«خوف»... ترامب في البيت الأبيض (الحلقة 4)

تكوين فريق العمل يصطدم بتسريبات الصحافة للتدخل الروسي في الانتخابات

نشر في 04-12-2019
آخر تحديث 04-12-2019 | 00:05
يتحدث كتاب «خوف»... ترامب في البيت الأبيض عن تاريخ ترامب منذ 2010 حتى تاريخ صدور الكتاب 2018، وعن تجاهل مساعدي الرئيس لأوامره في أحيان كثيرة، أو سعيهم لمنع إصدارها، ويوضح أن ترامب كان يمارس ضغوطاً «هستيرية» على موظفيه، لتنفيذ أوامر يمكن أن تؤدي إلى أزمات كبرى، ولا يترك أمامهم خياراً سوى تجاهل أوامره.

ويقدِّم الكاتب بوب وودورد في كتابه، الذي قسَّمه إلى 42 فصلاً، أمثلة عن الفوضى وانعدام الانضباط والنظام داخل البيت الأبيض خلال عهد ترامب، ويذكر وصف عدد كبير من مقربي ومساعدي الرئيس له بالأحمق والكذاب، وأن من هؤلاء المساعدين السابقين والحاليين مَن كان يُخفي وثائق مهمة عنه، لمنعه من التوقيع عليها، أو العمل خلاف أوامره، وكأن الوضع أشبه بانقلاب إداري.

والكتاب أُعد استنادا إلى مقابلات مع وزراء ومسؤولين في الإدارة الأميركية، فقدم صورة مروعة لترامب الذي يواصل حربه المفتوحة على المسؤولين، كطلبه من وزير الدفاع ماتيس اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد بعد الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون عام 2017، ورد ماتيس على ترامب بالموافقة على طلبه، لكن بعد انتهاء المقابلة مع ترامب أكد ماتيس لأحد مساعديه أنه لن ينفذ شيئاً مما طلبه ترامب.

وذكر الكاتب عن ماتيس وصفه مدى إلمام ترامب بالقضايا الخارجية، بأنه يعادل معرفة طالب في الصف الخامس أو السادس الابتدائي، وجاء أيضاً فيه أن المستشار الاقتصادي لترامب غاري كوهين، وسكرتير البيت الأبيض روب بورتر، أخفيا بعض الأوراق عن طاولة ترامب، لمنعه من التوقيع عليها، وأنها تتعلق بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية التجارة الحُرة لأميركا الشمالية، المعروفة باسم «نافتا»، والانسحاب من اتفاقية التجارة مع كوريا الجنوبية.

ويذكر الكاتب أن ترامب شبَّه رئيس موظفي البيت الأبيض السابق رينس بريبوس بـ«جرذ لا يتوقف عن الجري»، وقال لوزير التجارة الأميركي ويلبر روس إنه لا يثق فيه، بقوله: «لا أريد منك أن تقود أي مفاوضات بعد الآن، لقد أضعت فرصتك».

ويورد كذلك أن علاقة وزير الخارجية السابق ريكس تليرسون مع الرئيس لم تعد إلى طبيعتها، بعد أن انتشرت تقارير جاء فيها أن تليرسون وصف ترامب بأنه أرعن. وفيما يلي تفاصيل الحلقة الرابعة:

بعد أسبوع من الانتخابات الرئاسية دعا الرئيس المنتخب ترامب، الجنرال المتقاعد جاك كين إلى برجه، حيث أجرى معه مقابلة، لتعيينه وزيراً للدفاع، وحين قال له ترامب: «أنت خياري الأول». رفض كين، البالغ من العمر 73 عاماً، هذا المنصب، فما كابده من ديون مالية جراء الاعتناء بزوجته، التي توفيت أخيرا، جعل قبوله مستحيلا، وفي اجتماع طويل دام ساعة عرض على ترامب جولة عن الأوضاع العالمية، وأسدى بعض المشورة.

ولما سأله ترامب بمن يوصي وزيرا للدفاع، أجابه أنه يختار جيم ماتيس، الجنرال المتقاعد من سلاح البحرية، الذي أقاله أوباما من القيادة المركزية في الشرق الأوسط عام 2013، لأنه كان يراه متشددا جدا، ومتلهفا لمواجهة إيران عسكريا.

وكان ترامب قد سمع عن الجنرال الذي يحمل لقبي «الكلب المسعور» و»الفوضى»، فتابع كين حديثه: «هذا يعني أن أي مشكلة كبيرة تواجهنا سيتصدى لها رجل يشمر عن ساعديه منذ اليوم الأول، كما أنه متمرس جدا، خصوصا في أكثر الأحياء تقلبا بالعالم في الشرق الأوسط، وهو من قدامى المحاربين ذوي الخبرة العالية في كل من أفعانستان والعراق، ويحظى باحترام كبير داخل صفوف الجيش، وما لا يظهر جليا فيه، هو عمق تفكيره، فهو هو موزون ومتأنٍ».

وأضاف: «إنه يدرس الأمور، فيقضي وقتا في التفكير بالمشكلة، كما أنه لم يتزوج، وهو يقرأ الكتب طوال الوقت، لديه 7000 كتاب في مكتبته، وهو يعرف باسم (المحارب الراهب)، فقد كرَّس حياته كلها للجيش، حيث خدم أربعة عقود، ينصب تركيزه على هدف واحد، وهو رجل شجاع ونزيه».

ماتيس وزيراً للدفاع

تواصل ترامب وكين عبر الهاتف، وعرضا عليه منصب وزير الدفاع فوافق، وفي وقت لاحق من نوفمبر دعا ترامب ماتيس، البالغ من العمر 66 عاما، إلى بدمينستر، كان حضوره الهادئ مهيبا، وشدد ترامب على وجوب أن تعالج قضية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فقد نما التنظيم بالعراق، وتوسع توسعا عنيفا في سورية، طامحا إلى إقامة خلافة والحُكم من خلالها.

فنظر ماتيس مباشرة إليه، وقال: «إننا نحتاج إلى تغيير. ما نقوم به لا يمكن لحربنا أن تكون حرب استنزاف. يجب أن تكون حرب إبادة، فوافق ترامب، واتفقا على ألا يعلنا الأمر فورا»، فقد كان لدى ماتيس عند خروجه من حكومة أوباما مسودة لاستراتيجية بشأن التعامل مع إيران، وعندما رشح لوزارة الدفاع مع ترامب حدث تهافت عليها.

اعتبر بانون أن ماتيس أكثر ليبرالية حيال السياسات الاجتماعية، وعولمي في الصميم، لكن العلاقة بين ترامب وماتيس كانت أساسية، كان ماتيس محاربا ومرنا، على حد سواء، وسرعان ما أطلق عليه بانون لقب «وزير الثقة» و»مركز ثقل الإدارة الأخلاقي».

اقتصاد وشؤون مصرفية

في 30 نوفمبر دعا غاريد كوشنر غاري كوهن، رئيس غولدمان ساكس، للتحدث مع ترامب عن الاقتصاد، وقد رتب له اجتماعا في برج ترامب، وكان كوهن من أبرز المخاطرين في المؤسسة المصرفية والاستثمارية المصنفة بالمرتبة الأولى أميركيا وعالميا، وقد بلغت ثقته بنفسه حد الغرور، بما يتطابق وترامب، وقد أُبلغ أن ترامب يعقد اجتماعات روتينية لا تتعدى فترة الاجتماع الواحد عشر دقائق.

حضر إلى مكتب ترامب، بانون وبريبوس وكوشنر وستيف منوشين، وهو أيضا مسؤول مصرفي سابق في «غولدمان»، ومدير صندوق التحوط، وكان رئيسا لحملات جمع الأموال لترامب خلال الأشهر الستة الأخيرة من الحملة، فكوفئ بتعيينه وزيرا للخزانة الأميركية، إلا أن التعيين لم يُعلن.

قال كوهن لترامب إن الاقتصاد الأميركي عموما في وضع جيد، لكنه مهيأ لاختبار نمو كبير إذا اتخذت بعض الإجراءات، ولتحقيق ذلك يحتاج الاقتصاد إلى إصلاح ضريبي، وإزالة قيود التنظيم المفرط، وأضاف إن «الولايات المتحدة هي مركز هجرة للعالم، وعلينا مواصلة فتح الحدود، لذلك يجب أن تستمر الهجرة. لدينا وظائف كثيرة في هذا البلد لن يقوم بها الأميركيون».

بعد ذلك كرر كوهن ما كان يقوله الجميع: «سترتفع نسب الفائدة في المستقبل المنظور»، فقال ترامب: «أوافق. يجب علينا فقط أن نقترض الكثير من المال في الوقت الراهن، نحتفظ به، ثم نبيعه، ونجني المال»، فدهش كوهن من افتقار ترامب إلى المفاهيم الأساسية، وشرح له الأمر، بأن لجوء الحكومة الفدرالية إلى الاقتراض، من خلال إصدار السندات، يؤدي إلى زيادة في عجز الولايات المتحدة.

وبعد حوار طويل، قال ترامب: «أريدك أن تأتي للعمل معي»، فعرض عليه مناصب كثيرة، منها منصب نائب وزير الدفاع، ومنصب مدير الاستخبارات الوطنية، ومنصب وزير الطاقة، ومدير مكتب الإدارة والموازنة، وأخيرا أعرب كوهن عن رغبته في تولي منصب مدير المجلس الاقتصادي الوطني، لاسيما أن أي عمل اقتصادي سيمر عبره، وكان المحفظة التي تعادل في المسائل الاقتصادية منصب مستشار الأمن القومي في السياسة الخارجية.

تحركات روسية

ويقول بريبوس بعد يوم واحد من عيد الميلاد عام 2016: «اتصلت بمايكل فلين، مستشار الأمن القومي الذي عينه ترامب حديثا، للوقوف على رأيه في مسألة روسيا، فقد كان كثيرون من مسؤولي الاستخبارات والبنتاغون أخبروني أن روسيا تحركت في السنوات الأخيرة لتحديث قدراتها النووية وتحسينها، بامتلاك غواصة تطلق الصواريخ الباليستية وصاروخين باليستيين عابرين للقارات»، فأجاب فلين إن «روسيا وهي تحت إدارة بوتين في الأعوام السبعة أو الثمانية الأخيرة لم تتفوق على الولايات المتحدة فحسب، بل فاقتنا أيضا دهاء وحيلة».

وتحدث فلين صراحة عن قدرة الولايات المتحدة على اختبار الأسلحة النووية، وكان آخر اختبار للولايات المتحدة يعود إلى عام 1992، وأضاف: «علينا أن نقرر ما إذا كنا نريد اختبار الأسلحة من جديد. ربما كانت اختبارات الكمبيوتر غير كافية، لكن المهم أن نعرف أن هذه الأسلحة لا تزال تعمل، وفي نصيحتي للرئيس قلت إن علينا أن نكرِّس الوقت والطاقة والموارد لذلك».

وكان فلين تعرَّض لحملة انتقادات واسعة، بسبب توجهه إلى روسيا للظهور في مقابلة على شبكة التلفزيون المملوكة للدولة عام 2015 مقابل 33.750 دولارا، وقد برر زيارته، بأنها كانت فرصة لا ينبغي تفويتها، وعليه أن يلتقي بوتين.

ووجَّه فلين في جلسة أسئلة وأجوبة بموسكو نداء قياسيا لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة لقهر «داعش»، وأكد أهمية تحديد العدو وعدم محاولة احتواء «داعش» كما فعل أوباما.

تدخل روسي في الانتخابات

في ديسمبر قبل أن يترك أوباما منصبه بشهر اتصل جون أوين برينان، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، بجيمس كلابر، مدير الوكالة الوطنية للاستخبارات، ليطلعه على نسخة من ملف يضم 35 صفحة، وهو عبارة عن سلسلة تقارير من الضابط البريطاني السابق في جهاز الاستخبارات البريطاني (الاستخبارات العسكرية القسم 6)، تحدثت عن جهود مزعومة من جانب روسيا للتدخل في الانتخابات الرئاسية، والتأثير فيها، لإحداث فوضى، وإلحاق ضرر بهيلاري كلينتون، ومساعدة ترامب، ويحتوي الملف أيضا على ادعاءات قوية عن ترامب والبغايا الروسيات و»الاستحمام الذهبي».

قال برينان لكلابر: «يجب أن تقرأ ذلك»، وكان مكتب التحقيقات الفدرالي أجرى تحقيقا استخباريا مضادا وسريا جدا، ليعرف مدى التواطؤ بين حملة ترامب وروسيا، وأضاف: «سيضيف ذلك دليلا على ما نقوم به». لم يكن دليلا، لكنه بدا على المسار نفسه.

تشاور كلابر مع مكتب التحقيقات الفدرالي: «كيف يجب علينا التعامل مع ترامب؟»، وكان مكتب التحقيقات على علم بالوثيقة، وشارك ستيل في أجزاء من الملف، وفي 9 ديسمبر سلم السيناتور جون ماكين نسخة منه إلى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كومي.

شعر أندرو مكابي، نائب مكتب التحقيقات الفدرالي، بالقلق، فرأى أن الإخفاق في إخبار الرئيس المنتخب ترامب عن الملف عند إطلاعه على تقرير الاستخبارات عن روسيا سيجعل مكتب التحقيقات الفدرالي يبدو وكأنه عاد إلى أيام جاي ادغار هوفر القديمة، ما يعني أن لدينا مأخذا على الناس، لكننا نحتفظ بالمعلومات لأنفسنا، وقد وافق كومي على ذلك، إذ لا يزال إرث هوفر يرخي بظلاله على المكتب.

كان كلابر يعلم أن ذلك الخطأ يحوم حول الكثير مما تقوم به وكالة الاستخبارات المركزية وتحلله، وكان أحد إجراءات الوكالة إخضاع المصادر لكاشف الكذب، كلما كان ذلك ممكنا، ورغم أن اجتياز كشف الكذب لم يعد أبدا إثباتا كاملا، لكنه كان مقياسا جيدا للصدق.

أما المصادر التي استخدمها ستيل في ملفه، فلم تخضع لكشف الكذب، الأمر الذي جعل معلوماتها غير مثبتة، وقد تكون موضع شك، لكن برينان قال إن المعلومات تتماشى مع مصادرهم الخاصة، والتي كانت لديه ثقة كبيرة بها.

عمم الملف على الصحافيين، وأجرى ستيل مقابلات سرية مع المراسلين، لكنها لم تُنشر، بعدها جرى تقليص الصفحات الخمس والثلاثين إلى ملخص من صفحة واحدة وثلاثة أرباع سلطت الضوء على الادعاء المتعلق بالتنسيق بين الروس والحملة.

كان رد ترامب على الكورس المتنامي للتقارير الإخبارية التي تقول إن أجهزة الاستخبارات قد خلصت إلى أن روسيا تدخلت في الانتخابات أن هذا تصرف عدواني.

وفي 9 ديسمبر، قال ترامب إن تلك الإنذارات الرنانة في مجتمع الاستخبارات تعود إلى الأشخاص أنفسهم الذين قالوا إن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل، وقال لاحقا لـ»فوكس نيوز»: «ليس لديهم أدنى فكرة عما إذا كانت روسيا أو الصين أو شخص ما يجلس في السرير بمكان ما».

وفي 5 يناير عقدت لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ جلسة استماع عن القرصنة الروسية، وقد أدلى كلابر، الذي كان سيقدم إحاطة لترامب في اليوم التالي، بشهادته، وكان غاضبا من انتقادات ترامب، التي تقوض مجتمع الاستخبارات.

في اليوم التالي، قالت كيليان كونواي على شبكة الـ»سي بي إس» في برنامج هذا الصباح: «لماذا تريد روسيا أن يفوز دونالد ترامب بالرئاسة هنا؟ لقد وعد دونالد ترامب بتحديث قدراتنا النووية».

الاتصالات الاستراتيجية

سأل ترامب هوب هيكس، المتخصصة في العلاقات العامة، والسكرتيرة الصحافية له، خلال الحملة بقاعة المؤتمرات الصغيرة في برجه خلال المدة الانتقالية، مطلع يناير 2017، والتي تحلت بالولاء والمظهر الجميل، عن الوظيفة التي تريدها في البيت الأبيض، فاختارت منصب مديرة الاتصالات الاستراتيجية، لتتمكن من إدارة فرص ترامب الإعلامية، والتي كانت طبعا بلا نهاية. كانت الحارس الأمامي لمقابلاته.

كانت هيكس تعمل في الرد في التقارير عن التدخل الروسي في الانتخابات، وكانت التقارير الإخبارية المفرطة عما سمته اختراق روسيا المزعوم، جعلت الولايات المتحدة تبدو ضعيفة وروسيا أكثر تأثيرا مما ظنته ممكنا.

ملخص كلابر

في 6 يناير جاء قادة أجهزة الاستخبارات إلى برج ترامب، فالتقى كومي الرئس ترامب للمرة الأولى، ولخص كلابر الأحكام الرئيسة، وهي جوهر أي تقويم استخباري: - كان لروسيا رغبة طويلة الأمد في تقويض النظام الديمقراطي الليبرالي الذي تقوده الولايات المتحدة، لكن الانتخابات الرئاسية عام 2016 شهدت تصعيدا كبيرا في الاتجاه، ومستوى النشاط ونطاق الجهد.

- أمر بوتين بحملة تأثير عام 2016 تستهدف الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، لتقويض الإيمان العام بالعملية الديمقراطية الأميركية، وتشويه سُمعة الوزيرة كلينتون، وإلحاق الضرر بانتخابها ورئاستها المحتملة، نحن نقدر أيضا أن بوتين والحكومة الروسية أظهرا تفضيلا واضحا للرئيس المنتخب ترامب.

- عندما بدا لموسكو أنه من المرجح أن تفوز الوزيرة كلينتون بالانتخابات بدأت حملة التأثير الروسية لتقويض رئاستها المستقبلية.

وقال كلابر إن كل المصادر تتوافق فيما بينها، وروى قصة متسقة من مختلف الآراء في الكرملين، ولم يعطِ أسماء المصادر لترامب، رغم أنه قادر على أن يطلبها، لكنه قال: «أنا لا أؤمن بالمصادر البشرية».

ورغم أن كومي كان يستطيع تأدية دور الرجل القوي، لكنه واهن إلى حد ما من أمر الخلاصة التي كان يملكها، وقد أوضح أن هناك ملفا مع ادعاءات كان يطلع عليها كانت هناك، ولم يكن يريد أن يباغت الرئيس المنتخب، لأن الملف كان منتشرا على نطاق واسع، ومن المؤكد أنه سيظهر أو ستعلن أجزاء منه بوسائل الإعلام، وزعم الملف أن ترامب كان مع عاهرات في فندق بموسكو عام 2013، وكان الروس قد صوروه، وكتب كومي لاحقا: «تصورت أن هذا التفصيل لم يكن ضروريا لوضعه في الإحاطة بالمادة».

لاحقا أخبر ترامب محاميه أنه ارتعد خوفا، بسبب العرض الذي قدمه كومي عن العاهرات المزعومات في موسكو، وقال: «لدي مشكلات كبيرة مع ميلانيا والصديقات وغيرهن، وأنا لا أحتاج إلى المزيد، ولا يمكنني أن أتحمَّل أن تسمع ميلانيا بالأمر».

بعد الإحاطة الإعلامية أصدر ترامب بيانا وصفها فيه بـ»البناءة»، وبدا واضحا أنه لم يتأثر بوقعها، فمحاولات التدخل الروسي والصين وبلدان أخرى ليس لها أي تأثير بنتائج الانتخابات، بما في ذلك حقيقة غياب أي تلاعب مع أي نوع مع ماكينات التصويت.

ترامب يصف تيلرسون برجل رأى العالم من خلال عدسة صنع الصفقات

بناءً على اقتراح من وزير الخارجية السابق جميس بيكر، ووزير الدفاع السابق روبرت غيتس، التقى ترامب ريكس تيلرسون، البالغ من العمر 64 عاما، وهو الرئيس التنفيذي لشركة اكسون خلال العقد الماضي.

أعجب ترامب بثقة التكساسي الأصلي، كان حضوره طاغيا، فقد قضى 40 سنة في شركة اكسون، ولم يكن ملوثا بتجربة الحكومة، إنه رجل رأى العالم من خلال عدسة صنع الصفقات، وجاب الأرض، وهو رجل أعمال تفاوض على عقود نفطية في مختلف أنحاء العالم، بما يشمل المليارات مع روسيا، وكان بوتين قد منح تيلرسون وسام الصداقة الروسي عام 2013. وفي ديسمبر أظهر ترامب عدم احترامه لعالم واشنطن السياسي، لكنه احتضن المؤسسة التجارية، وعيَّن تيلرسون وزيرا للخارجية، أعلى منصب في الحكومة. أخبر ترامب المساعدين أن تيلرسون يجسِّد الدور الذي سيؤديه على المسرح العالمي، وقالت كيليان كونواي على شاشة التلفزيون، إنه اختيار ترامبي ملهم جدا، واعدة بـ«تأثير كبير».

... ويدفع رشا ويدخل في نشاطات جنسية

في 10 يناير نشر موقع «باز فيد» الملف المكوَّن من 35 صفحة على الإنترنت، حيث ذُكر في الصفحة 27 منه ما يأتي: «يدعي مصدران في سانت بطرسبرغ أن المرشح الجمهوري ترامب دفع رشا ودخل في نشاطات جنسية هناك، لكن الشهود الأساسيين صمتوا، والأدلة يصعب الحصول عليها، وجميع الشهود المباشرين لهذه المسألة أُسكتوا، أي تلقوا رشوة أو أُكرهوا على الاختفاء، وأنه لا طريق، على ما يبدو، للوصول إلى الحقيقة».

كان جوهر العرض الذي قُدم لترامب في 6 يناير، هو تقويم مجتمع الاستخبارات للتدخل في الانتخابات الروسية. لقد كان ذلك تقريرا يرون فيه أحد أهم التقويمات المقنعة التي وثقها مجتمع الاستخبارات أخيرا. ووصف كلابر في كتابه «حقائق ومخاوف» التقرير بأنه منتوج بارز من بين أهم المواد التي أنتجتها الاستخبارات الأميركية على الإطلاق، وقد استثمرت وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفدرالي ووكالات الاستخبارات الأخرى بكثافة في جمع المعلومات الاستخبارية، ثم تعرضت لمخاطر، من خلال وضع الكثير من المعلومات الحساسة في أحد التقارير التي يمكن أن تتسرب أو يتم وصفها.

* المؤلف: بوب وودورد

ترامب سمع عن الجنرال الذي يحمل لقبَي «الكلب المسعور» و«الفوضى» فاختاره وزيراً للدفاع

ماتيس كرَّس حياته كلها للجيش ولديه 7000 كتاب في مكتبته ويُعرف باسم «المحارب الراهب»

هيكس ترى أن التقارير الإخبارية المفرطة عن اختراق روسيا المزعوم جعلت الولايات المتحدة تبدو ضعيفة وروسيا أكثر تأثيراً

يانون أطلق على ماتيس لقب «وزير الثقة» و«مركز ثقل الإدارة الأخلاقي»

فلين تعرَّض لحملة انتقادات واسعة بسبب توجهه إلى روسيا للظهور في مقابلة على شبكة التلفزيون المملوكة للدولة عام 2015 مقابل 33750 دولاراً

جون برينان اتصل بجيمس كلابر ليطلعه على ملف من 35 صفحة فيه تقارير تحدثت عن جهود روسيا للتدخل في الانتخابات الرئاسية

هوب هيكس المتخصصة في العلاقات العامة والسكرتيرة الصحافية لترامب كانت الحارس الأمامي لمقابلاته
back to top