هل الفقير المحتاج مادة للتباهي؟

نشر في 29-11-2019
آخر تحديث 29-11-2019 | 00:09
 د. نبيلة شهاب عند اقتراب كل موسم من المواسم تبدأ حملات مساعدة المحتاجين بجمع أموال ومواد عينية سواء من أفراد أو من جمعيات أو مؤسسات، وهذا الشيء محمود ويحسب لمن يقوم بذلك، يفرح المحتاج وتُقضى حاجاته ويسعد هو وأولاده ومن يعول.

لكن في وسط هذه الفرحة وهذا الجو من العطاء نجد أن هناك كسرة نفس وألم مخبأ داخل قلوب أغلب من استفاد من هذه المساعدات من المحتاجين إن لم يكن جميعهم، والسبب هو التشهير به أمام العلن ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي!!

هذا التشهير الذي يمارسه الكثير من الأفراد أو المؤسسات أو الجمعيات في إعلان حاجته وفقره وضعفه هو عمل مذموم، ويزداد قبحاً لو طال التطفل والتشهير منزل المحتاج أو خصوصياته أو خصوصيات أحبة له من أبناء ووالدين وزوجة وغيرهم.

بعض المؤسسات تقوم بتوزيع المساعدات أيا كانت في مكان عام كمسرح، ويأتي المحتاج ويسلم على أصحاب الجلال والسلطان والمال ليأخذ ما تجود به نفوس من تصدق وبذل، ويتوجون عملهم الممقوت البشع بتصوير المحتاج وهو يتسلم ما يتفضلون به عليه، وهم يبتسمون للكاميرا ابتسامة صفراء، تعلن انتصارهم على حاجة المحتاج، وهم لا يعلمون أنهم يكسرون شيئاً غالياً في نفسه لا يجبره أي عطاءٍ أو مساعدة.

عمل أقل ما يقال عنه أنه قبيح وفيه من النفاق والتباهي والاستعراض الشيء الكثير، فكيف لا ينبض لهم عرقٌ وهم يمتهنون كرامة محتاج ويجرحون كبرياءه ويكسرون قلبه؟ فالعطاء والصدقة والبذل كلها لله، وهو سبحانه من يجزي عليها، فلمَ إذاً يُشهد على ذلك جميع من في الكرة الأرضية؟!

إذا جُرحت كرامة الفقير والضعيف والمسكين المحتاج وانعدم احترامه واحترام خصوصيته جُرحت الإنسانية وتقطعت أوتادها.

back to top