«قمة خلافات» بلندن اليوم في العيد السبعين لـ «الناتو»

ترامب ينتقد الإنفاق غير العادل ويدعم إردوغان ويصف تصريحات ماكرون عن الحلف بالبغيضة

نشر في 04-12-2019
آخر تحديث 04-12-2019 | 00:04
جندي يمر أمام آلية عسكرية في فندق غروف بواتفور في لندن حيث ستعقد قمة الناتو (رويترز)
جندي يمر أمام آلية عسكرية في فندق غروف بواتفور في لندن حيث ستعقد قمة الناتو (رويترز)
تستضيف لندن اليوم وغداً قمة احتفالية لحلف «الناتو» بمرور 70 عاما على إنشائه، لكن خلافات بين أطراف الحلف طغت على الحدث، وخصوصاً على ضفتي «الأطلسي»، وكذلك بين باريس وبرلين، اللتين تقودان الاتحاد الأوروبي، حول مستقبل التعاون، مع التفات دول أوروبية مثل إيطاليا باتجاه الصين.
سيكون هناك الكثير من التصفيق اليوم وغدا، عندما يجتمع زعماء حلف شمال الأطلسي «الناتو» في لندن، للاحتفال بمرور 7 عقود على إنشاء أنجح حلف عسكري في التاريخ.

لكن نادرا ما بدا المستقبل السياسي لحلف شمال الأطلسي غامضا بهذا الشكل، وربما لم يحدث ذلك من قبل على الإطلاق، مع رئيس فرنسي يصف الحلف بأنه في حالة «موت إكلينيكي»، ورئيس تركي يهاجم حلفاء واشنطن ويشتري أسلحة روسية، ورئيس أميركي يشكك بالكامل في فرضية دفاع بلاده عن الغرب.

و«الناتو» كذلك على مفترق طرق، حيث يعاني الكثير من مشكلات النجاح، فكثير من القرارات التي اتخذت، لاسيما توسعة الحلف ليضم مزيدا من الأعضاء، كان الدافع من ورائها السياسة أكثر من الاستراتيجية.

وقال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى بالحلف: «السؤال، ونحن نحتفل بمرور 70 عاما، هو هل نلوّح احتفالا أم أن الناس يعتقدون أننا نغرق؟».

وستستضيف الملكة إليزابيث الزعماء في قصر بكنغهام، لكن حتى المضيفين البريطانيين، الذين كانوا على مدى أجيال أكثر المؤيدين حماسا للشراكة عبر الأطلسي التي يمثلها الحلف، غير متحدين فيما يتعلق بمشروع الخروج من الاتحاد الأوروبي، ومنشغلون بانتخابات مشحونة مقررة الأسبوع المقبل.

ستولتنبرغ

ويقول الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إنه رغم الخلافات التي تصدرت عناوين الصحف، فإن الحلف بصحة جيدة، وعزز قدرته على القيام بمهمته الأساسية، وهي الدفاع عن أوروبا بعد ضم روسيا للقرم في 2014.

وأعرب عن اعتقاده بأن زعماء الحلف سيتخذون خلال القمة قرارات تتعلق بسبل تعزيز قوة ومكانة الناتو، بما في ذلك رفع قدرات الحلف الدفاعية وتحسين مستوى تأهب قوات الحلفاء، والتعامل مع الفضاء كمجال تشغيلي، إضافة إلى تحديث خطة عمل «الناتو» لمكافحة الإرهاب، وقضية الإنفاق الدفاعي.

وأكد ستولتنبرغ أن المزيد من الحلفاء باتوا ملتزمين بإنفاق 2 في المئة من الناتج المحلي على الجانب الدفاعي للحلف.

وستتعهد أوروبا وتركيا وكندا بإنفاق دفاعي بقيمة 400 مليار دولار بحلول 2024، بهدف استرضاء ترامب الذي يقول منذ وقت طويل إن حلفاء واشنطن بحاجة إلى إنفاق المزيد على الدفاع الجماعي.

وسيتفق الزعماء أيضا على ميزانية جديدة للفترة بين عامي 2021 و2024 تخفض مساهمة الولايات المتحدة لتمويل الحلف نفسه. وسيوافقون على استراتيجية جديدة لمراقبة النشاط العسكري الصيني المتزايد للمرة الأولى، ويضيفون الفضاء كساحة حرب إلى جانب الجو والبر والبحر وشبكات الكمبيوتر.

لكن سيكون على الحلفاء، الذين يحملون ذكريات مؤلمة لمواجهة مع ترامب شهدتها القمة السابقة للحلف في يوليو 2018، أيضا الآن التعامل مع رئيسين من ضمن الحضور وجها انتقادات للحلف، وهما الفرنسي إيمانويل ماكرون والتركي رجب طيب إردوغان.

ترامب

وأمس، جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقاداته المتواصلة للتوزيع «غير العادل» لأعباء الإنفاق الدفاعي داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ووجه انتقادات خاصة مرة أخرى إلى ألمانيا، لإنفاقها نسبة أقل بكثير من اقتصادها على الدفاع مقارنة بالولايات المتحدة.

وقال ترامب، بعد محادثات أجراها مع ستولتنبرغ، «هذا ليس عدلا، ليس من الصواب أن يتم استغلالنا من حلف الناتو، ثم في التجارة. لا يمكننا أن ندع هذا يحدث».

وأشاد بالمجهودات التي يبذلها ستولتنبرغ لجعل الأعضاء الآخرين في الحلف يزيدون استثماراتهم الدفاعية، لكنه اعتبر أنه لا علاقة بين الزيادات المستقبلية وبين النقص في التمويل خلال السنوات السابقة.

وقال ترامب، في مؤتمر صحافي مشترك مع ستولتنبرغ قبل القمة، إن «حلف شمال الأطلسي يقوم بمهمة رائعة، ولا أحد يحتاج إلى الناتو أكثر من فرنسا، ونحن الطرف الأقل استفادة من الحلف».

وعن تصريح نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون للحلف، ووصفه بأنه في حالة «موت دماغي»، ذكر: «ذلك تصريح خطير وغير جدير بالاحترام، وأعتقد أن ذلك مهينا جدا»، واصفا تصريحات ماكرون بأنها «بغيضة بدرجة كبيرة جدا بشكل أساسي بالنسبة للدول الـ28».

من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الأميركي أنه سيسعى للبقاء بعيدا عن حملة الانتخابات البريطانية، لكنه مع ذلك سيلتقي رئيس الحكومة بوريس جونسون.

واستعدت رئاسة الوزراء البريطانية في «داونينغ ستريت» لاستقبال ترامب قبل أيام من الانتخابات المقررة في 12 ديسمبر.

وردا على أسئلة الصحافيين، قال ترامب: «سأبقى خارج الانتخابات»، مضيفا: «لا أريد تعقيدها»، لكنه أكد أنه سيلتقي جونسون خلال زيارته، «أعتقد أن بوريس قادر جدا، وأعتقد أنه سيقوم بعمل جيد».

وأشاد الرئيس الأميركي بعلاقته بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ودافع عن قرار واشنطن الانسحاب من شمال شرقي سورية.

وقال: «أحب تركيا وعلاقتي جيدة جدا مع الرئيس»، كما أشاد بالدعم التركي خلال عملية استهداف وقتل زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي، وسماحها للولايات المتحدة باستخدام مجالها الجوي.

ورأى أن قراره المثير للجدل بسحب القوات الأميركية من سورية ينظر إليه الآن باعتباره «صفقة عظيمة»، مضيفا أن الولايات المتحدة «تسيطر بصورة كاملة على النفط» الذي كان يستخدمه تنظيم داعش كمصدر للتمويل.

كما دافع عن قرار تركيا شراء أنظمة الصواريخ S400 الروسية للدفاع الجوي، وحمّل سلفه الرئيس السابق باراك أوباما المسؤولية عن ذلك، برفضه بيع أنظمة «باتريوت» الأميركية لتركيا، وأعلن ترامب: «قالوا ذلك مرات عدة، ثم ذهبت تركيا واشترت الصواريخ الروسية».

إردوغان

بدوره، هدد الرئيس التركي، أمس، بعرقلة خطة «الأطلسي» للدفاع عن دول البلطيق، إلا إذا صنف التحالف «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية على أنها جماعة إرهابية.

وينظر «الأطلسي» في خطة لتعزيز قدرات بولندا وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا الدفاعية في وجه أي هجوم روسي محتمل، رغم أن التفاصيل لا تزال غير واضحة.

وقال إردوغان إنه تحدث إلى الرئيس البولندي أندريه دودا، وسيناقش مسألة الاكراد مع بولندا ودول البلطيق في لندن.

وأضاف إردوغان، في مؤتمر صحافي بأنقرة قبل صعوده على متن الطائرة متوجها الى لندن، «بسعادة، سنجتمع ونجري محادثات بشأن هذه المسألة، لكن إذا لم يوافق أصدقاؤنا في حلف الأطلسي على اعتبار أن المنظمات الإرهابية، التي نحاربها، مجموعات إرهابية، فنأسف لأننا سنقف ضد جميع الخطوات التي سيتم اتخاذها هناك».

يشار إلى أن أعضاء الحلف يحتاجون إلى موافقة رسمية من جميع الأعضاء، البالغ عددهم 29 دولة، لخطة ترمي إلى تحسين الدفاع في كل من بولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا ضد أي تهديد من روسيا.

ضرائب فرنسا الرقمية تستفز واشنطن وتثير تهديدات متبادلة

تعهد الاتحاد الأوروبي، أمس، بالرد بشكل موحد على تهديدات واشنطن بفرض رسوم جمركية على منتجات فرنسية، لكنه دعا في الوقت نفسه الولايات المتحدة إلى الحوار، بينما أكدت باريس أن الرد سيكون قوياً.

وجاء تهديد واشنطن بفرض رسوم على منتجات فرنسية مهمة، بينها النبيذ والجبنة وحقائب اليد، ردا على تمسك باريس مجدداً بفرض ضريبة رقمية على شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة، وخصوصا «غوغل» و«فيسبوك»، ما يزيد مخاطر اندلاع حرب تجارية جديدة.

إردوغان يهدد بعرقلة خطط «الأطلسي» في البلقان إذا لم يصنف مجموعات كردية سورية إرهابية
back to top