالإفراج المبكر عنه، وأُطلق تاركا وراءه أسرى حرب آخرين.

فردَّ ماتيس سريعا: «لا سيدي الرئيس، أعتقد أنك فهمت العكس، لقد رفض ماكين الإفراج المبكر عنه، وتعرض لتعذيب وحشي، واحتجز خمسة أعوام في السجن الرئيس بهانوي المعروف بـهانوي هيلتون»، فقال ترامب: «آه، حسنا».

صُدم غراي، الذي خدم خمسة أعوام في سلاح مشاة البحرية، لأن وزير الدفاع صحح معلومات الرئيس مباشرة، وأن ترامب، المعروف باتخاذ موقف مُعادٍ عند تحديه، قبل الأمر بهذه البساطة.

وتحدث بريبوس أخيرا أثناء تناول الحلوى: «علينا أن نعالج فعلا قضية الناتو»، وقدم دانفورد، وهو أرفع العسكريين رتبة، دفاعا حماسيا، فقال إنه تحالف ينبغي ألا يحل، ومن الصعب إعادة عقده، مع شعور دول شرق أوروبا، مثل بولندا، بالتهديد من غزوات بوتين في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا.

فقال ماتيس: «أعتقد أن الألمان سيفون بالتزامهم، بدفع 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهم الأهم»، فتدخل غاريد كوشنر: «كنسبة مئوية من موازنتنا الدفاعية، فإن العجز قليل جدا بنسات على الدولار»، وحذر بريبوس من أن نسبة 2 في المئة لم تكن فريضة، بل كانت اتفاقا حديثا، بأن تسعى جميع دول الناتو إلى تحقيقها بحلول عام 2024، ولم يكن ذلك بمنزلة دفع لحلف الناتو، بل كان التزاما حيال الإنفاق الدفاعي.

وقال ترامب: «إنها مشكلة سياسية عندما لا يدفع حلفاؤك نصيبهم العادل».

ووجد ماتيس في خطابه بميونيخ في 15 فبراير تسوية للأمر، فقال: ستفي أميركا بمسؤولياتها، لكنها ستعدل التزامها إذا لم تفِ بلدان حلف الناتو الأخرى بواجباتها».

وعندما التقى ترامب القادة الأوروبيين في مايو ببروكسل انتقد دول حلف شمال الأطلسي لـ»سدادها المخفض المزمن»، وقال: «إن 23 دولة من أصل 28 عضوا لا تزال تتقاعس في دفع ما يجب عليها وما يفترض بها أن تدفعه لسياستها الدفاعية».

العقوبات على روسيا

فكَّر بريبوس، وهو يقرأ قصة في صحيفة واشنطن بوست، الصادرة في 9 فبراير، في مناقشة مستشار الأمن القومي مايكل فلين العقوبات المفروضة على روسيا مع السفير الروسي قبل تسلم ترامب منصبه.

ففي أحد إجراءاته الأخيرة كرئيس، فرض أوباما عقوبات على روسيا، ردا على تدخل روسيا في الانتخابات، فطرد 35 جاسوسا روسيا مشتبها فيهم، وأمر بإغلاق مجمعين روسيين في ماريلاند ونيويورك يعتقد أنهما متورطان في التجسس.

وسأل بريبوس فلين عدة مرات عن محادثات تُجرى، ونفى فلين بشدة مناقشة العقوبات مع السفير سيرغي كيسلياك، الرجل المعروف بمرحه وحبه للعلاقات الاجتماعية في المدينة.

وفي 26 يناير حضرت نائبة المدعي العام سالي بيتس إلى البيت الأبيض، وأبلغت المستشار القانوني في البيت الأبيض دونالد مكغان، بأن عمليات اعتراض المعلومات أظهرت أن فلين لم يكن صادقا بشأن الاتصالات مع الروس، معربة عن قلقها من أن يكون فلين هدفا للابتزاز.

وذكرت «واشنطن بوست»، أن تسعة مسؤولين حاليين وسابقين كانوا مصدرا لتأكيدهم القاطع، وأجرى الصحافيون مقابلة مع فلين، فنفى هذه الادعاءات بشكل قاطع مرتين، قبل أن يتراجع برد أكثر غموضا، ونقل عن المتحدث باسم فلين: «لم يكن متأكدا من أن الموضوع لم يُذكر قَط».

سأل بريبوس مكغان: «هل يمكن الحصول على نصوص المحادثات التي أجراها فلين مع السفير الروسي؟»، فقال مكغان: «بالطبع»، وسرعان ما توافرت لديه سجلات سرية جدا من ثلاثة اتصالات بين فلين وكيسلياك، كان مكتب التحقيقات الفدرالي اعترضها خلال المراقبة الروتينية للسفير الروسي.

وانضم إلى مكغان وبريبوس نائب الرئيس بنس في غرفة العمليات، لمراجعة النصوص، ودعم بنس إنكار فلين جهارا، واتفق مكغان وبريبوس على ضرورة إقالة فلين، وأخبر الرئيس بأنه يجب إقالة فلين من مهماته، وقد ترفع عنه الحصانة، وسيكون الإحراج كبيرا.

أُعلنت استقالة فلين في 13 فبراير، كان السبب الرئيس الذي قُدِّم علناً، هو أن فلين كذب على نائب الرئيس بنس، وأخبر ترامب في إدارته بأنه أقال فلين من مهماته، لأنه لم يكن على مستوى مسؤولية منصبه.

كانت الأشهر التسعة التالية صعبة على فلين، واعترف لاحقا بالذنب في أمر واحد، وهو الكذب على مكتب التحقيق الفدرالي.

اتصالات مساعدي ترامب مع الروس

قال نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي أندرو مكابي لبريبوس: «هل قرأت تلك القصة في (نيويورك تايمز) بشأن ما صدر أخيرا في (التايمز) في 14 فبراير، والتي أفادت بأن التسجيلات الهاتفية والمكالمات التي جرى اعتراضها تظهر أن أعضاء في فريق حملة دونالد ترامب الرئاسية وغيرهم من مساعديه، أجروا اتصالات متكررة مع مسؤولين كبار في الاستخبارات الروسية في العام الذي سبق الانتخابات وفق أربعة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين؟».

كانت القصة أولى القنابل التي انفجرت في مسألة العلاقات المزعومة بين ترامب والروس بعد استقالة فلين، ويبدو أن القصة المتعلقة بروسيا والتدخل في الانتخابات يجري تناقلها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع عبر أخبار الكوابل، مثيرة جنون ترامب، وبالتالي جنون بريبوس.

حاول بريبوس أن يشرح لترامب، الذي كان ينتظر إنكارا للقصة، أنه لم يحدث شيء، ولا جاء اتصال من مكتب التحقيقات الفيدرالي، وكان ذلك سببا آخر لترامب لعدم الثقة بمكتب التحقيقات الفيدرالي وكرهه، وهو ما مثل القشة التي قصمت ظهر البعير.

بثت شبكة «سي إن إن» حصريا في 24 فبراير خبر رفض مكتب التحقيقات الفدرالي طلب البيت الأبيض إسقاط قصة ترامب وروسيا الأخيرة، واتُّهِم بريبوس بأنه يحاول التلاعب بمكتب التحقيقات الفدرالي لأغراض سياسية، وحاول البيت الأبيض تصحيح القصة، وإظهار أن مكابي بدأ الأمر فأخفق.

بعد أربعة أشهر، وفي 8 يونيو، أدلى كومي بشهادته تحت القَسم علناً، فقال إن قصة «نيويورك تايمز» الأصلية عن اتصالات مساعدي حملة ترامب مع كبار مسؤولي الاستخبارات الروسية في الأساس لم تكن صحيحة.

مستشار أمن قومي جديد

وذكر أشخاص من الصف الأول في الإدارة الأميركية، أن ترامب احتاج إلى مستشار جديد للأمن القومي، وأراد التصرف سريعا، فقال إنه يتعرض للتصفية في وسائل الإعلام، وكان مقتنعا بأن شخصا جديدا سيمحو كارثة فلين، ورأى بانون أن الإعلام هو المصدر الرئيس لقلق ترامب.

تصدر قائمة المرشحين للمنصب الفريق هـ. ر. ماكماستر، الذي حُدد له موعد لساعتين مع ترامب، فالتقاه بانون في مارلاغو، وقدم نصائحه المعتادة، بألا يحاضر في حضرة ترامب، فهو لا يحب الأساتذة، ولا يحب المثقفين، ولم ينقضِ اللقاء مع ترامب على ما يرام، حيث تحدث ماكماستر كثيرا، وكانت المقابلة قصيرة.

أُجريت المقابلة الثانية مع جون بولتون، وهو سفير سابق للولايات المتحدة من اليمين المتطرف، تخرَّج بامتياز بمرتبة الشرف في جامعة بيل، دعم حرب العراق، وشجع على تغيير النظام الإيراني، كان معلقا منتظما على قناة فوكس نيوز، حصَّل دخلا بلغ 567 ألف دولار من «فوكس» فقط، كانت إجاباته جيدة، لكن ترامب لم يجد فيه الرجل الملائم للمهمة.

كان التالي الفريق روبرت كاسلين، المشرف على ويست بوينت، والذي أعطى إجابات مقتضبة، معظمها: «نعم، سيدي» و»لا، سيدي»، وقال كوشنير تلك الليلة، إن جميع وسائل الإعلام أحبت ماكماستر، فهو محارب قديم مفكر مؤلف، لكن الكيمياء لم تسر بين ترامب والرجل. كان التفاعل أفضل مع كاسلين، لكنه كان جنرالا ليس لديه خبرة في واشنطن، باستثناء دورة قصيرة في هيئة الأركان المشتركة في منصب مبتدئ.

واتفقا على أن ماكماستر وبولتون يجب أن يحظيا بجولة أخرى في اليوم التالي، وأن تتم دعوة كاسلين إلى البيت الأبيض في وقت لاحق لتناول وجبة غداء فردية، وأعلن ترامب أن الجنرال ماكماستر سيصبح مستشار الأمن القومي، وأنه رجل يتمتع بموهبة كبيرة وخبرة هائلة.

ترامب يكلف ماتيس إيجاد استراتيجية ضد «داعش»

في يوم السبت 25 فبراير، أي بعد خمسة أسابيع على تولي ماتيس منصبه، دعا إلى اجتماع ظهراً في مقر إقامة وزير الدفاع، وضم الحضور بعض كبار رجال السياسة الخارجية؛ الجنرال المتقاعد أنتوني زيني، إضافة إلى عدد من السفراء السابقين وبعض الموظفين.

كان موضوع الاجتماع هو الخطة المضادة لتنظيم داعش التي يريدها الرئيس فورا، فقال ماتيس: «إننا في الأساس نقوم بالأمر بشكل عكسي. نحاول استنباط استراتيجية مضادة لـ(داعش) من دون استراتيجية أوسع وأشمل للشرق الأوسط. سيكون لدينا بشكل مثالي استراتيجية للشرق الأوسط والجزء المخصص لـ(داعش) سيكملها ويدعمها، لكن المهمة التي كلفنا بها الرئيس تتطلب استراتيجية ضد (داعش) أولا».

في النهاية كانت استراتيجية محاربة «داعش» استمرارا لاستراتيجية إدارة أوباما، لكن مع منح صلاحية القصف وسواها من الصلاحيات للقادة المحليين.

ماكماستر كان يعلم أن كوريا هي التحدي الأكبر

علم ماكماستر أن أكبر تحدٍ للأمن القومي سيتمثل في كوريا الشمالية، وقد كانت الأصعب في القائمة منذ أعوام، فقبل ستة أشهر، وفي 9 سبتمبر 2016، تلقى الرئيس أوباما أخبارا غير مريحة، وكان قد دخل في الأشهر الأخيرة من حُكمه، فقد أجرت كوريا الشمالية اختبارا لسلاح نووي جديد، وهو الخامس والأكبر خلال عقد من الزمن.

ورغم رغبته الشديدة في تفادي الحرب، قرر أوباما أن الوقت قد حان للنظر في إمكان القضاء على التهديد النووي بضربة عسكرية جراحية، وفيما كان يستعد لتسليم الرئاسة، علم أنه بحاجة إلى معالجة فوضى كوريا الشمالية قبل ذلك التاريخ.

وبعد شهر من الدراسة أبلغت الاستخبارات الأميركية والبنتاغون أوباما رسميا، بأن 85 في المئة من كل الأسلحة والمرافق النووية المعروفة يمكن مهاجمتها وتدميرها، وهذا ما حُدد فقط. وأفاد البنتاغون بأن الطريقة الوحيدة لتحديد جميع مكونات البرنامج النووي لكوريا الشمالية وتدميرها بيقين تام، من خلال غزو بري، إلا أن أي غزو بري قد يثير رد كوريا الشمالية، وقد يكون ذلك باستخدام سلاح نووي، إلا أن ذلك لم يكن واردا لدى أوباما.

وكان لترامب تاريخ حافل من التصريحات العامة عن كوريا الشمالية يعود إلى فترة ظهوره في برنامج لقاء مع الصحافة في أكتوبر 1999: «سأتفاوض بحماسة»، وقال خلال الحملة الرئاسية عام 2016: «الرئيس أوباما يراقب بعجز كوريا الشمالية، وهي تزيد من عدوانها، وتوسع أكثر من انتشارها النووي»، وقال لـ»رويترز» في مايو 2016: «لا مشكلة لدي في التحدث إلى كيم جونغ أون»، وحين أصبح رئيسا في 2017 وصف كيم بأنه «رجل ذكي جداً».

وبعد يومين من الانتخابات التقى أوباما وترامب في البيت الأبيض، وقال أوباما للرئيس المنتخب إن «كوريا ستكون أكبر الأزمات التي تواجهها وأههما. إنها أكبر صداع عانيته»، وقد أخبر ترامب الموظفين بأن أوباما حذره من أن كوريا الشمالية ستكون أكبر كوابيسه.

* المؤلف: بوب وودورد

وليام أوينز هو الضحية الأميركية الأولى التي تسقط في قتال بعد تولي الرئيس ترامب الحكم

في 2016 أبلغت الاستخبارات الأميركية والبنتاغون أوباما رسمياً أن 85% من أسلحة كوريا والمرافق النووية المعروفة يمكن مهاجمتها وتدميرها

ترامب انتقد دول حلف شمال الأطلسي لـ «سدادها المخفض المزمن» عندما التقى قادته الأوروبيين

فلين نفى بشدة مناقشة العقوبات مع السفير سيرغي كيسلياك المعروف بمرحه وحبه للعلاقات الاجتماعية

ترامب أخبر إدارته أنه أقال فلين من مهماته لأنه لم يكن على مستوى مسؤولية منصبه

«التايمز» أفادت بأن التسجيلات الهاتفية والمكالمات تظهر أن أعضاء في فريق حملة ترامب أجروا اتصالات مع مسؤولين كبار بالاستخبارات الروسية
back to top