آمال : الأزيرق والأخيضر

نشر في 01-12-2019
آخر تحديث 01-12-2019 | 00:20
 محمد الوشيحي استنفر بعض الكويتيين كل أعصابهم وبدأوا بالصراخ في وجه محلل سعودي وصف المنتخب الكويتي بعدما فاز على المنتخب السعودي بـ "الأزيرق"، وقال إن طموحه لا يتعدى بطولات الخليج، في حين أن السعودي والفرق السعودية أعلى كعباً وأكبر طموحاً.

واحتجاج هؤلاء الكويتيين يكشف لك، من دون أن تحتاج إلى تركيز، مستوى التشنج الذي أصاب بعض شعوب المنطقة جراء التوترات الموجودة، ويكشف مستوى الشك بين كل طرف والآخر من شعوب المنطقة، خصوصاً إذا ما قارناها ببطولات الخليج في الثمانينيات، والمساجلات التي كانت تتم بين رئيسي الاتحاد الكويتي فهد الأحمد، والسعودي فيصل بن فهد، رحمهما الله.

كان "الكلاسيكو" بين الاثنين في تصريحاتهما المتبادلة يعادل، في سخونته، الكلاسيكو الذي يحدث في الملعب، بل قد يفوقه أهمية لكثرة المتتبعين لتلك المساجلات.

كان ذلك يحدث، من دون تشنج جماهيري ولا شكوك متبادلة، أو حتى كامنة في الصدور. ومن عاصرَ الفترة تلك يتذكر تصريح المرحوم فهد الأحمد الشهير: "لن يحصل المنتخب السعودي على كأس بطولة الخليج إلا بعد أن تصبح الكرة مربعة"، مما أدى إلى استنفار خصمه/ صديقه فيصل بن فهد والرد عليه، في حين يعرف كل متابع أن علاقتهما أحلى من السمن على العسل، لكنها الرياضة وحماستها، بل ونكهاتها وبهاراتها التي تضيف إلى "الطبخة" بهارات خليجية في غاية اللذة.

هل السبب هو أن الجمهور، في تلك الفترة، كان متفرجاً وقارئاً لا أكثر، وبالتالي لا يعرف أي جمهور ردة فعل الجمهور الآخر، في حين أن الجماهير الآن تمتلك وسائل إعلامها الخاصة بها، كـ "تويتر" و"يوتيوب" و"سناب" وما شابه، وهو ما أدى إلى انفلات المشاعر؟ يجوز... لكن الأهم: هل ستعود روح الثمانينيات إلى الخليجيين مرة أخرى في بطولات الخليج؟ أم أنها غادرت "ون واي"؟

back to top