«خوف»... ترامب في البيت الأبيض (الحلقة الثانية)

وسائل الإعلام ومؤسسة النخبة تضغط لإقصائه من السباق وهو يرفض الانسحاب

نشر في 02-12-2019
آخر تحديث 02-12-2019 | 00:05
يتحدث كتاب «خوف»... ترامب في البيت الأبيض، عن تاريخ ترامب منذ 2010 حتى تاريخ صدور الكتاب 2018، وعن تجاهل مساعدي الرئيس لأوامره في أحيان كثيرة، أو سعيهم لمنع إصدارها، ويوضح أن ترامب كان يمارس ضغوطاً «هستيرية» على موظفيه، لتنفيذ أوامر يمكن أن تؤدي إلى أزمات كبرى، ولا يترك أمامهم خياراً سوى تجاهل أوامره.

ويقدِّم الكاتب بوب وودورد في كتابه، الذي قسَّمه إلى 42 فصلاً، أمثلة عن الفوضى وانعدام الانضباط والنظام داخل البيت الأبيض خلال عهد ترامب، ويذكر وصف عدد كبير من مقربي ومساعدي الرئيس له بالأحمق والكذاب، وأن من هؤلاء المساعدين السابقين والحاليين مَن كان يُخفي وثائق مهمة عنه، لمنعه من توقيعها، أو العمل خلاف أوامره، وكأن الوضع أشبه بانقلاب إداري.

والكتاب أُعد استنادا لمقابلات مع وزراء ومسؤولين في الإدارة الأميركية، فقدم صورة مروعة لترامب الذي يواصل حربه المفتوحة على المسؤولين، كطلبه من وزير الدفاع ماتيس اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد بعد الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون عام 2017، ورد ماتيس على ترامب بالموافقة على طلبه، لكن بعد انتهاء المقابلة مع ترامب أكد ماتيس لأحد مساعديه أنه لن ينفذ شيئاً مما طلبه ترامب.

وذكر الكاتب عن ماتيس وصفه مدى إلمام ترامب بالقضايا الخارجية، بأنه يعادل معرفة طالب في الصف الخامس أو السادس الابتدائي، وجاء أيضاً فيه أن المستشار الاقتصادي لترامب غاري كوهين، وسكرتير البيت الأبيض روب بورتر، أخفيا بعض الأوراق عن طاولة ترامب، لمنعه من توقيعها، وأنها تتعلق بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية التجارة الحُرة لأميركا الشمالية، المعروفة باسم «نافتا»، والانسحاب من اتفاقية التجارة مع كوريا الجنوبية.

ويذكر الكاتب أن ترامب شبَّه رئيس موظفي البيت الأبيض السابق رينس بريبوس بـ«جرذ لا يتوقف عن الجري»، وقال لوزير التجارة الأميركي ويلبر روس إنه لا يثق به، بقوله: «لا أريد منك أن تقود أي مفاوضات بعد الآن، لقد أضعت فرصتك».

ويورد كذلك أن علاقة وزير الخارجية السابق ريكس تليرسون مع الرئيس لم تعد إلى طبيعتها، بعد أن انتشرت تقارير جاء فيها أن تليرسون وصف ترامب بأنه أرعن. وفيما يلي تفاصيل الحلقة الثانية:

قبل 85 يوماً من موعد الانتخابات الرئاسية، توجه بانون في زيارته الأولى إلى مقر الحملة في برج ترامب بمدينة نيويورك، ولما دخل توقع وجود ألف من الأشخاص المتسائلين: ماذا يفعل بانون هنا؟ ولكن لم يكن فيها غير شخص واحد بدا صبياً بنظر بانون، فسأله: من أنت، وأين الآخرون؟ أنا آندي سورابيان، لست أدري، فهذه هي الحال دائماً هنا، مثل كل يوم أحد.

بانون: هل هذا مقر الحملة، والمكان الذي يدار منه كل شيء؟ وهل تعملون في عطل نهاية الأسبوع؟ سورابيان: نعم، يعمل البعض في العاصمة وقد اتصلوا بنا، فقال بانون: يجب أن أتكلم مع غاريد وإيفانكا لكنهما كانا في رحلة بحرية على شواطئ كرواتيا برفقة وندي دنغ سيدة الأعمال وزوجة روبرت مردوخ، على متن يخت قيمته 300 مليون دولار، أحد أكبر اليخوت في العالم، يملكه إمبراطور قطاع الترفيه والمانح الديمقراطي ديفيد جيفن.

اتصل بول مانافورت ببانون ليلتقيه: لمَ لا تأتي إلى البرج؟ أود أن أشكرك لمحاولتك التدخل، أريدك أن تلقي نظرة على نسخة من مسودة قصة صادرة عن النيويورك تايمز بعنوان «سجل حسابات سري في أوكرانيا يبرز مبالغ نقدية تلقاها رئيس حملة ترامب».

قرأ بانون: «تظهر سجلات الحسابات اليدوية أن مانافورت تلقى دفعات بمبلغ 12.7 مليون دولار من الحزب السياسي الموالي لروسيا»، وصرخ: تباً 12 مليون دولار نقداً من أوكرانيا؟ متى سينشر هذا الشيء؟ وهل يعلم ترامب أي شيء عن هذا؟ ومنذ متى تعلم بهذا؟ فرد مانافورت: قد ينشر هذه الليلة، وترامب لا يعلم عنه، أما أنا فأعلم منذ شهرين عندما بدأت «التايمز» التحقيق في القضية... نصحني محاميّ بعدم التعاون واصفاً القضية بأنها مجرد ذر للرماد في العيون.

لقد ظهر المقال الذي يتحدث عن مانافورت على الشبكة العنكبوتية خلال تلك الليلة وصباح اليوم التالي نشر في الصحيفة الورقية، وكما تنبأ بانون كان ترامب غاضباً جداً ولم يجر أي لقاء وجهاً لوجه.

بانون رئيساً للحملة

اتصل ترامب ببريبوس ليخبره بأنه عيّن ستيف بانون رئيساً تنفيذياً للحملة، فأبدى بريبوس استهجانه لاختيار ترامب للمرة الثانية شخصاً لا يملك خبرة في إدارة أي شيء، لكنه لم يقل شيئاً، كان يأتي إلى مؤسسة بريتبارت الإعلامية التي يديرها بانون، وبعد أن هاجمته لسنتين كأحد أفراد النخبة في الحزب الجمهوري طور استراتيجية جديدة مفادها بأن العمل مع بريتبارت أسهل من الوجود في مرمى نيرانها.

بينت استطلاعات الرأي أن 70 في المئة فقط من الجمهوريين يؤيدون ترامب، كانوا يحتاجون إلى 90 في المئة وذلك يعني استمالة جهاز الحزب لدعم ترامب.

قال بانون الذي كان قد التقى بريبوس قبل عدة سنوات: «أريد أن أراك هنا بعد ظهر اليوم، وهذه الفتاة أيضاً، كاتي والش، التي أعرف فقط أنها نجمة من الصف الأول كان بريبوس ووالش، رئيسة طاقم لجنة الحزب الوطنية، يملكان قاعدة بيانات الجمهورية التي تضم معلومات عن كل ناخب محتمل في البلد.

كان بانون يريد التأكد من عدم تخلي لجنة الحزب الديمقراطية عن ترامب، إذ كانت ثمة شائعات تتحدث عن هروب المانحين، وكيف أن الجميع في الحزب كانوا يبحثون عن مخرج من فوضى ترامب، فطمأنه بريبوس: لا لن نتخلى عنه ولن نذهب إلى أي مكان، فقال بانون: يجب أن نعمل كفريق واحد.

كان بريبوس قد قضى السنوات الأخيرة في الإشراف على الجهود الجبارة التي بُذلت من أجل إعادة بناء اللجنة الجمهورية الوطنية على أساس قاعدة البيانات، فألهمت حملة أوباما التي كللت بالفوز، وبدأت استراتيجية استثمار مبالغ طائلة، أكثر من 175 مليون دولار في التحليلات وقواعد البيانات متتبعة الناخبين التمهيديين الفرديين، ومستخدمة هذه المعلومات في المناطق التي قسمت إلى أحياء وزودت بجيوش من المتطوعين.

كانت التوقعات طوال الوقت تشير إلى أنه مجرد تسمية المرشح الجمهوري ستقوم لجنة الحزب بشبك هذه العربة الجديدة الجبارة مع الآلة القوية للحملة الكبيرة، وكانت الخطوة التي يجب أن يتخذها طاقم العمل الميداني تقضي بالحصول على تصويت غيابي أو مبكر لأولئك الذين يعتقد أنهم من مؤيدي ترامب.

أما الخطوة التالية، فتقضي بأن يعمل الطاقم الميداني على إقناع الذين سجلوا من 60 نقطة إلى 70 بالتصويت لمصلحة ترامب، كان هذا النظام مصمماً ليقلل من عشوائية الاتصال بالناخب، بحيث يركز المتطوعون والطاقم الميداني جهودهم في الناخبين الذين تبين قاعدة البيانات أنهم على الأرجح سيصوتون لمصلحة ترامب.

أعلنت الحملة تغيير قيادتها بتاريخ 17 أغسطس وأفادت النيويورك تايمز أن «قرار ترامب بتعيين ستيفن ك بانون رئيس موقع برايبارت نيوز رئيساً تنفيذياً لحملته كان رفضاً مستفزاً وتحدياً لجهود الجمهوريين المبذولة منذ وقت طويل بهدف إبعادة وفصله عن خطابه الناري المشحون بالعنصرية».

ترامب شخص شرير

حاول بانون الجلوس مع ترامب والسير به في ركب التحسينات الاستراتيجية وكيفية التركيز في ولايات معينة، فقال بانون له: إن لديّ يقيناً ميتافيزيقياً أنك ستفوز إذا تمسكت بهذا البرنامج، واعتمدت طريقة المقارنة والتباين مع هيلاري كلينتون، كل رقم أساسي يصب في مصلحتنا».

وفي شهر يوليو ذهبت كيليان كونواي إلى المؤتمر الديمقراطي في فيلادلفيا الذي يستمر أربعة أيام استمعت إلى الخطابات وتحدثت مع المندوبين، وظهرت على محطات التلفزيون، رسمت ملاحظاتها شكل استراتيجيتها الراهنة، «كانت فحوى رسالتهم أن ترامب شخص شرير ونحن لسنا ترامب، وتمحور باقي الرسالة حول العرق والجنس والمثليين».

صاغت كونواي عبارة «ناخب ترامب المتخفي» وتعني أولئك الذين وجدوا أنفسهم حائرين بالتصويت الماثل أمامهم والقائلين «يا إلهي أنا ووالدي وجدي كلنا في الاتحاد وسأصوت لدونالد ترامب؟ أنا أصوت لمليادير جمهوري؟»

وقالت: «لديك أيضاً أولئك النساء اللواتي يقلن... أتعلم أنا من أنصار الخيار الحر لكنني لا أعتقد أن قضية (رو ضد ويد) التي تمنح المرأة حق الإجهاض، ستتغير، لا أفهم لماذا لم يعد بإمكاننا تحمل نفقات الحياة اليومية، لذا سأصوت بناء على ذلك».

لم تقتنع وسائل الإعلام بمقولة «ناخب ترامب المتخفي» لكن قاعدة بيانات بريبوس ووالش أعطت لجنة الحزب الجمهوري الوطنية لمحة شاملة ومفصلة عن كل ناخب محتمل، وكما قالت كونواي لا وجود لناخب واحد متخفٍ لدى هيلاري في البلد كله جميعهم في الخارج وفي كل مكان.

ناخبو ترامب المتخفون

لم تتمكن كلينتون من خرق أية ولاية من الولايات الثماني الرئيسة التي فاز فيها أوباما مرتين محرزاً نسبة أعلى من 50 في المئة وقد توافق كونواي وبانون على الاستراتيجية الآتية: «إذا استطاعت حملة ترامب التركيز في الهجوم على هيلاري وليس في الدفاع عن ترامب فستفوز بفضل ناخبي ترامب المتخفين، وإذا ظلت الحملة تتمحور حول ترامب فمن المحتمل أن نُهزم».

وقد اقترح بانون على غاريد كوشنر خطة جديدة، كانت الاستطلاعات تضع ترامب خاسراً برقمين في كل الولايات المحسومة والخطة تنقسم إلى ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: من منتصف أغسطس حتى 26 سبتمبر، حيث تكون المناظرة الأولى بين ترامب وهيلاري مبرمجة، «فإذا استطعنا كسب خمس نقاط أو سبع نقاط فقد يشكل ذلك جسراً يؤدي الى الفوز».

المرحلة الثانية: تمثل الأسابيع الثلاثة المخصصة للمناظرات، «فهو غير مهيأ للمناظرات»، قال بانون «ستقتله لأنها الأفضل»، في المناظرة وفي السياسة، وأضاف قائلاً: «إن أفضل وسيلة لإدارة المناظرات هي العفوية، لم يكن ترامب يرى في تقلبه أية مشكلة، لن نطرح أمراً أو نثير شيئاً غير الذي نسمعه في هذه المناظرات».

المرحلة الثالثة، وتمثلها الأسابيع الثلاثة التي تسبق موعد الانتخابات، والتي تفصل بين آخر مناظرة والثامن من نوفمبر،

وفيها بانون قال: «إنه رأى بيانات تشير إلى إمكانية الفوز في ولايتي أوهايو وآيوا كان عليهم أن يفوزوا في فلوريدا وفي نورث كارولاينا، بعد ذلك يمكن لبنسلفانيا وميشيغان وويسكونسين ومينسوتا العودة إلى الجمهوريين، بدا ذلك كله أشبه بتخيلات عملاقة».

بعدها أُعلن عن رحيل مانافورت في التاسع عشر من أغسطس، وفي الثاني والعشرين من أغسطس احتل رسمٌ لوجه ترامب الذائب غلاف التايم ماغازين بعنوان «الانهيار».

كما أن «الواشطن بوست» نشرت تسجيلاً صوتياً محذوفاً من النسخة النهائية لبرنامج محطة «إن بي سي» التلفزيونية أكسس هوليوود، تفاخر فيه ترامب بفظاظة بمآثره الجنسية، ثم أدلى إلى لها بتصريح مقتضب قال فيه: «كان ذلك مجرد مزاح على انفراد، محادثة شخصية خاصة تعود إلى سنوات، لقد قال لي بيل كلينتون ما هو أسوأ بكثير على ملاعب الغولف ولا مجال للمقارنة وأنا أقدم اعتذاري إلى أي شخص شعر بالإهانة».

وبعد أقل من نصف ساعة وفي الرابعة والنصف مساء تصدر موقع «ويكيليكس» أخبار اليوم عبر إغراق الشبكة العنكبوتية بآلاف الرسائل الإلكترونية التي أخذت من الحساب الشخصي على الإنترنت لرئيس حملة كلينتون جون بودستا والذي جرى اختراقه، وقد كشف عن مقاطع من خطابات هيلاري كلينتون المدفوعة الأجر من رجال المال في «وول ستريت» والتي رفضت التصريح عنها بالإضافة إلى رسائل موجهة إلى طاقم الحملة ومراسلات بين حملة كلينتون ورئيسة لجنة الحزب الديمقراطي الوطنية دونا برازيل، تتعلق بالقضايا والموضوعات التي ستطرح في المناظرات والأحداث القادمة.

هروب المانحين

اجتمعت قيادة ترامب في الثامن من أغسطس 2017 في شقة الدور الأخير من برج ترامب، حيث قال بريبوس لبانون: لقد ولى كل المانحين، فروا جميعاً وبول رايان سيلحق بهم بعد ظهر اليوم، كانت خسارة الممولين والمتحدث باسم الكتلة البرلمانية الجمهورية قد أعلنت النهاية.

جرى حوار بين الفريق طرح بريبوس فكرة «الانسحاب الآن وفوراً وإلا ستخسر في أكبر انهيار أرضي شهده التاريخ الأميركي مذلولاً ومهاناً مدى الحياة»، فقال بانون لبريبوس: «كفاك هراء، هذا هراء»، فتدخل كريس كرستي حاكم ولاية نيوجرسي قائلا: «عليك أن تنقذ علامتك التجارية من أجل أبنائك وإلا انتهيت إلى الأبد»، وقال جولياني: «عملياً تصل نسبتك على 40 في المئة»، واقترحت كيليان كونواي على ترامب إجراء مقابلة على محطة الـ «إي بي سي» وتعتذر، وهنا هبطت ميلانيا ترامب من الطابق العلوي وراحت تتمشى خلف الأريكة، وقالت بلكنتها السلوفينية وهي تلوح بيدها رفضا «أبداً، لا، لا، لا»، وبعد ساعتين أصدرت ميلانيا ترامب بياناً جاء فيه: «إن الكلمات التي تلفظ بها زوجي مهينة ومرفوضة إنها لا تمثل الرجل الذي أعرفه إن له قلب قائد وعقل قائد، آمل أن يقبل الناس اعتذاره كما فعلت أنا، وأن يركزوا في القضايا المهمة التي تواجه أمتنا والعالم، وبعد الظهر غرد ترامب على تويتر «تفعل وسائل الإعلام ومؤسسة النخبة كل ما في وسعها لإقصائي من السباق، لن أنسحب ولن أتخلى عن مؤيديّ أبداً MAGA#».

رفض كل العاملين في حملة ترامب الظهور في برامج صباح الأحد الحوارية ما عدا رودي جولياني ذلك أن بريبوس وكريستي وحتى كونواي الموثوقة ذات الدرع السميكة التي لا تقول «لا» أبدا كانوا مبرمجين، وجميعهم تمنعوا.

«كلابر» يبدي قلقه من إمكانية استخدام روسيا قاعدة البيانات

في صيف 2015 ظهرت لأول مرة علامات «الاستطلاع» الروسي أو التدخلات الرقمية، كما تسميها وكالة الأمن القومي، في سجلات الدوائر الانتخابية المحوسبة، المحلية منها والتابعة للولاية، وهي تتضمن قوائم بأسماء الناخبين وعناوينهم، وقد بدأ ذلك في ولاية إيلينويز ثم انتشر في البلاد حتى شمل 21 ولاية.

جمعت وكالة الأمن القومي ومكتب التحقيق الفدرالي المزيد من المعلومات عن هذه التدخلات الإلكترونية مما جعل مدير الاستخبارات القومية جيمس كلابر يبدي قلقه من إمكانية استخدام روسيا قاعدة البيانات بهدف تغيير التصويت أو التلاعب به بشكل ما، وتساءل: هل روسيا وحدها؟ كان الروس يحاولون دائماً ابتكار المتاعب.

حرص كلابر على وضع هذه المعلومات في الموجز الرئاسي اليومي، وهو المستوى الأعلى من التقارير الأمنية الموجزة والسرية للغاية، كان أوباما يقرؤه يومياً على جهاز آيباد سابق المبرمجة، ثم يعيده وقد وزع محررو التقارير الموجزة أجهزة آيباد مماثلة على وزير الخارجية ووزير الدفاع ومستشار الأمن القومي ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، ومع ذلك يلزم المحررون الغرفة فيما يقرأ المسؤولون الموجز اليومي الرئاسي ثم يطلبون بعد ذلك استعادة أجهزة الآيباد.

«ويكيلكيس» و«دي سي ليكس» يسربان معلومات حكومية وعسكرية

في عام 2016 بدأ موقعا و«يكيلكيس» و«دي سي ليكس» وهو موقع آخر معروف بتسريب معلومات حكومية وعسكرية مخترقة بنشر رسائل إلكترونية مأخوذة من مخدم لجنة ديمقراطية وطنية حصل عليها مخترقون روس معروفون باسم «الدب الدافئ» و«الدب الفاخر».

تسببت المعلومات الاستخبارية عن التدخل الروسي في قلق عميق لمجلس أمن أوباما القومي، ومع مرور الوقت أصبحت هذه المعلومات الاستخبارية أكثر دقة وإقناعاً.

عارض مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون أو برينان ويشدة كشف الأوراق، ودافع بقوة عن حماية مصادر الوكالة البشرية، وقال الآن ترون المعضلة، وكان شعاره الدائم مع وكالة الاستخبارات المركزية احموا المصادر، ومع ذلك أراد أن يفعل شيئاً ما.

كان برينان بحاجة إلى التحدث مع نظيره رئيس جهاز المخابرات الروسية FSB ألكسندر بورتنيكوف بما يخص سورية وما يتعرض له الدبلوماسيون الأميركيون من مضايقات فسأل أوباما إن كان يسمح له بإثارة موضوع التدخلات الانتخابية مع بورتنيكوف وقد وافق أوباما أن يبقى الأمر سرياً.

في الرابع من أغسطس قال برينان لبورتنيكوف أنتم تتدخلون في انتخاباتنا نعرف ذلك وندخره لوقت الحاجة، إلا أن بورتنيكوف أنكر ذلك بشكل قاطع، وفي اليوم التالي الخامس أغسطس قام مايك موريل الذي شغل منصب نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية من عام 2010 حتى عام 2013 ومنصب المدير بالوكالة مرتين بنشر افتتاحية في «النيويورك تايمز» بعنوان «كنت مدير وكالة الاستخبارات المركزية وأنا الآن أؤيد هيلاري كلينتون وأتهم ترامب بأنه عميل غير متعمد للاتحاد الروسي».

وقع الاختيار على كلابر ليحيط علماً المجموعة المدعوة بعصابة الثمانية في الكونغرس والمؤلفة من أربعة قادة من الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ والبرلمان بالإضافة الى رئيسي لجنتي استخبارات مجلس الشيوخ والبرلمان ونائبيهما.

وقد فوجئ كلابر بمدى تحيز القادة، لم يعجب الجمهوريين أي شيء في موجز الإحاطة، أما الديمقراطيون فقد رحبوا بكل آرائه وأمطروه بوابل من الأسئلة حول التفاصيل والمصادر، وقد ترك كلابر اجتماع الإحاطة مستاء من تحول الاستخبارات المتزايد إلى كرة قدم سياسية أخرى يجب ركلها.

وبحلول الخريف أظهرت التقارير الاستخبارية أن موسكو على غرار الجميع كانت تتوقع فوز كلينتون لذلك غيّر الرئيس فلايمير بوتين استراتيجية التأثير على الانتخابات ليركز في تفويض رئاسة كلينتون القادمة.

كان كلابر ووزير الأمن الداخلي جيه جونسون الأكثر حرصاً على إعلام الجمهور وتحذيره من التدخل الروسي، وفي الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الجمعة في السابع من أكتوبر أصدرا بياناً رسمياً مشتركاً اتهما فيه روسيا بمحاولة التدخل في انتخابات الولايات المتحدة، لكنهما لم يسميا بوتين شخصياً في إصدارهما العلني، وقد توقع كلابر وجونسون وحملة كلينتون أن يشكل ذلك «الأنباء الصارخة» في عطلة نهاية الأسبوع.

«النيويورك تايمز» تنشر قصة السجل السري في أوكرانيا الذي يبرز 12.7 مليون دولار تلقاها مانافورت رئيس حملة ترامب وبانون يلومه

ترامب أخبر بريبوس أنه عيّن ستيف بانون رئيساً تنفيذياً للحملة فاستهجن اختياره شخصاً لا يملك خبرة

توافق كونواي وبانون على استراتيجية: «إذا استطاعت حملة ترامب التركيز في الهجوم على هيلاري لا الدفاع عن ترامب فستفوز بفضل ناخبيه المتخفين»

كونواي صاغت عبارة «ناخب ترامب المتخفي» وتعني أولئك الذين وجدوا أنفسهم حائرين بالتصويت فقالوا «يا إلهي أنا ووالدي وجدي كلنا في الاتحاد وسنصوت لدونالد ترامب»

«الواشطن بوست» نشرت تسجيلاً صوتياً لبرنامج محطة «إن بي سي» التلفزيونية «أكسس هوليوود»، تفاخر فيه ترامب بمآثره الجنسية
back to top